مدينة ديار بكر من أهم وأقدم المدن التركية، فلقد كانت مهد لحوالي 26 حضارة مختلفة على مدار تاريخها الممتد عبر خمسة آلاف عام، وإليكم نظرة على تلك المدينة العريقة من خلال معلومات عن مدينة ديار بكر تركيا.
معلومات عن مدينة ديار بكر تركيا
مدينة ديار بكر
عرفت مدينة ديار في العصور القديمة بإسم “عميدة”، وهي إحدى المدن التركية الشهيرة، وترجع شهرتها إلى أنها تمتد عبر هضبة بازلتية بالقرب من ضفاف نهر دجلة، وهي محاطة بسور ثلاثي الأضلاع من البازلت الأسود يطوق المدينة القديمة بالكامل ويضفي عليها منظر مظلم إلى حد ما.
يبلغ طول السور حوالي 6 كم وهو مزود بتعزيزات أمنية تشمل 16 برج و خمسة بوابات، وجدرانه مزينة بالنقوش والرسوم البارزة التي تمثل مزيج من حضارات مختلفة، وهو يعتبر نموذج رائع على الهندسة العسكرية في العصور الوسطى، كما يعتبر رمز بارز يميز مدينة ديار بكر محلياً وعالمياً.
مناخ مدينة ديار بكر
يتسم المناخ بها بأنه حار وجاف جداً في فصل الصيف؛ بسبب موقعها الجغرافي بين نهرين مما يجعلها معرضة لرياح ساخنة قادمة من صحاري سوريا والعراق، وسجلت أعلى درجة حرارة صيفاً 46.2ْ مئوية في يوليو 1937، بشكل عام فإن المناخ العام لها مشابه إلى حد ما مناخ دول البحر الأبيض المتوسط.
التعليم في مدينة ديار بكر
يوجد بها العديد من المدارس رفيعة المستوى ودور التعليم المميزة، وخاصة جامعة دجلة، وهي جامعة حكومية تقع على الجانب الشرقي من نهر دجلة، وهي واحدة من أقدم وأكبر مؤسسات التعليم العالي بتركيا، وهي مبنية على مساحة 27 ألف فدان، واشتقت اسمها من نهر دجلة الذي يفصل بين الجامعة والمدينة، وهي تحتوي على العديد من الكليات والمراكز البحثية داخل حرمها.
مدينة ديار بكر قديماً
يمتد تاريخها عبر شوط زمني طويل بداية منذ أن حكمها “حوري ميتهاني” و الآشوريين، وظلت المنطقة الواقعة جنوبها وغربها تحت سيطرة مملكة كردية تسمى كورودوين.
فيما بعد استعمرها الرومان وأطلقوا عليها اسم “أميدا”، وخلال فترة حكمهم بدأ بناء أول أسوار المدينة عام 297م، ثم بدأ بناء الجزء الأكبر منه بأمر من الإمبراطور الروماني قسطنطينوس الثاني، ومن بعد الرومان حكمها الفرس ومن بعدهم العرب المسلمون، وقام زعيم قبيلة “بكر” العربية بتسميتها على اسم القبيلة “ديار بكر” أي بلاد العرب، واستمر معها هذا الاسم حتى جاء العصر الجمهوري.
بعد بضع قرون حكمها العثمانيون وأصبحت المدينة قاعدة عسكرية للجيش الذي كان يحرس المنطقة ضد الغزو الفارسي، وواجهت العديد من الاضطرابات والنزاعات خاصة مع بداية الحرب العالمية الأولى، إلا أن المدينة أحوالها مستقرة جداً الآن.
مدينة ديار بكر حديثاً
لم تفقد المدينة طابعها التاريخي الرائع، بل ظلت محافظة عليه ولكن مع لمسة حديثة قليلاً، فلقد تحولت بعض المنازل التقليدية إلى مقاهي ومطاعم مفتوحة، وتم ترميم كنيسة سانت چورچ في عام 2011 والتي أصابتها قذيفة من تسعينات القرن الماضي، تم إزالة المساكن العشوائية التي كانت مبنية على الجدران القديمة للسور العتيق.
يوجد بها الآن 15 مكان تم تصنيفهم كجزء من التراث العالمي من قبل اليونسكو، وهي مشهورة جداً بسورها الذي يعتبر ثاني أكبر سور في العالم بعد سور الصين العظيم، كما تشتهر أيضاً بفاكهة البطيخ اللذيذة.
أهم الأنشطة الترفيهية الفعاليات الاهم في مدينة ديار بكر
- إحتفالات النيروز: تعتبر من أهم وأضخم الفعاليات وخاصة عند الأكراد، وهو يوافق دائماً أول يوم من فصل الربيع يوافق 21 مارس سنوياً، ويحتفل به آلاف الناس من السياح والسكان المحليين للاستمتاع بالهواء الطلق، والموسيقى والرقصات الشعبية التقليدية، والأطعمة اللذيذة، وهو يقربك أكثر من الثقافة المحلية بها.
- كرنفال “Murat” أو مراد: وهو من أقدم المهرجانات التي تحدث بها ويعتقد البعض أنه بدأ الاحتفال به منذ مئات السنين، ويحدث في نفس التوقيت من كل عام ويستمر لمدة 3 أيام، ويتم بيه البضائع المحلية الجميلة، ويتضمن بعض الأنشطة مثل سباقات الخيول، وحلقات راقصة، وجلسات ذكر.
كما تمتلئ ديار بكر بالعديد من المناطق السياحية مثل:
- المسجد الكبير”أولو كامي”: من أقدم المساجد تم بنائه في القرن 11، كان كنيسة ولكنه أصبح مسجد فيما بعد، وهو يشبه إلى حد كبير المسجد الأموي بسوريا.
- سور ديار بكر التاريخي وجسر هليفران العتيق (يعود تاريخه إلى ثمانية قرون وتم بناءه من الحجر)، قلعة أجيل.
- جسر كرسو/كرا: وهو من الجسور الضخمة والذي يتميز بأنه خالي من أي نقش أو رسم يعتبر عن تاريخه ويطلق عليه اسم الجسر الأسود وجسر دجلة.
- متحف ديار بكر الأثري: تم الانتهاء من إنشائه عام 1934، ويحتوي على آثار مختلفة من الدولة الفارسية والرومانية وكل الحضارات التي مرت عليها.
- ويوجد بها مجموعة من الخانات الرائعة مثل: بايوك خان الذي تحول إلى فندق حديث، خان سلوكلو، حسن باشا خان.
- منزل چاهيت ترنجي: تحول هذا المنزل التاريخي إلى متحف، فهو يعتبر رمز للعمارة في الدولة العثمانية، وكان منزل لأحد أعيانها قديماً.
- كنيسة ماري بيتوم: تعتبر من أقدم الكنائس، ولا زالت حتى الآن يرتادها المسيحيون من الكاثوليك للعبادة.
- قصر ضيافة ديار بكر: يتوسط المدينة، ويتميز بأن له إطلالة رائعة بسبب أنه يقع في منطقة ذات منسوب أعلى مما حولها.
- المنارة: تم بنائها في العصر العثماني وبقاعدة رباعية الأضلاع وبتصميم مميز لا يتكرر، ويقال ترمز الرباعية في تصميمها إلى المذاهب الأربعة في الفقه الإسلامي.
- ولا ننسى حدائق هيفسل الثقافية والتي تقع على جرف حوض نهر دجلة، وتحيط بالمدينة القديمة والتي كانت همزة الوصل بينها وبين النهر .