تعد الهجرة النبوية حدثا مهما في التاريخ الإسلامي، وسميّت بالهجرة لأنّ المسلمين تركوا كل شئ للهجرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وسنعرض عليكم معلومات للاطفال عن الهجرة النبوية.
معلومات للاطفال عن الهجرة النبوية ..
الهجرة النبويّة هي انتقال رسول الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمين الأوائل من بيوتهم في مكة المُكرَّمة إلى المدينة المنورة، بعد اشتداد أذى مشركي قريش لرسالة الإسلام وأتباعها.
أسباب الهجرة النبويّة ..
لا شكّ أنّ هجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكِرام أسباباً كثيرةً دعت إلى الانتقال من مكة المُكرَّمة إلى المدينة المنورة، وأهمّ هذه الأسباب:
اشتداد إيذاء المشركين للنبيّ عليه السّلام، والتنكيل المستمرّ بأتباع دين الإسلام؛ فكان عليه البحث عن طريق للتخلص من مرحلة العذاب والاضطهاد.
نشر رسالة الإسلام بشكل أكبر، بعد أن أصرّت قريش على محاربة الله ورسوله، رغم كلّ محاولات النبيّ عليه السلام، وحرصه على رفضه الشرك والوثنيّة.
استعداد أهل يثرب للدخول في الإسلام، واستقبال النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وأتباعه فيها، خاصّةً أنّه كان قد وجد الطريق إلى المدينة المنورة ميسرا لإقامة دولة الإسلام فيها بعد بيعة العقبة الأولى والثانية.
ونجح في كسب عدد من الأتباع الجدد من قبيلتي الأوس والخزرج، وأرسل معهم عبد الله بن أم مكتوم، ومصعباً بن عمير رضي الله عنهما؛ لتعليم من أسلم شرائع الإسلام، والتمهيد لتقبّل هذا الدين فيما بينهم.
نشر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- رسالته خارج حدود مكة المُكرَّمة التي لم تكن آنذاك مُهيَّأة بعدُ لتكون مكاناً لنشر الدعوة وتنزيل الأحكام الشرعيّة، وعلى هذا كانت الهجرة مطلباً دعويّاً فرضته طبيعة الرسالة وتشريعاتها.
أهمّ أحداث رحلة الهجرة النبويّة ..
مرّت الهجرة النبويّة بكثير من الأحداث، التي تشير إلى إعجاز الله تعالى، ومؤازرة أبي بكر -رضي الله عنه- صاحبَه نبيّ الله في أصعب المواقف وأشدّها، وممّا كان في هجرتهما إلى المدينة ما يأتي:
أبلغ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أبا بكر الصّديق -رضي الله عنه- بالاستعداد العاجل والسرّي للهجرة إلى المدينة المنورة.
وعمل-عليه الصلاة والسلام- على إخفاء خبر هجرته خاصةً أنّ قريش تحاول جاهدة إحباطها؛ فقد حاولوا قتله قبل خروجه فلم يستطعوا حيث إنّ زعماء قريش قد اتّفقوا على قتل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في تلك الليلة، وانتدبوا لذلك أحد عشر رجلاً من كبرائهم لتنفيذ المُهمّة.
خروج الرسول صلى الله عليه وسلم ليلا ..
ومع ذلك خرج الرسول -عليه الصلاة والسلام- من بينهم ليلاً وهم نِيام، وحثى على وجوههم التراب وهو يتلو قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ).
واستيقظ الذين يرغبون قتله على خيبتهم عندما وجدوا علياً -رضي الله عنه- قد نام في فراش النبيّ عليه السلام؛ لتمويههم.
حينما علمت قريش بنبأ هجرة النبيّ عليه السلام، حاولت تتبّعه والقضاء عليه، ولكن الله -عزّوجلّ- حمى رسوله وأبا بكر الصديق.
وكان موقف الغار من أبرز المواقف في رحلة الهجرة، عندما اختبأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ورفيقه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في غار ثور تحسّباً من أن تُدركهما قريش، وعندما وقف أحد مشركي قريش على باب الغار، قال أبو بكر الصدّيق للرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنّ أحَدَهُم رفع قدمه أبصرنا)، فقال: (ما ظَنُّكَ يا أبا بكرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثالِثُهُما).
وخلّد الله تعالى هذا الموقف في كتابه العزيز؛ فقال سبحانه: (إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذينَ كَفَروا ثانِيَ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ إِذ يَقولُ لِصاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكينَتَهُ عَلَيهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنودٍ لَم تَرَوها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُليا وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ).
محاولات إحباط الهجرة ..
ولحقَ سُراقة بن مالك على فرسه يُجهد نفسه في البحث عن النبيّ -عليه السلام- ورفيقه الصّديق، ولمّا كاد أن يصلهما تنبّه له أبو بكر الصديق.
وأخبر النبيّ -عليه السلام- بذلك، فدعا عليه فغاصت قوائم فرسه في الرّمال إلى بطنها، وتعسّر عليها السير؛ فعرف سراقة أنّه قد أصابته دعوة النبيّ عليه الصلاة والسلام، فطلب منه أن يدعوَ له بالنجاة، وعاهدهم أن يرجع عنهم ويمنع من يرغب في اللحاق بهم، فدعا له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فرجع يُعَمّي عنهم الخبر.
وصول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ..
وصل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مشارف المدينة المنورة، واستقبله المسلمون كلّهم رجالاً ونساءً وأطفالاً بفرحٍ بالغٍ وسرورٍ كبيرٍ، ونزل -عليه السّلام- في قباء أربع عشرة ليلةً.
وأول ماقام به تأسيس مسجد قباء، ثمّ توجّه بعدها إلى المدينة المنورة، وأقام في منزل أبي أيّوب الأنصاريّ أشهراً معدودةً، ثمّ اشترى الرّسول عليه السّلام أرضاً، بنى عليها المسجد النبوي الشريف.