الطقس في إندونيسيا… معلومات عن الظّواهر المناخيّة الرّئيسيّة في إندونيسيا
الطقس في إندونيسيا بشكل عامٍّ
إندونيسيا عبارة عن مجموعة كبيرة من الجُزُر يصِل عددها إلى الآلاف، وتمتدُّ على طول خطّ الاستواء من جنوب شرق آسيا إلى أستراليا، وتُغطّي أكثر من 5000 كيلومترًا من الغرب إلى الشّرق، ويعتبر البعض غينيا الجديدة جزءًا من أوقيانوسيا، وبهذه الحالة ستكون إندونيسيا دولة عابرة للقارّات.
تُعدُّ إندونيسيا دولة استوائيّة ويتمتّع الطقس في إندونيسيا بمناخ رطب وحارٍّ طوال العام، ودرجات حرارتها تتراوح بين أكثر من 32 نهارًا، وأكثر من 22 ليلًا، وتسود درجات الحرارة الأكثر برودة في المرتفعات، والرّطوبة في إندونيسيا تتراوح عادة بين 70 و90%، ولا منفد من الرّطوبة والحرارة إلّا المكيّفات، والتي لا تتوفّر بكثرة مثل غيرها من الدّول، ولكنّ الإندونيسيين متكيّفون مع ارتفاع درجات الحرارة، ولا يستخدمون المراوح أبدًا، حتّى أنّهم إذا انخفضت درجة الحرارة قليلًا مع وجود الشّمس، يرتدون معاطف ثقيلة.
الرّياح في إندونيسيا
تقع إندونيسيا جنوب حزام الأعاصير الذي يؤثّر على الفلبّين، وفيتنام، والصّين، واليابان، وشمال حزام الأعاصير المؤثّر على أستراليا، ونظرًا لأنّ إندونيسيا قريبة جدًّا من خطّ الاستواء، وتحيط بها الكثير من المياه، لذلك فإنّ مناخها استوائيّ بحريّ أو راكد، والرّياح في إندونيسيا خفيفة، أمّا العواصف الرّعديّة فتتكرّر كثيرًا ولكنّ تأثيرها يبدو أقلَّ نتيجة الرّياح الموسميّة والجبال.
درجات الحرارة والأمطار في إندونيسيا
يتميّز الطقس في إندونيسيا بتنوّع في كمّيّة هطول الأمطار ودرجات الحرارة بحسب أنماط الحرارة والرّياح الموسميّة؛ حيث يتراوح متوسّط درجات الحرارة عند أو بالقرب من مستوى سطح البحر حوالي 23 إلى 31 درجة مئويّة. يتمّ تحديد درجات الحرارة بحسب الارتفاع والقرب من البحر، وتكون درجات الحرارة بشكل عامٍّ أكثر برودة على السّاحل وفي الجبال ممّا هي عليه في المناطق الدّاخليّة والأراضي المنخفضة، والمتغيّر الرّئيسيّ في مناخ إندونيسيا ليس درجة الحرارة أو ضغط الهواء ولكنّه معدّل هطول الأمطار.
تُعتبر إندونيسيا واحدة من أكثر الأماكن الممطرة على وجه الأرض؛ حيث يحصل السّاحل الغربيّ لسومطرة على 400 سم من الأمطار سنويًّا، وتشمل الأماكن الأخرى التي تتلقّى الكثير من الأمطار شمال غرب كاليمانتان، وجاوة الغربيّة، وبابوا وبعض أجزاء سولاويزي، أمّا الجُزُر التي تتلقّى كمّيّات صغيرة نسبيًّا من الأمطار هي سومبا وتيمور على سبيل المثال لا الحصر.
تتغير درجة حرارة الطقس في إندونيسيا قليلًا من موسم إلى موسم، أو من منطقة إلى أخرى، لكنّ درجات الحرارة الأكثر برودة تسود في المرتفعات، وبشكل عامٍّ تنخفض درجات الحرارة حوالي درجة مئويّة لكلّ 90 مترًا كلّما ارتفعت المنطقة عن مستوى سطح البحر، ويتشكّل الصّقيع ليلًا في بعض المناطق الجبليّة الدّاخليّة العالية، وتُغطّي الثّلوج طوال العام أعلى السّلاسل الجبليّة في بابوا.
الفصول الرّئيسيّة في إندونيسيا
ينقسم الطقس في إندونيسيا إلى فصلين رئيسيين هما موسم الجفاف الحارِّ، وموسم الرّياح الموسميّة الممطرة. يمتد موسم الأمطار في معظم إندونيسيا من أيلول إلى آذار، بينما يكون موسم الجفاف من آذار وحتّى نيسان، وفي بعض المناطق يمتدُّ حتّى أيلول، وتختلف أوقات حلول الفصول في جميع مناطق إندونيسيا تقريبًا، على سبيل المثال يكون موسم الأمطار في جنوب شرق آسيا والهند من أيّار إلى أيلول.
من شهر تشرين الأوّل إلى شهر أيّار تهبُّ الرّياح الموسميّة الشّتويّة من الشّمال الشّرقيّ وتجلب معها الرّطوبة من بحر الصّين الجنوبيّ والمحيط الهادئ إلى شمال وشمال شرق إندونيسيا بينما يكون الطقس في إندونيسيا في اليابسة على الجانب الجنوبيّ المحميّ من الجبال موسم جفاف.
منذ شهر تمّوز إلى تشرين الأوّل يكون موسم الأمطار الموسميّة الصّيفيّة التي تجلب الأمطار إلى الهند، وتجلب الأمطار والرّياح من الجنوب، والجنوب الشّرقيّ إلى الجانبين الجنوبيّ والغربيّ لجزيرتيّ سومطرة وجاوة، ومن وسط جزيرة جاوا شرقًا، تأتي الرّياح من أستراليا وتحمل القليل من الرّطوبة، وبالتّالي فإنّ هذه المنطقة جافّة من تمّوز إلى تشرين الأوّل.
النينو
يواجه الطقس في إندونيسيا موجات الجفاف دوريًّا، ويُرافقها في بعض الأحيان حرائق مدمّرة في الغابات، وهذا الجفاف ناجم عن ظاهرة النّينيو. تسببت ظاهرة النّينيو في 1997-1998 في جفاف شديد أدّى إلى أضرار جسيمة في المحاصيل، ونقص في الأغذية في بابوا غينيا الجديدة وأجزاء من إندونيسيا، ومات المئات من النّاس في جميع أنحاء العالم بسبب المجاعة والكوليرا ونقص مياه الشّرب النّظيفة خلال ظاهرة النينيو في 1997-1998
ظاهرة النّينيو هي حالة مناخيّة دوريّة تحدث في المتوسّط كلّ خمس سنوات، وهي أقوى ظاهرة في المحيط الهادئ، ولكنّ تداعيتها عالميّة، وتظهر بسبب انهيار نظام الضّغط المسيطر على المحيط الهادئ، ويؤدّي ذلك إلى تغيير اتّجاهات الرّياح والتيّارات في المحيط الهادئ، والتّخلص من الرّياح الحاليّة وجلب الجفاف إلى إندونيسيا، وجنوب شرق آسيا، وجنوب إفريقيا، وأستراليا، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة، والفيضانات إلى البيرو وشرق إفريقيا، والأعاصير إلى اليابان، والطّقس العاصف إلى الولايات المتّحدة وتعطّل الرّياح الموسميّة في الهند.
المراجع
