الاسلام في بيلاروسيا… معلومات عن الاسلام والمسلمين والمساجد في بيلاورسيا
تاريخ الاسلام في بيلاروسيا
ظهر الاسلام في بيلاروسيا لأوّل مرّة في القرن الرّابع عشر، عندما دعا الأمير الكبير اللّيتواني غيديمين التّتار من القبيلة الذّهبيّة، وشبه جزيرة القرم، للانضمام إلى الجيش اللّيتواني ومحاربة الصّليبيّين. ساعد التّتار جيش دوقيّة ليتوانيا الكبرى في المعارك ضدّ الصّليبيّين أكثر من مرّة، وفي عام 1410، في معركة جروندوالد، ساعدت لافتات التّتار على هزيمة الصّليبيّين، وبعدها منحهم الأمير الكبير أراضٍ ورتبة نبيلة، ومنذ ذلك الوقت انتشر الاسلام في بيلاروسيا عن طريق المجتمع التّتريّ.
كان يُفضِّل التّتار في بيلاروسيا أن يُطلق عليهم اسم المسلمين البيلاروسيّين، لأنّهم يعتبرون أنفسهم أكثر تعليمًا من التّتار الرُّحّل، ولهذا السّبب لم تتجذّر لغة التّتار البيلاروسيّة، التي يتحدث بها التّتار الآخرون، وكان يتحدّث المسلمون البيلاروسيّون باللّغة البيلاروسيّة القديمة، وهي لغة الدّولة في دوقيّة ليتوانيا الكبرى، ولكنّهم كانوا يكتبون بالحروف العربيّة، وهكذا ظهر النّصُّ العربيّ للّغة البيلاروسيّة، والذي تمّ نسيانه في المستقبل. أمّا الاسلام في بيلاروسيا حاليًّا وفقًا لتعداد عام 2009، هناك حوالي 30.000 مسلم في بيلاروسيا وفي عام 1994، عُقد أوّل مؤتمر للمسلمين البيلاروسيّين، وفي عام 2007، تمّ تسجيل ثلاثين منظّمة إسلاميّة في بيلاروسيا.
المساجد في بيلاروسيا
بدأ بناء أوّل مسجد في بيلاروسيا في القرنين الرّابع عشر والخامس عشر، عندما استقرّ التّتار لأوّل مرّة في بيلاروسيا ولكن لسوء الحظِّ، فإنّ معظم المساجد الإسلاميّة لم تبق إلى الآن. على سبيل المثال أحد المساجد الأصيلة القليلة الباقية في منطقة إيفي، بُني في عام 1884، وهو عبارة عن مبنًى مستطيل الشّكل، وفيه محراب بدائيّ من خمسة حواف، والسّقف على شكل خيمة، وينقسم في الدّاخل إلى نصفين، واحد للذّكور، وآخر للإناث، ومداخله مُنفصلة، وكان المسجد في منطقة إيفي، هو المسجد الوحيد في روسيا البيضاء في العهد السّوفيتيّ.
مسجد التّتار
من مساجد بيلاروسيا التي ما زالت محفوظة إلى اليوم، هو مسجد التّتار الموجود في نوفوغرودوك، بقي هذا المسجد حتّى عام 1939 مدرسة إسلاميّة، وكان يُطلق عليه أيضًا الكُتَّاب، بالإضافة إلى مساجد أخرى في سلونيم، وسميلوفيتشي، وأوشمياني، ولوفتشيتسي، ومولوديتشنو، ومينسك.
مسجد الكاتدرائيّة
افتُتِح مسجد الكاتدرائيّة في مينسك في 11 نوفمبر 2016، ولكنّه ليس أوّل مسجد للمسلمين في العاصمة، كان هناك مسجد في مينسك، ولكن تمَّ تدميره في عام 1962، وتمَّ بناء مسجد جديد، ليس بعيدًا عن ساحة التّتار، يمكن رؤية مبنى مسجد الكاتدرائيّة من جادّة الفائزين.
حقائق عن مسجد مينسك
- بُني مسجد مينسك الجديد كنسخة طبق الأصل عن المسجد الذي دمّره الشّيوعيّون.
- صدر قرار بناء مسجد حجري في مينسك في نهاية القرن التّاسع عشر، واستمرّ العمل فيه من عام 1900 إلى عام 1902.
- هُدم المسجد بعد ستّين عامًا من بناءه، وكان المبنى القديم يقع بعيدًا عن موقع المسجد الحاليّ.
- يقع المسجد الحديث في مكان مقبرة التّتار القديمة، وهم أكبر مجموعة من السّكّان المسلمين في البلاد، إلى جانب حيث هاجرت 32 جماعة إسلاميّة أخرى إلى بيلاروسيا على مرّ السّنين.
- في مسجد مينسك ثلاث قاعات، تستوعب 892 شخص، وله باب جانبيّ، وتمّ توسيعه أكثر من المسجد السّابق، ويوجد فيه صفوف دراسيّة يوم الأحد، يُعطي المفتي دروسًا فيها، وفيه أيضًا مُتحف.
- يقع مدخل مسجد مينسك على جانبه، وهذا أمر غير عادي، لأنّه كقاعدة عامّة في جميع المساجد، يجب أن يقع مدخل المسجد مقابل المحراب.
- تنقسم قاعة الصّلاة الرّئيسية إلى قسمين: جزء مخصّص للرّجال يمكن أن يتّسع لحوالي 347 شخص، ويُمكن للقسم الخاصّ بالمرأة استقبال 165 امرأة.
- يوجد في المسجد شُرفة تتّسع لحوالي 380 شخص، فوق قاعة الصّلاة الرّئيسيّة.
- يقول المفتي إنّه يتعرّض لكلام يُضايقه حول شكل بناء المسجد، ولكنّه دائمًا يقول إنّه ليس بوسعه فعل شيء حيال ذلك.
وضع الاسلام في بيلاروسيا
إنّ مكانة الاسلام في بيلاروسيا اليوم ضعيفة، وحتّى أنّ شراء اللّحوم الحلال يمكن أن يكون مهمّة صعبة في مينسك، وتوزيع الاسلام في بيلاوسيا له جغرافيّة خاصّة. اعتُقل المسلمون مؤخرًا بالقرب من مينسك، لأنّهم يعتزمون نشر الاسلام في بيلاروسيا في مناطق مينسك، وهرودنا، وماهيليو في شمال بيلاروسيا، وفي المناطق الجنوبيّة من روسيا البيضاء، وليس هناك مسجد واحد مفتوح فيها، تُعتبر غرب بيلاروسيا حتّى يومنا هذا، أهمّ منطقة للمسلمين حيث يعيش غالبيّتهم هناك، والسّبب في ذلك بسيط للغاية، لأنّ دوق ليتوانيا الكبير استقرّ هناك، واستقرَّ التّتار حول فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.
وضع الاسلام في بيلاروسيا بعد الهجمات الإرهابيّة
بعد أربعة أيّام من الهجمات الإرهابيّة في باريس، أعلن السّكرتير الإعلاميّ للاستخبارات السوفيتيّة عن اعتقال عشرين مسلمًا، وقامت السّلطات بترحيل ثمانية مسلمين أجانب أيضًا، وتمّ احتجازهم في أواخر نوفمبر بالقرب من مينسك، وجميع الأشخاص المحتجزين كانوا يستوحون أفكارهم من أفكار منظّمة حزب التّحرير، المحظورة في روسيا وألمانيا، ولكنّها تعمل علانيّة في الولايات المتّحدة وأوكرانيا.