ما هو مفهوم الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
الكلمة الطيبة هي القول الحسن الطيب الذي يخرج من صدر مليء بالنور ليضئ القلوب والأرواح والوجوه، أما الكلمة الخبيثة فهي القول السيئ الذي يخرج من نفس عدوانية سطر عليها الغرور والحمق وقلة مراقبة الله.. إليكم شرح ما هو مفهوم الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
ما هو مفهوم الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة
مفهوم الكلمة الطيبة
- الثمرة الطيبة التي تخرج من نفس حسنة طيبة، كما أنها زهرة حسنة تقوم اليد الكريمة بقطفها من داخل حديقة قلب مليء بالطيب
- حروف مضيئة تخرج من صدر مليء بالنور، والسرور.
- تولد الكلمة الطيبة لتضيء الأرواح، والقلوب، والوجوه.
- عطر للشفاه، وبسمة للحياة، وشفاء للروح والجسد، وبلسم للجروح
- كما أنها عنوان للمتكلم، ومفتاحه للأرواح، والقلوب، وسفيره الذي يصعد للسماء ليجد لها حسن الجزاء، قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر: 10].
تشبيه الله سبحانه وتعالى لها بالشجرة الطيبة
- قال تعالى: {ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} (إبراهيم:24-26) يقصد بالكلمة الطيبة هنا كلمة لا إله إلا الله فهي أفضل كلمة قالها الناس، وخير كلمة عرفتها البشرية؛ حيث أنها هي الكلمة التي قامت السماوات والأرض عليها كما أنها الكلمة التي تفصل بين الحق والباطل، وتعد أيضا الفيصل في التفرقة بين الكفر والإيمان
- المراد بـ (الكلمة الطيبة) في الأية السابقة شهادة أن لا إله إلا الله، والمراد بـ ( الكلمة الخبيثة ) بالأية كلمة الشرك
- شبه الله سبحانه وتعالى الكلمة الطيبة المتمثلة في كلمة لا إله إلا الله وما يليها من كلام حسن بالشجرة الطيبة التي تمتلك جذور راسخة وثابتة في الأرض، كما تمتلك الأغصان العالية التي قد تطال عنان السماء ولا يمكن أن تنال منها الرياح العاتية، ولا تستطيع أي عواصف هوجاء أن تعصف بها
- تنبت هذه الشجرة من البذور الصالحة، وتعيش أيضا في الأرض الصالحة، وتنثر خيرها في كل حين، كما تعلو بالثمار الطيبة والظلال الوارفة التي يستفيد منها الناس
- كذلك يكون الأثر الناتج عن الكلمة الطيبة فهي تملأ النفس بالإيمان والصدق، وتدخل للقلب بدون استئذان، فتعمل به ما تشاء
- هذه الشجرة الوارفة العالية المثمرة مثلها مثل المؤمن الثابت في إيمانه، السامٍي جدا في كل توجهاته وتطلعاته، النافع دائما في كل عمل يقوم بفعله، المقدام مهما قابل من صعاب، الذي لا يعرف قلبه الخوف، المعطاء في كل حال، الذي لا يمكن للبخل أن يهتدي طريق لنفسه، فهو خير ونفع وبركه كله
مفهوم الكلمة الخبيثة
- صفة عدوانية، ونفخة شيطانية سببها الأساسي يتمثل في ضعف النفس، وغرورها، وسيطرة الحمق وقوة الشر عليها، وكذلك قلة مراقبة الله سبحانه وتعالى فيما يقوله الإنسان.
- قد تفسد الكلمة الخبيثة الدنيا والأخرة على الإنسان، وتجلب له الخسارة، والحزن، والشقاء
- كلمة الشرك وما يليها من كلام خبيث هي النقيض تماما للكلمة الطيبة، حيث أنها كلمة ضارة لا تنفع، فهي كلمة تضر صاحبها، وناقلها، ومتلقيها، كما تضر كل شخص نطق بها، وتسيء أيضا لكل شخص سمعها فهي كلمة سوء لا خير يرجى منها، وكلمة خُبْثٍ لا ريح طيب فيها
تشبيه الله تعالى لها بالشجرة الخبيثة
- الكلمة الخبيثة كلمة مسمومة لا نفع منها ولا فيها شبهها الله سبحانه وتعالى بالشجرة الخبيثة التي لا أصل ثابت لها، ولا مذاق حسن فهي تعرف بمر المذاق، والشكل السيء الذي لا يسر الناظرين، حيث تتشابك أغصانها وفروعها ليُخيَّل لمن ينظر إليها أنها تغطي تماما عن ما حولها من النبات والشجر إلا أنها هزيلة في الحقيقة لا تمتلك القدرة على الوقوف في وجه الأعاصير والعواصف بل تنهار تماما نتيجة لتعرضها لأدنى ريح فليس من طبعها المقاومة والصمود، وليس من صفاتها الاستقرار والثبات فهي شجرة خبيثة لا خير يرجى منها حيث أن ريحها غير طيبة، وطعمها مر فهي شر، وسوء وخبث كلها
- هذه الشجرة الخبيثة مثلها مثل الكافر الذي لا ثبات له في أي قرار، ولا في هذه الحياة فهو دائما متقلب بين مبدأ وآخر، ويسير خلف كل ناعق، لا يعرف طريقا للخير، ولا يهتدي للحق سبيلاً فهو شر كله، سلوكا، واعتقاداً، وأخلاقا، وفكراً، وهمة، وتطلعاً
- روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}، قال: ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر. يقول: إن الشجرة الخبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، يقول: الكافر لا يقبل عمله، ولا يصعد إلى الله، فليس له أصل ثابت في الأرض، ولا فرع في السماء) رواه الطبري.
رواية أخرى
- الشجرة الطيبة التي ذكرها الله تعالى في الآية الكريمة هي شجرة النخل، والشجرة الخبيثة يقصد بها شجرة الحنظل؛ روى أبو يعلى في “مسنده” عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بطبق عليه ثمر نخل، فقال: (مثل {كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} هي النخلة، {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} قال: (هي الحنظل).
- روى الطبري عن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة}، قال: تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرياح كيف تصفقها يميناً وشمالاً؟