مقدّمة عن الغراب
الغراب طائر أسود كبير يبلغ متوسّط طول جسمه تقريبًا من 48 إلى 55 سم، وريشه أسود بالكامل، سواء الذّكور أو الإناث، مع القليل من جذور الرّيش البيضاء في الرّقبة والرّأس، وريشه يلمع كأنّه مدهون بالزّيت، وعيونه زرقاء تُحيط بها خلفيّة بيضاء، وقد يميل لونها أحيانًا إلى البنّيّ الغامق.
شكل أجنحة الغراب يُساعده على الهبوط بشكل مميّز، وهو منتشر أساسًا في شمال ووسط أستراليا، ويوجد الغراب في مجموعات واسعة من أنواع الموائل من هامش الغابات المطيرة، والغابات المفتوحة، والأراضي الحرجيّة، والأراضي العشبيّة، والأراضي الزّراعيّة، والبيئات السّاحليّة. يتغذّى الغراب على مجموعة متنوّعة من الحشرات والمحاصيل والجراثيم الأكثر شيوعًا على الحيوانات الميتة.
هل يُمكن تربية الغراب على أنّه حيوان أليف؟
لأسباب كثيرة في طبيعة الغراب العمليّة والأخلاقيّة، لا يُمكن أن يكون الغراب حيوانًا أليفًا جيّدًا، وغالبًا ما يُقارن الأشخاص الذين يعملون في إعادة تأهيل الغراب العناية به، بالعناية بالأطفال الرّضّع. تحتاج صغار الغراب إلى قفص مخصّص يسمح لها بتمديد أجنحتها على الأقل، ومن النّاحية المثاليّة، يجب أن تسمح مساحة القفص لصغار الغراب بالطّيران؛ لأنّها مخلوقات نشطة للغاية، وغريبة، ويمكن أن تشعر بالملل بسهولة إذا لم تحصل على تفاعل مستمرٍّ، كما أنّه يحتاج إلى وقت طويل من الرّعاية حتّى يكبُر ويعتمد على نفسه، لذا فإنّ أخذ الغراب كحيوان أليف يشبه اختطاف طفل، وهو شخص لا يمكن أن يصبح مستقلًا في الأسرة، ليس ذلك فحسب، فقد يعيش الغراب عشرين عامًا، لذلك ستكون لدى المُربّي وظيفة طويلة وصعبة ومكلفة بدوام كامل ليعمل على رعاية الغراب الذي يعيش عنده.
هل يكون الغراب سعيدًا كحيوانٍ أليف؟
قد يحاول مربّي الغراب إقناع نفسه أنّه يوفّر للغراب ظروفًا أفضل من التي سيسحصل عليها عند عائلته الأصليّة، وأنّ قفصه أفضل من الحياة في الخارج، ولكنّ هذا ليس صحيحًا على الإطلاق، لأنّ الغراب مخلوق ذكيٌّ اجتماعيٌّ، وبدون أصدقائه وحرّيته، من المرجّح نّه سيشعُر بالملل والاكتئاب.
طريقة تربية الغراب عن طريق الطّعام
أفضل طريقة لتكوين صداقة مع الغراب هي عن طريق تقديم الطّعام له، ويوجد غيرها من الطّرق ولكنّ إطعامه أسهلُها، وقد يجادل البعض بأنّ الغراب حيوان برّي وبتغذيته بهذا الشّكل فإنّ المربّي يُشجّع على الاعتماد غير الطّبيعيّ، وهذا ينطبق على معظم الحياة البرّيّة، ولكن الغراب والبشر يعيشون جنبًا إلى جنب منذ قرون طويلة، ويشير باحثون مثل مارزلوف وأنجل، الذي كتب في كتابه عن الغربان إلى العديد من حالات التّطوّر الثّقافيّ بين الغراب والإنسان، وكانت هذه العلاقة تكافليّة.
ثاني خطوة في طريقة تربية الغراب هي جعله يتوقّع ما سيأكل، يعني أنّه إذا أراد شخص ما تربية غراب عليه أن يحتفظ بجدول للأطعمة التي يفضّلها الغراب وتقديمها يومًا بعد يوم، على سبيل المثال يحبُّ الغراب الفول السّودانيّ غير المملّح، لذلك يجب على المربّي الاحتفاظ بكمّيّة منه، وإذا لم ينشئ تفاعل بين الغراب والمربّي عليه أن يعيد النّظر في طريقة إطعامه؛ لأنّه لا يجب أن يضع الكثير من الطّعام للغراب، أو يُلقيه ويذهب، بل مجرّد إلقاء حفنة صغيرة، والبقاء عند الغراب على مسافة قريبة حتّى يأكل وليس رمي الطّعام ثمّ الذّهاب.
طريقة تربية الغراب من بعيد
عادة ما يقوم الغارب المتزوّج ببناء العشِّ، وتضع إناث الغراب بيضة أو اثنتين كلَّ عام، ويبقى لسنوات قليلة ثمَّ يبني عشًّا لوحده ويتزوّج، ومن الجيّد أن يعرف مربّي الغراب عن عائلته ولكن من دون القتراب كثيرًا من عشّه، وإطعامه من بعيد، لأنّ الغراب لن يُصبح حيوانًا أليفًا أبدًا، ويبقى مزاجه متقلّبًا تجاه أيِّ أحد من غير جنسه، حتّى بعد سنوات طويلة من الصّداقة.
موت الغربان
أحد المعلومات المهمّة عن طريقة تربية الغراب معرفة أنّه حيوان اجتماعيّ، أي أنّه ملتزم بعادات عائلته الكبيرة، وعندما يموت أحد الغربان، فإنّ جميع الغربان التي تعيش في منطقته تحتشد حوله، ولا ينقرونه أو يأكلونه، بل يخافون من البقاء في منطقة وجدوا في غرابًا ميتًا، لذلك من المستبعد أن يعود الغرب إلى بيته بعد أن يموت أحد الغربان في المنطقة، لأنّ جميع الغربان ستشعر بتهديد حقيقيّ على حياتها، برغم توفّر الطّعام النّظيف كلَّ يوم، أو المسكن الآمن.
طريقة تربية الغراب من دون إيذائه
من أساليب طريقة تربية الغراب هي عدم أيذائه أبدًا أو استفزاز؛ لأنّ الغراب ذكيٌّ جدًّا وبإمكانه تمييز الوجوه التي يحقد عليها، كما أنّه يقوم بإيذاء من يؤذيه، ويُخبر باقي غربان الحيِّ لتقوم بمساعدته، على سبيل المثال في عام 2011، نشر فريق من جامعة واشنطن دراسة رائعة حول قدرة الغراب العقلية، وكان هدفهم معرفة هل يتعرّف الغراب بالفعل على الوجوه، وكانت النّتيجة هي أنّ الرغاب بالفعل يُمكنه تمييز الوجوه التي وبّخته، ويقوم بالصّراخ عليها ومهاجمتها.
الغربان جزء لا يتجزأ من مشهد بعض الضّواحي في بعض البلدان، ولكنّ صوت سرب منها كلَّ يوم وهو ينعق يثير العصبيّة كثيرًا، ولا يُمكن الاعتماد على نصائح طريقة تربية الغراب أبدًا في تقليل هذه الضّوضاء، لذلك لا يجب إطعامها بجانب البيت، أو ترك القممة قريبة من الباب، حتّى لا تتجمّع الغربان عنده.
- المراجع
- http://www.wildlifeqld.com.au/bird-conflicts/crows.html
- https://pethelpful.com/wildlife/How-to-Make-Friends-with-Crows
- http://mentalfloss.com/article/504722/12-fascinating-facts-about-crows