الشهادة في سبيل الله هي من أسمى الأعمال التي ينال صاحبها صحبة الأنبياء، والصديقين، والصالحين… وفيما يلي سنتعرف على معلومات مهمة ومبسطة عن الشهادة في صورة هل تعلم عن الشهادة ؟
هل تعلم عن معنى الشهادة ؟
- الشهادة في اللغةً: لها عدة معان تتمثل في الحضور، والخبر القاطع، والعلانية، والموت أثناء الجهاد وفي سبيل الله
- الشهادة شرعاً: ينالها المسلم الذي يموت أثناء قتال الكفار، أو بسببه
هل تعلم عن أنواع الشهادة ؟
- شهيد الدنيا، والآخرة: وهو الشخص الذي يقتل أثناء الجهاد في سبيل الله عزوجل، وهو مقبل غير مدبر، وكذلك ليس لغرض معين من أغراض الدنيا، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ( إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال مستفهما: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه فمن في سبيل الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) رواه البخاري.
- شهيد الدنيا: وهو الشخص الذي قتل أثناء الجهاد إلا أن قتاله كان لغرض معين من أغراض الدنيا، ورياء، بمعنى أنه لم يكن خالصا في سبيل الله، فهذا الشخص يعامل معاملة الشهيد في الدنيا بمعنى أنه لا يغسل، ولا يتم الصلاة عليه، إلا أن ثوابه في الأخرة غير النوع الأول
- شهيد الآخرة: هو الشخص الذي يعطى أجر الشهيد في يوم القيامة، إلا أنه لا يعامل معاملة الشهيد في الدنيا، لذلك يغسل، ثم يصلى عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) متفق عليه.
هل تعلم عن درجات الشهداء، أن:
- مرتية الشهداء عظيمة فهي تلي مرتبة ومكانة النبيين، والصديقين
- درجات الشهداء تختلف، وذلك وفق ما روى أحمد، وابن حبان في صحيحه من حديث جابر، والدارمي، وأحمد، والطحاوي من حديث عبد الله بن حبشي، وابن ماجه من حديث عمرو بن عنبسة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الجهاد أفضل ؟ قال: من عُقر جوادُه، وأُهريق دمه )، فتح الباري ( 6 / 43 ، 44 ).
– هناك أحاديث وردت في السنة الصحيحة نقلا عن النبي عليه الصلاة والسلام عن وجود تفاوت بين الشهداء منها:
- عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: ( الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ لاَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا, أُولَئِكَ يَنْطَلِقُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنْ الْجَنَّةِ, وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ, وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلا حِسَابَ عَلَيْهِ ) رواه أحمد (21970 )، وصححه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة ” (2558) .
- عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب, ورجل قام إلى أمام جائر فأمره ونهاه, فقتله ) رواه الحاكم، وصححه الألباني في “السلسة الصحيحة” (374) .
- عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْقَتْلى ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَاتَلَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ, فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُفْتَخِرُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ, لا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ قَرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مُحِيَتْ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ, إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءُ الْخَطَايَا, وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ, فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ, وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ, وَبَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ فَإِنَّ ذَلِكَ فِي النَّارِ, السَّيْفُ لا يَمْحُو النِّفَاقَ ) رواه أحمد ( 17204 ) وجوَّد إسنادَه المنذري في ” الترغيب والترهيب ” ( 2 / 208 ) وحسنه الألباني في ” صحيح الترغيب ” ( 1370 ) .
هل تعلم عن الشهادة في سبيل الله، أن:
- الشهيد الذي مات، وغادر الدنيا لا يكون ميت ويحسب بعداد الأموات فهو حي يحيا حياةً برزخيَّة لا يعلمها الله تعالى، حيث قال تعال ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 169 – 171].
- الشهادة في سبيل الله عزوجل درجةٌ عالية يهبها الله سبحانه وتعالى لمن يستحقُّها؛ فهذه المكانة اختيار من الله للصفوة من البشَر؛ حتى يعيشوا في الملأ الأعلى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران: 140].
- الشهادة انتقاء الله، واصطفاؤه للأفذاذ من البشر حتى يكونوا بصُحبة الأنبياء، والصديقين: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].
هل تعلم عن فضل الشهادة أن رسول الله قال عنها:
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((ما يجدُ الشهيد من مسِّ القتل إلا كما يجدُ أحدكم من مسِّ القرصة))؛ أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
- قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((للشهيد عند الله ستُّ خِصال: يغفر له في أوَّل دفعة، ويرى مقعده من الجنَّة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزَع الأكبر، ويُوضَع على رأسه تاجُ الوقار، الياقوتة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُزوَّج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويشفَعُ في سبعين من أقاربه))؛ أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب
- قال الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كلُّ ميتٍ يُختَم على عمله إلا الذي مات مُرابِطًا في سبيل الله؛ فإنَّه يُنمَى له عملُه إلى يوم القيامة، ويأمنُ من فتنة القبر)).
- أخرَّج الترمذي والحاكم – وصححه الألباني في ” صحيح الترغيب ” ( 13762 ) – من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين ).