معلومات عن مدينة العقبة… قديمًا وحاليًّا وأماكنها الجميلة غير الشّاطئ
معلومات عن مدينة العقبة تاريخيًّا
تقع العقبة في أقصى الجنوب الغربيّ للأردن، وخليج العقبة مدخل للبحر الأحمر، وهي ميناء الأردنّ الوحيد، وبسبب وجود الينابيع العذبة فقد استقرّ النّاس فيها لآلاف السّنين. أطلَقَ العَرب القدماء اسم أيلا على العقبة، والاسم الحاليّ اختصار لعقبة أيلا، أي ممرَّ أيلا لأنّها تقع خلف الجبال.
في العصر الرّوماني، كانت العقبة تحت حكم تراجان، وكانت المحطّة الجنوبيّة للطّريق التّجاريّ الممتدِّ من سوريا، وأثناء الحُكم البيزنطيّ أصبحت مقعدًا للأسقفيّة في أوائل القرن الرّابع، أمّا في العصر الإسلاميّ فقد أصبحت محطّة مهمّة للمسلمين المصريين الذين يذهبون إلى الحجِّ، بعد ذلك استولى عليها الصّليبيّون في حوالي القرن الثّاني عشر، وعادت إلى الحُكم الإسلاميّ في عام 1183، في أثناء الحكم العثمانيّ، وكانت لا تزال قرية صغيرة وقتها، ولم تعُد ممرًّا للحجّاج المصريين بعد افتتاح قناة السّويس في عام 1869، واستُكملت سكّة حديد الحجاز في عام 1908.
معلومات عن مدينة العقبة (تمتلك أقدم كنيسة في العالم)
في واحدة من أكثر الاكتشافات إثارة في الآونة الأخيرة، اكتشف علماء الآثار في العقبة ما يعتقدون أنّها أقدم كنيسة مسيحيّة مشيَّدة في العالم، ويعود تاريخها تقريبًا إلى أواخر القرن الثّالث بعد الميلاد، حوالي 293 إلى 303 للميلاد. وهذا التّاريخ أقدم قليلًا من كنيسة القيامة في القدس، و كنيسة المهد في بيت لحم، وكلاهما يعود تاريخها إلى القرن الرّابع، وتوجد الكنيسة على قطعة أرض شرقيَّ شارع الاستقلال، وهي الآن أرض محميّة.
كان المبنى على شكل قاعدة كبيرة مكوّنة من ثلاث ممرّات، غرفة انتظار، وشُرفة عند المدخل الغربيّ، مفصولة بواسطة فاصل حديديّ، يستخدمها التّائبون، وموجّهة على محور الشّرق والغرب، وتبلغ مساحتها 26×16 مترًا، وتمّ بناؤها من الطّوب الطّينيّ فوق الأسطح الحجريّة، مع صحن مقبّب وممرّات على الأرجح، ومداخل مقوّسة، كما تُشير بقايا الدَّرَج إلى أنّها كانت تتكوّن من طابقين.
معلومات عن مدينة العقبة حاليًّا
خليج العقبة رائع جدًّا للاسترخاء وممارسة الرّياضات المائيّة في المياه الدّافئة في فصل الشّتاء، وتتميّز العقبة بأنّها دافئة ومشمسة وجذّابة، ومليئة بأشجار النّخيل، ومياه خليج العقبة صافية، ويمرُّ بها نسيم شماليٌّ ثابت، وتُحيط بها الجبال التي يتغيّر لونها مع مرور السّاعات.
هناك الكثير من الأسرار داخل مياه خليج العقبة التي تجعل منه مكانًا فريدًا من نوعه، لأنّه أسفل السّاحل يوجد عالم رائع تحت البحر يضمّ بعضًا من الشّعاب المرجانيّة الرّائعة، وغالبًا ما يزيد عرضها عن مئات الأمتار، وتتكوّن الشّعاب المرجانيّة من العديد من الشّعاب ذات الألوان الدّقيقة، والتي تعيش بين عدد لا يحصى من الأسماك ذات الألوان الرّائعة.
تتوفّر في العقبة مجموعة كبيرة من أماكن الإقامة الممتازة، ومرافق لجميع الرّياضات المائيّة والمطاعم التي تلبّي الأذواق الأكثر انتقائيّة، كما يوجد فيها بعض مطاعم الأسماك الممتازة، ويمكن العثور على الحرفيين الذين يملؤون زجاجات صغيرة بالرّمال الملوّنة في تصاميم هندسيّة معقّدة.
معلومات عن مدينة العقبة (الأنشطة السّياحيّة)
تتمتّع العقبة بسمعة سياحيّة طيّبة جدًّا، والبحر ليس كلُّ ما يميّزها، فهناك الكثير من الأماكن التي يُمكن زيارتها والاستمتاع بها، ولا توجد في مكان غيرها، مثل:
القلعة المملوكيّة
تقع القلعة المملوكيّة على بعد بضعة صفوف من الأبنية من كورنيش خليج العقبة وهي واحدة من أشهر أماكن الحرب العالميّة الأولى، وهي جزء من الثّورة العربيّة التي اجتاحت العقبة في عام 1916، وقد خُلِّدت هذه القلعة في أحد المشاهد التي لا تُنسى من فيلم لورانس العرب في عام 1962. تمّ بناء هذه القلعة في القرن السّادس عشر من قبل سُلطان المماليك قانصوه الغوري، وكانت تستخدم لعدّة قرون نُزُلًا للمسافرين، واستضافة الحجّاج في رحلتهم جنوبًا إلى مكّة المكرّمة للحجِّ سنويًّا.
رحلة إلى وادي رم
على الرّغم من أنّ مركز زوار وادي رم يقع على بعد حوالي 60 كم على الطّريق السّريع شرقيّ العقبة إلّا أنّها تُعدُّ البوابة الرّئيسيّة لوادي رم نفسه، لأنّ الحافلات السّياحيّة تنطلق من العقبة إليه. وادي رم معروف أيضًا بوادي القمر، وتوجد فيه الطّبيعة نقيّة كما هي، وغروب الشّمس فيه غنيٌّ بالألوان، ويُمكن قضاء ليلة هادئة تحت النّجوم مع البدو الرُّحّل، وفي النّهار يُمكن الاستمتاع بجولة فيه بسيّارات الدّفع الرّباعيّ.
مرصد طيور العقبة
توفّر العقبة مكانًا مميّزًا لهواة مراقبة الطّيور، ويقع هذا المرصد في الطّرف الشّماليّ من البحر الأحمر، على مقربة من حدود إيلات، وتأتي إليه أسراب من الطّيور القادمة من أوروبا، وآسيا، وإفريقيا في كلّ موسم هجرة، وتُشكِّل الغابات والأراضي الرّطبة المزروعة هنا تناقضًا صارخًا مع الصّحراء المحيطة، ويمرُّ خلال هذا الموسم أكثر من 70 نوعًا مختلفًا من الطّيور، وعلى الرّغم من أنّه مفتوح طوال العام، إلّا أنّه من الأفضل زيارته في الرّبيع والخريف.
المراجع