الاسلام في سيراليون… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في سيراليون

تاريخ الاسلام في سيراليون

لقد بدأ انتشار الاسلام في سيراليون في القرن السّادس عشر الميلاديّ، بحسب كتب تاريخ إفريقيا الغربيّة الحديث، ولكن في بداية انتشاره لم يكن مطبّقًا كدين حقيقيّ، أو يلتزم المسلمون بالعقيدة الإسلاميّة، ولكن كان المسلمون يعرّفون بأنفسهم بأنّهم مسلمون، من دون الكثير من العلم حول الدّين.

كعادة انتشار الإسلام خارج الجزيرة العربية، انتشر الاسلام في سيراليون عن طريق التّجّار المسلمين، أصحاب الأخلاق الرّفيعة، ووصلوا إلى سيراليون عن طريق غينيا، والسّنغال، ونيجيريا، وموريتانيا، وبقي الإسلام في هذه المرحلة نظريًّا، إلى أن بدأت معارك فوتا جالون التي نقلت الإسلام إلى حيّز التّنفيذ، خلال القرن الثّامن عشر الميلاديّ.

بداية الاسلام في سيراليون

عاش كثير من مسلمي سيراليون في المدن الشّماليّة، مثل مدينة كارينا، ومدينة فالابا، ومدينة بورت لوجو، وكانوا على اتّصال بباقي المدن والقرى أثناء التّجارة، وكانوا محافظين على الصّلاة والصّيام وتلاوة القرآن الكريم، ونتيجة لأنّ معظم متّبعي الاسلام في سيراليون من السّود، أطلق الوثنيّون على الاسلام (دين الرّجل الأسود)، وكان أغلب المسلمين آنذاك مهاجرين من غينيا، مع الأيّام أصبح الوثنيّون يقلّدون حركات المسلمين في الصّلاة، وبدأت الرّوابط تتوثّق بينهم من جديد.

زادت الثّقة بين المسلمين وغيرهم أكثر عندما وقف المسلمون ضدّ الاستعمار البرتغاليّ والإنجليزيّ، وهذه الثّقة جعلت العديد يدخلون إلى الاسلام في سيراليون وأصبح انتشار الاسلام أسرع، برغم أنّ المؤسّسات التّبشيريّة كانت منتشرة بكثرة. أدّى انتشار الاسلام في سيراليون سريعًا إلى مشكلة لا تزال إلى اليوم، وهي الجهل بدين الاسلام، لأنّ العديد من المسلمين الجُدد أمّيّون، وأصبحوا يُعلّمون الأطفال الاسلام في الكُتّاب، مع أنّهم يحتاجون إلى تعليم.

تعليم الاسلام في سيراليون

تنتشر الثّقافة العربيّة في الكتاتيب الموجودة في أغلب القرى والمدن لتعليم الأطفال، وتُعليمهم في الغالب يقتصر على حفظ السّور القصيرة، ولكنّ وضعهم الاقتصاديّ صعب، فما زالوا إلى الآن يكتبون على الألواح، وهذه الطّريقة الوحيدة للتّعلُّم في سيراليون وأغلب دول إفريقيا. في المدرسة يجلس الطّلّاب في حلقة حول المعلّم في النّهار، أمّا في اللّيل فيضيئون شعلة ويحفظون ما درسوه في النّهار، وهذا ليس مجّانيًّا، بل يجب عليهم العمل مقابل الدّراسة اللّيليّة، مثل حصاد الأرزّ، والتّحطيب، وجلب الماء لبيت المعلّم.

في المرحلة التّعليميّة الأولى يتعلّم الطّلب السّور القصار، وتلاوة القرآن الكريم بالنّظر، وإذا أراد بعدها التّفرُّغ لطلب العلم الشّرعيّ، فإنّه يبدأ بدراسة تفسير معاني القرآن الكريم، وترجمتها إلى اللّغة الإنجليزيّة، بالإضافة إلى دراسة بعض الكتب الفقهيّة من المذهب المالكيّ، وتستغرق المرحلة الثّانية حوالي عشر سنوات، وبعد إنهاءها يُقام حفل كبير للطّلّاب الذين اجتازوها، ويلبس عمامة على رأسه، ويُحمل بكرسيّه ويطوف به النّاس في البلدة، وبعدها يُصبح مؤهّلًا ليكون إمامًا.

تعليم الاسلام في سيراليون
تعليم الاسلام في سيراليون

الاسلام في سيراليون حاليًّا

لقد لعبت الألواح التّعليميّة دورًا مُهمًّا في نشر الاسلام والثّقافة الإسلاميّة، ولكنّ المستوى الثّقافيّ للمسلمين ليس جيّدًا بما فيه الكفاية لترك العادات والتّقاليد الإفريقيّة التي تتعارض مع الإسلام، وخاصّة في مناطق الغابات، حيث كانت الدّيانة الوثنيّة منتشرة بكشل واسع، على سبيل المثال ما زالت بعض القبائل الحديثة العهد بالإسلام، تعبد الأصنام وتتوارثها مع الأجيال، وتؤمن بنفعها وضرّها وقت الشّدائد، وتقوم هذه الفئة بعمل السّحر، والإخبار بالغيب، ويستعملون جداول لطلب الرّزق، أو دفع المكروه، مع أنّهم ملتزمون باللّباس الإسلاميّ، ولكنّ هذه الازدواجيّة في العقيدة والتّوحيد، لم تنتشر في جميع أنحاء سيراليون بسبب انتشار التّوعية الإسلاميّة.

الاسلام في سيراليون حاليًّا
الاسلام في سيراليون حاليًّا

المساجد والمؤسّسات الدّينيّة في سيراليون

كلُّ قبيلة أو جماعة تتّبع الاسلام في سيراليون لها مسجد خاصٌّ بها، وهذا يعني أنّ عدد المساجد كبير فيها، ولا تكاد تخلو أيُّ قرية مهما كانت صغيرة من مسجد فيها، وهذا دليل على اهتمام مسلمي سيراليون بالمساجد ودور العبادة، بالإضافة إلى أنّ المساجد تُستخدم لتعليم الاسلام في سيراليون وجمع التّبرّعات والزّكاة أيضًا.

لا توجد مؤسّسات إسلاميّة رسميّة في سيراليون، لذلك يُعتبر المسجد هو لمكان الوحيد الذي يهتمُّ بشؤون الاسلام فيها، وكلُّ مسجد له إمام يقوم بتأدية الصّلوات، وخطب يوم الجمعة، بالإضافة إلى أعمال القضاء الإسلاميّ مثل مصالحة المتخاصمين، وعقد الزّواج، والبتُّ في قضايا الطّلاق، وتجهيز الموتى، وزيارة المرضى، ودعوة الشّخصيّت الإسلاميّة المشهورة واستقبالها، وتوزيع الصّدقات على المحتاجين.

حقوق مسلمي سيراليون

في أيّام الاستعمار، لم يكن الاسلام دينًا رسميًّا معترفًا به في سيراليون، وكان يُعتبر المسلمون أقلّيّة، ولكنّهم لم يحصلوا حتّى على حقوق الأقلّيّات، كان بإمكان المسلم إبقاء عمامته في المحكمة، ولكن غير المسلم يجب أن يخلعها، ويُمكن أن يُصلّي إمام بالسّجناء المسلمين، وفي شهر رمضان يُعفى الشّرطة المسلمون من تمارين الصّباح، وتُعتبر الأوراق الصّادرة عن إمام المسجد رسميّة، ولكنّ هذه الحقوق لا تُساعد على إثبات أنّ الاسلام في سيراليون دين رسميّ، لذلك طالب المسلمون بحقوق أكبر، وحصلوا على الكثير منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *