مرض شلل الرعاش من الاضطرابات العصبية، يؤثر على قدرة الشخص على الكتابة والحديث، والحركة، بالإضافة إلى ظهور بعض الحركات الجسدية غير الطبيعية على المريض، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على ماهو مرض شلل الرعاش.
ماهو مرض شلل الرعاش
يسمي مرض شلل الرعاش بمرض باركنسون نسبة إلى الطبيب جيمس باركتنسون الذي يعد أول من تعرف على المرض بشكل إكلينيكي، وما زال هذا الفحص موجوداً حتى الآن ويأخذ بيه من قبل الأطباء عند فحص شخص مصاب.
يبدأ هذا المرض بالظهور على شكل رعشة بسيطة فى يد واحدة، ومع مرور الوقت تزداد ظهور الأعراض كالبطء فى حركة الجسد، والتصلب، أو الجمود، أو يختل توازنه.
تظهر الأعراض فى وقت راحة المريض، أي تبدأ بالظهور على الإنسان بعد سن 50 عاماً، وهناك ما يقارب حوالى 5% من مرضى شلل الرعاش ظهرت عليهم الأعراض قبل بلوغهم سن 40 عاماً، ويصنف هذا المرض من ضمن الأمراض العصبية.
أعراض مرض شلل الرعاش
هناك الكثير من الأعراض التى تظهر على الشخص المصاب ولكنها تختلف من شخص لأخر، وأبرزهم هما:
- فقدان التوازن: يفقد المريض توازنه فلا يستطيع أن يقف على قدميه.
- الرعشة: تظهر الرعشة على جسم المريض فى وقت راحته وتكون فى يد واحدة أو فى جانب واحد من الجسم.
- الحركات اللاإرادية: تظهر بعد الحركات اللاإرادية على الشخص المصاب، وفقدان القدرة على أداء الحركات التلقائية، كالتأرجح الذراعين عند المشي، والتبسم، والرمش.
- تصلب العضلات: تؤدي إلى تصلب الحركة نهائيا والألم فى العضلات وهى تنتج عن الإصابة بالرعاش.
- بعض التغيرات فى الكلام: يحدث بعض التغيرات فى كلام المريض كالتحدث بهدوء، أو التردد فى الكلام، أو عدم معرفته للكلام الذي يصدر عنه.
- صعوبة فى الكتابة: قد يعاني المريض من الصعوبة فى الكتابة، ويصغر حجم خطه.
- تباطؤ الحركة: أو ما يسمى بالتخشب، أو التبيس، يبطء حركة الشخص ويجعله غير قادر على الحركة، وعدم قدرته على فعل الأشياء السهلة، البسيطة وتتطلب منه جهداً كبيراً، كصعوبة النهوض من مقعدة، أو خطواط المشي تكون قليلة، والشعور بألم فى عضلات الظهر والقدمين.
أسباب حدوث مرض سلل الرعاش
يوجد بعض الأسباب لحدوث مرض الرعاش وهما:
- حدوث تلف فى أحد أجزاء النوى القاعدية فى جسم الإنسان للتلف المسؤول عنها الجهاز العصبي المركزي الذي يقوم بترابط حركات الجسم الإرادية من خلال تنظيم متكامل داخل النوى القاعدية حيث يتواجد الألياف العصبية وتترابط بشكل معقد داخل النوى القاعدية فيحدث تلف فى احد الاجزاء؛ لذلك يسبب فى إصابة الشخص بالاضطراب التوتر العضلي، ويختل توازنه، مما يقوم بالحركات اللإراداية.
- نقص مادة الدوبامين (المرسل الكيميائي الذي يسري بين الخلايا العصبية) داخل الدماغ نتيجة لتلف فى إنتاج الدوبامين فى أحد أنوية القاعدية التى تسمي بالمادة السوداء فى قاعدة الدماغ وهى تعمل على إنتاج مادة الدوبامين فى الدماغ. تعمل مادة الدوبامين على نقل السيالات العصبية من اجل تحقيق الانتظام الجسمي الحركي عند الإنسان.
- قد يرجع حدوث مرض شلل الرعاش إلى الوراثة عند بعض الأشخاص، حيث تمكن العلماء من عزل جينات (جين باركن) الذي يعد سبب فعال فى حدوث مرض الرعاش.
انواع مرض شلل الرعاش
- الرعاش الوراثي: هو رعاش مجهول السبب، يصيب اليدين أو الصوت، أو الرأس ويكون بطئ، حيث يأثر على جانبين، وعند الراحة يخف هذا المرض ولكنه يزداد مع الحركة والقيام ببعض الأعمال.
- الرعاش الفيسيولوجي: هو رعاش سريع يصيب اليدين، يحدث نتيجة الشعور بالقلق، أو التعب، أو الاضطرابات الاستقلابية كالامتناع عن شرب الكحول، أو بعض ادوية الكافيين ومثبطات الفوسفودياستيراز ومنبهات بيتا الأدرينالية، ومرض الغدة الدرقية.
- رعاش التنبيب: هو رعاش يصيب العضلات الدانية يكون دوراني خشن، يظهر بوضوح عند محاولة الشخض حمل الأوزان أو الحفاظ على وضعية ثابتة، يظهر هذا الرعاش بوجود خلل فى المخيخ.
- رعاش المرض المخيخي: هو رعاش الحركة أو رعاش القصدي، ينتج عن تذبذب الطرف عند الاقتراب من الهدف، كالتصلب المتعدد.
- رعاش باركتسون: يأثر على اليدين والطرف السفلي والعلوي، ويطلق عليه دحرجة الجنة، يزداد هذا المرض مع التوتر والقلق، وعند الراحة، ولكنه يقل عند الحركة، وبذل المجهود.
- رعاش الرنح: يصيب هذا المرض الجسم أو الرأس، وهو شكل من أشكال رعاش التثبيت يزداد عند الانتصاب ويختفي عند الاستلقاء، ويتم رؤيته من خلال الرعاش المجهول.
علاج مرض شلل الرعاش
لا يوجد علاج لهذ المرض ولكن هناك بعض الأدوية التى تساعد على السيطرة والتحكم على الأعراض بشكل كبير ومنها:
- أدوية ليفودوبا: من أكثر الأدوية فاعلية لهذا المرض، حيث يمكنها أن تخفي أعراض مرض شلل الرعاش، لأنها تتحول إلى مادة الدوبامين، ويوجد بها مادة الكارييدويا التى تعمل على تقليل الآثار الجانبية الناتجة عن هذه الادوية.
- الأدوية المحفزة للدوبامين: هى اقل فاعلية عن أدوية ليفودويا. تعمل هذه الأدوية لفترة طويلة من الوقت ومن امثلتها الأدوية الروبينيرول، والبراميبيكسول، وأثارها الجانبية تتشابه مع الآثار الجانبية لليفودوبا.
- مضادات الكولين: استخدمت هذه الادوية للتقليل من الرعشة ولكنها يوجد لها بعض الآثار الجانبية كالإمساك، وصعوبة التبول، وضعف الذاكرة؛ لذلك أدت إلى قلة استخدامها فى علاج مرض شلل الرعاش ومن أمثلتها أدوية التريهكسفينيديل، و البنزتروبين.
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين: تعمل على منع تحطيم الدوبامين فى الدماغ من خلال تثبيط غنزيم أكسيداز أحادي الأمين، ويوجد لها آثار جانبية كالأرق، والغثيان، ومن امثلتها أدوية الراساجيلين، والسيليجيلين.
- الأمانتادين: يستخدم للتخفيف من أعراض الرعاش فى المراحل المبكرة البسيطة، ويأخذ بجانب أدوية الليفودوبا للتقليل من آثاره الجانبية.
- الأدوية المثبطة للإنزيم الناقل للميثيل: تعمل على تطويل مفعول أدوية الليفودوبا من خلال تثبيط الإنزيم الذي يحطم الدوبامين، ومن الآثار الجانبية ظهور بعض الحركات اللإرادية، وزيادة الإسهال، ومن أمثلتها دواء إنتاكبون.