الاسلام في نيكاراغوا… معلومات عامّة عن الاسلام في نيكاراغوا
تاريخ الاسلام في نيكاراغوا
لقد كان الاسلام في نيكاراغوا موجودًا منذ أواخر القرن التّاسع عشر، عندما انتقل المسلمون من فلسطين إلى أمريكا الوسطى واستقرّوا فيها، ووفقًا لأحد التّقديرات، استقرّ ما يصل إلى 40 أسرة من فلسطين في نيكاراغوا خلال تلك الفترة، وكانت هذه الموجة الأولى من الهجرة، أمّا الموجة الثّانية اللّاحقة جرت في ستينات القرن الماضي، ومع ذلك لم تكن هذه الهجرات كافية لاستقرار الاسلام في نيكاراغوا، ولكن وصول مجموعات المهاجرين الشّرق أوسطيين في أوائل التّسعينات، ساعدت على تأسيس المجتمع الإسلاميّ الصّغير في نيكاراغوا لكنّه مزدهر.
المسلمون في نيكاراغوا
تتكوّن الجماعات الإسلاميّة في نيكاراغوا من نسل المسلمين المهاجرين العرب من أراضي فلسطين، ولبنان، وليبيا، وإيران، وهناك أيضًا عدد قليل نسبيًّا من مواطني نيكاراغوا الذين تحولوا إلى العقيدة الإسلاميّة، وفقا لإحصائيّات 2011 الصّادرة عن وزارة الخارجيّة الأمريكيّة، كان هناك ما يقرب من 300 مسلم، معظمهم من السُّنّة، وكانوا إمّا مقيمين أجانب أو مواطنين مثتجنّسين في نيكاراغوا. يوجد في نيكاراغوا أيضًا مسلمون شيعة، وأغلبهم من أصل إيرانيّ، وبرغم أنّ المجتمع الإسلميّ في نيكاراغوا لا يزال صغيرًا نوعًا ما، إلّا أنّه أظهر نشاطًا دينيًّا ملحوظًا، حيث أقيمت مراكز للصّلاة في مساكن خاصّة في جميع أنحاء نيكاراغوا، مثل ماسايا وليون، وغرناطة.
مسجد نيكاراغوا الأوّل
تمّ بناء المسجد الأوّل في نيكاراغوا في عام 1999 بتمويل محليّ، فضلّا عن مساعدة من المسلمين في بنما، وتمّ الانتهاء من بناء ثاني مسجد في عام 2009، وجلبت استعادة الرّئيس دانييل أورتيغا للسّلطة في عام 2006، تغييرًا إيجابيًّا في العلاقة بين مجتمع الاسلام في نيكاراغوا والحكومة، على سبيل المثال تحسّنت المعاملة بشكل كبير مقارنةً بالأنظمة السّابقة، عندما أجبر المسلمون إلى الاختباء أو اعتناق المسيحيّة. في كانون الثاني من عام 2007، زار الرّئيس الإيرانيّ آنذاك محمود أحمديّ نجاد أوّل مسجد في نيكاراغوا، ممّا يشير إلى اعتراف دوليّ متزايد للجالية الإسلاميّة في نيكاراغوا.
أثر الاسلام في نيكاراغوا
كان النّشاط الإسلاميّ الأصليّ في نيكاراغوا محدودًا، لأنّ الجالية المسلمة في نيكاراغوا صغيرة ومتوسّطة بشكل عامّ، وتعتبر الرّابطة الثّقافيّة الإسلاميّة في العاصمة ماناغوا بمثابة مركز للتّنسيق بين سكّان البلاد المسلمين، وأفادت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة أنّ الزّعيم السُّنّيّ لمركز الصّلاة أُقيل في أيّار من عام 2007؛ بسبب تزايد النّفوذ الإيرانيّ والشّيعيّ على المجتمع المسلم، ولكن لم يتمّ تحديد أيّ زعيم شيعيّ بالضّبط.
في العام التّالي، ذكر تقرير الحرّيّة الدّينيّة الصّادر عن وزارة الخارجيّة الأمريكيّة أنّه تمّ تعيين قائد سُنّيّ جديد من مصر، وأصبح فهمي حسن وموظّفوه، يديرون مركز أوّل مسجد في نيكاراغوا. بصرف النّظر عن أنشطة الصّلاة التّقليديّة في المركز، يحتفظ المركز أيضًا بمكتب، ومكتبة، ومنطقة مُخصّصة للأطفال، ومدرسة، ويوفّر ملعبًا لكرة السّلّة، وملعبًا لكرة القدم للسُّكان المحليّين، كما يُقدّم حلقات دراسيّة دينيّة مُتاحة للرّجال والنّساء، ويتمّ توفير الأدبيّات باللّغة الإسبانيّة للمجتمع والزّائرين.
المركز الثّقافيّ الإسلاميّ في ماناغوا
افتُتح المركز الثّقافيّ الإسلاميّ في عام 2007، بهدف نشر الاسلام في نيكاراغوا وأسّسه كارلوس أرانا، وهو فلسطينيّ، وتمّ إنشاء المركز لتنظيم النّدوات، والمحافظة على المكتبة، والموقع الإلكترونيّ للمركز، وبينما قيل إنّ إنشاء هذا المركز الجديد مدعوم من السّفارة الإيرانيّة في ماناغوا، إلّا أنّه ليس هناك ما يشير إلى أنّ المركز الثّقافيّ كان يُستخدم لأيّ شيء آخر غير تعليم الاسلام في نيكاراغوا أو نشره، وبحسب فهمي حسن: تمّ إغلاق المركز لعدّة أشهر، لأنّ كل من الأغلبيّة السُّنّيّة والأقلّيّة الشّيعيّة، فضّلوا أنشطة الرّابطة الثّقافيّة الإسلاميّة الموجودة بالفعل، أكثر من أنشطة المركز.
وضع الاسلام في نيكاراغوا
خلال معظم فترات تاريخ نيكاراغوا، كان المواطنون المسلمون ضحيّة للقمع الحكوميّ، وذلك بسبب رفض المجتمع الكاثوليكيّ المهيمن في البلاد إلى حدّ كبير، وعندما هاجر المسلمون إلى نيكاراغوا في أواخر القرن التّاسع عشر، تمّ استيعاب هذه الموجة بسرعة في الثّقافة المحلّيّة، وبعضهم تبنّى المسيحيّة عن طريق الزّواج او بسبب الضّغط الحكوميّ، وخلال هذه الفترة، انضمّت نيكاراغوا إلى العديد من بلدان أمريكا اللّاتينيّة في وضع القوانين التي تُقيِّد دخول العرب، وتمنع إقامة العرب الذين وصلوا بالفعل إلى البلاد، أو تمّ تقييد أنشطتهم التّجاريّة.
كانت ذروة هذا القمع قبل بداية ثورة السّاندينية في أواخر سبعينات القرن الماضي، وخلال الثّورة، تعاملت حكومة نيكاراغوا مع الجالية المسلمة، وخاصّة العرب الفلسطينيّين، بشكل استثنائيّ، وخلال هذا الوقت رحّبت نيكاراغوا بموجة من المهاجرين الإيرانيّين الذين فرّوا من الثّورة الإيرانية عام 1979، والحرب الإيرانيّة العراقيّة في عام 1980، حيث أثنشأت أقلّيّة شيعيّة داخل المجتمع المسلم، وزادت العلاقات بين نيكاراغوا وإيران تحت قيادة الرّئيس دانييل أورتيغا. في الآونة الأخيرة، اختفت الضّغوط التّاريخيّة مع تركيز الرّئيس أورتيغا على تقريب نيكاراغوا من دول الشّرق الأوسط، وخاصّة إيران.
المراجع
http://almanac.afpc.org/Nicaragua