الاسلام من وجهة نظر المسيحية… النّقاط الأساسيّة لفهم الاسلام من وجهة نظر المسيحية
الاسلام من وجهة نظر المسيحية في بداياته
لم يكن هناك أيُّ تصوّر دقيق عن الاسلام من وجهة نظر المسيحية في سنوات الاسلام الأولى، ولم يكن المسلمون والمسيحيّون يملكون العديد من الفروقات بين بعضهم البعض، وكان الرّسول عليه الصّلاة والسّلام مهتمًّا بترسيخ مبادئ الاسلام، وليس ترسيخ الفروقات بينه وبين الأديان السّابقة.
من النّاحية العمليّة لم يكن هناك اختلافات بين المسلمين والمسيحيّين في بداية انتشار الاسلام، ولكنّ العلماء المسيحيّين اختلفوا بشدّة بسبب الاختلاف في العقيدة بينهم وبين المسلمين إلى حدٍّ كبير. تمّ منح المسيحيّين واليهود مكانة (ذمّيّ)، وهذا سمح لهم بممارسة دينهم بكلِّ خصوصيّة، وحكم مجتمعاتهم الخاصّة بحسب أحكام دينهم، وفي مقابل ذلك دفعوا الجزية. على الرّغم من أنّ الجدليّين البيزنطيّين أصرّوا على أنّ الإسلام كان مؤامرة لتدمير الدّين المسيحيّ، إلّا أنّ صورة الاسلام من وجهة نظر المسيحية في كثير من الأحيان كانت تدور حول أنّ الله أراد إخراجهم من استبداد حكم الأرثوذكس في بيزنطة.
الاسلام من وجهة نظر المسيحيّة في أميركا
في شهر كانون الاوّل 2017، زار طالبان مسلمان مدينة نيويورك الكبرى في إطار مهمّة لتعلُّم العقائد المختلفة، وتبادلوا الأحاديث مع النّاس، ولكنّ هذا الحادث نادرٌ جدًّا، لأنّ الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في بناء الصّورة النّمطيّة، التي تدّعي عدم التّوافق بين المسيحيّين والمسلمين، وتميل دائمًا إلى الدّمج بين صورة الإسلام الحقيقيّ، والإرهاب.
تُشير الدّراسات الاستطلاعيّة إلى أن ما يعتقده الإنجيليّين أنّ المسلمين يعتقدون أنّ الأمر مختلف تمامًا عمّا هو في الإعلام، إلّا أنّه في الحقيقة أنّ الإنجيليّين البيض هم الأقل احتمالًا في أن يتعرّفوا إلى مسلم. يقول أستاذ الدّراسات المتعدّدة والثّقافات بجامعة كولومبيا الدّوليّة، ديفيد كاشين: إنّ الهجرة الواسعة إلى أميركا في الفترة الأخيرة، هي أفضل فرصة في تاريخ البشريّة لمشاركة الحبِّ والسّلام المسيحيّ مع المسلمين.
لكنّ نتائج الاستطلاعات مرارًا وتكرارًا، أظهرت أنّ الإنجيليّين البيض هم الأقلّ تحمّسًا لجيرانهم الجدد، بالإضافة إلى أنّها تُظهر أعلى مستويات استخدام للقيود المفروضة على هجرة المسلمين، وتُشكّك كثيرًا في نوايا المسلمين المهاجرين.
النّقاط الأساسيّة لفهم الاسلام من وجهة نظر المسيحية
إنّ الاسلام من وجهة نظر المسيحية يمتلك قواعد أساسيّة موضوعة لتُساعد المسحيّين على فهم الاسلام، وهذه المفاهيم لا تختلف كثيرًا عن فهم المسلمين لهذه القواعد الأساسيّة:
مفهوم الأمّة
أوّل هذه الأساسيّات هو مفهوم الأمّة، ويخلق هذا المفهوم شعورًا قويًّا بالتّضامن بين المسلمين في جميع أنحاء العالم، بحيث يشعرون عمومًا أنّ الهجوم على مجموعة واحدة من المسلمين، هو هجوم على المسلمين جميعًا. النّقطة الأخرى لفهم الاسلام من وجهة نظر المسيحية هي أنّ المسلمين ينظرون إلى الماضي بفخر كبير جدًّا، وهذا يشمل مراحل الإسلام جميعها منذ بعثة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، مرورًا بالخلافة الرّاشديّة، والأمويّة، والعبّاسيّة، والأندلس، في المقابل يشعر المسلمون بألم كبير تجاه انحدار العالم الإسلاميّ، في بداية ازدهار أوروبا، ويُرجعون سبب هذا التّراجع، إلى التّخلّي عن ممارسة الإسلام الحقيقيّ.
السّياسة
السّياسة في الاسلام من وجهة نظر المسيحية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالشّريعة، التي هي في الأساس من عند الله سبحانه وتعالى، وتُبيّن كيف يُمكن للأفراد العيش في المجتمع، والوضع المثاليُّ لكلّ مسلم يعيش في دولة إسلاميّة، هو أنّه لا ينبغي أن يكون هناك فصل بين الدّين والدّولة، وأدّت هذه الأفكار مجتمعة بشكل عامّ إلى شعور قويّ بأهمّيّة السّلطة السّياسيّة والإقليميّة للإسلام، وأنّ المسلمين يجب أن يتمسّكوا بالأرض التي يحكموها، ولكنّ هذه القانون يجعل من الصّعب على المسلمين تقبُّل أنّهم أقلّيّة في بعض البلدان التي يسكنونها.
الجهاد
بالنّسبة لمفهوم الجهاد في الاسلام من وجهة نظر المسيحية في العادة يكون مُضلِّلًا، لأنّه في المعنى الحرفيّ يُترجم إلى الحرب المقدّسة، ولكنّه يجب أن يصف النّضال الذي يجب أن يُشارك فيه جميع المسلمين في سبيل الله، وعلى مرّ القرون أصبح تعبير الأستاذ جون إسبوزيتو مفهومًا أو اعتقادًا عن مفهوم الجهاد في الاسلام من وجهة نظر المسيحية وهو التزامٌ دينيّ شامل لجميع المسلمين الحقيقيين، للانضمام إلى الجهاد لتعزيز ثورة إسلاميّة عالميّة، وبالتّالي يجب التزام جميع المسلمين فيه.
لكنّ العديد من المسلمين المتحرّرين في الغرب ركّزوا في السّنوات الأخيرة على المعاني الرّوحيّة للجهاد التي شرحها برنارد لويس، ويُبرّر وجهة نظره بقوله: بالنّسبة لأربعة عشر قرنًا من التّاريخ الإسلاميّ الموثّق، إنّ تفسير الجهاد الأكثر شيوعًا، يعني الكفاح المُسلَّح للدّفاع أو النّهوض بقوة المسلمين، أمّا التّركيز على روحيّة الجهاد بالتّالي هو ظاهرة حديثة نسبيًّا، ولكنّ الحرب لا يُبرّرها إلّا دفاع المسلمين عن أنفسهم، وفي حين أنّ الانتحار محظور كليًّا في الشّريعة الإسلاميّة، إلّا أنّ الشُّهداء الذين يضحُّون بحياتهم من أجل قضية الله في سياق الجهاد يتمُّ تكريمهم للغاية، وهم مطمئنّون للدّخول إلى الجنّة.
- المراجع
- https://www.thenational.ae/arts-culture/islam-and-christianity-a-long-complex-and-crucial-relationship-1.818103
- https://www.christianitytoday.com/ct/2017/june/how-christians-see-muslims.html
- https://www.commonwealmagazine.org/where-islam-christianity-meet