نسبة الاسلام في ليسوتو
يُشكِّل الاسلام في ليسوتو بالإضافة إلى الهندوس، والبوذيين، وأتباع الدّيانات الأصليّة التّقليديّة، نسبة 10% من مجموع السُّكّان العامِّ فيها، بينما تُشكِّل المسيحيّة 90% من المجموع الكليّ، حوالي 65% منهم من طائفة الرّوم الكاثوليك، و25% من طائفة ليسوتو الإنجيلية، والأنجليكانيّة، والطّوائف المسيحيّة الأخرى.
المسلمون في ليسوتو
يُمكن العثور على المسيحيين في جميع أنحاء ليسوتو بينما يعيش المسلمون بشكل رئيسيّ في الشّمال الشّرقيّ منها. معظم أتباع الاسلام في ليسوتو من أصل آسيويّ، في حين أنّ غالبيّة المسيحيين هم سُكّان ليسوتو الأصليّون، وما زال العديد منهم يمارسون معتقداتهم وطقوسهم الثّقافيّة التّقليديّة المسيحيّة. تمتلك الجالية الإسلاميّة سبعة مساجد صغيرة، بمساعدة من السّفارة اللّيبيّة، وكان المسلمون يحاولون بناء مسجد كبير، ومركز تدريب ومدارس إسلاميّة. ومع ذلك، يقول المسلمون أنّه تمّ إعاقة بناء المسجد بسبب الإجراءات البيروقراطيّة.
انتشار الاسلام في ليسوتو
يقول الأستاذ في جامعة الزّعيم الأزهريّ في السّودان، السّماني النّصري محمد أحمد، في كتابه (وصول الإسلام للجنوب الإفريقيّ): إنّ منطقة الجنوب الإفريقيّ تضمُّ عشر دول، وهي: ليسوتو، وأنجولا، وبتسوانا، وملاوي، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا، وسوازيلاند، وزامبيا، وزيمبابوي، وكان وصول الإسلام إلى هذه المناطق متأخّرًا كثيرًا عن غيرها من المناطق الإفريقيّة، حتّى أنّ بعضها وصله الإسلام في منتصف القرن العشرين، وبعضها لم يصله حتّى نهايته، والدّول الإفريقيّة المُطلّة على السّاحل هي من وصلها الإسلام في وقت بعيد.
انتشر الاسلام في ليسوتو وغيرها من الدّول المحيطة بها، خلال منتصف القرن السّابع عشر الميلاديّ، وذلك عن طريق عدد من السّجناء السّياسيّين الآسيويّين القادمين من جُزر الملايو، وفي بداية وصولهم كان ممنوعًا عليهم ممارسة الشّعائر الإسلاميّة بصورة علنيّة أو جماعيّة، وكان من يُقبض عليه وهو يؤدّي الصّلاة، يُعتبر مُجرمًا، ويُعاقب بالإعدام، وكانت هذه العقوبة منصوص عليها في القانون اللّيسوتويّ.
سُمح للمسلمين ببناء أوّل مسجد في دول جنوب إفريقيا في عام 1793 للميلاد، وسًمح لهم تأدية شعائر دينهم بعيدًا عن الخوف والسّرّيّة، وفي عام 1805، أُسّست أوّل مقبرة للمسلمين، وساعد على انتشار الاسلام في ليسوتو أيضًا انتشار الاسلام في ليسوتو.
وضع ليسوتو الاقتصاديّ
إنّ وضع ليسوتو بشكلٍّ عامٍّ سيٌّ للغاية، وبحسب تقارير منظّمة الأمم المتّحدة للطّفولة (اليونيسيف): من المعروف أنّ وباء نقص المناعة البشريّة (الإيدز)، والجفاف، والفقر، تشكِّل معًا عوامل أساسيّة وراء أزمة ليسوتو الحاليّة، وقد ازداد عدد الأشخاص المحتاجين إلى مساعدات غذائيّة مُستعجلة إلى أكثر من نصف عدد سكّان ليسوتو، بالإضافة إلى أنّ التّقارير تُشير إلى أنّ مُعدّل انتشار وباء الإيدز في ليسوتو هو من بين أسوأ مُعدّلات الانتشار في العالم.
بالنّسبة للجفاف في ليسوتو فإنّ أكثر من ثُلث الآبار جافّة تقريبًا، بعد أن كانت تُعتبر ليسوتو كمزرعة جنوب إفريقيا. لم تتأثّر ليسوتو بالإمراض والكوارث الطّبيعيّة وحسب، بل أدّت الأزمة الماليّة إلى تدمير قطاع النّسيج الذي كان يعمل به حوالي خمسين ألف شخص، وأدّت الأزمة إلى فقدان الكثير من العُمّال لعملهم في قطاعات أخرى، وانخفضت نسبة العُمّال إلى حوالي ستّين في المئة.
قالت منظّمة الأغذية والزّراعة (فاو) مؤخّرًا أنّها تُساعد في ليسوتو 36 ألف مُزارع، وذلك لزيادة الإنتاج الزّراعيّ فيها، لأنّ ارتفاع أسعار الأسمدة والبذوزر والأدوات الزّراعيّة، إلى عدم قدرة المزارعين على شرائها أو إنتاج محاصيل جديدة. جميع الأوضاع السّيّئة السّابقة، فرضت على ليسوتو العودة والانضمام إلى بلد جنوب إفريقيا؛ حتّى يكون تحت ظلِّ حكومة مُستقلّة، قد تُساعد على تحسُّن أوضاع البلد في المستقبل، أو محاربة وباء الإيدز المُنتشر.
وضع المسلمين في ليسوتو
عانى المسلمين في ليسوتو من الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة، كما عانى منها غيرهم، ويقول أحد مسؤولي هيئة الشّباب المسلمين: إنّ المسلمين يُعانون من ضعف الإمكانيّات المادّيّة، والتّبرّعات التي تصل إليهم قليلة جدًّا، وتذهب إلى أكثر الأُسر احتياجًا. لم تصل أيُّ شكوى لأيّ منظّمة، عن حالات اضطهاد ضدّ المسلمين، أو تمييز، من ناحية الحكومة أو من ناحية الأفراد، وينصُّ الدّستور في ليسوتو على حرّيّة الاعتقاد، وحرّيّة ممارسة الشّعائر الدّينيّة.
يعمل المركز الإسلاميّ في ليسوتو بشكل رئيسيّ على تلبية احتياجات الفقراء من المسلمين، لكنّه لا يمتلك دعمًا مادّيًا، لا من جانب المنظّمات، ولا من جهة المؤسّسات الإسلاميّة الخيريّة، ويوجد لديه الكثير من المشروعات الخيريّة التي لم تكتمل بعد لعدم توافر الإمكانات الماليّة، ومن المُحزن والمثير للتّعجُّب أن يأتي الأمير هاري لزيارة ليسوتو، ويتبرّع بالملايين من أجل بناء مدارس، ومستشفيات جديدة للمسيحيين فيها، ولم يأت أيٌّ من أثرياء المسلمين للتّبرّع للمسلمين الفقراء في ليسوتو، لرفع المعاناة عن كاهلهم في هذا البلد الإفريقيّ، الذي يُعتبر البلد الأشدّ فقرًا في إفريقيا.