الاسلام في نيبال… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في نيبال

انتشار الاسلام في نيبال

يتوزّع المسلمون في نيبال بين منطقة تيراي التي يعيش فيها حوالي 97% من المسلمين، ومنطقة العاصمة كاتماندو التي يعيش فيها حوالي 3% منهم، بالإضافة إلى منطقة التّلال الغربيّة، ويوجد الاسلام في نيبال منذ فترة طويلة. وصل التّجّار الكشميريون لأوّل مرّة إلى كاتماندو في القرن الخامس عشر، وهم في طريقهم الى لاسا عاصمة التّبت، واستقرّ العديد منهم في ما كان يعرف آنذاك باسم كانتيبور وهي الآن كاتماندو، وبهاكتابور، ولاليتبور خلال فترة حكم الملك راتنا مالا.

ويقع المسجد الكشميريّ والتّكيّة على بعد مئات الأمتار من القصر في كاتماندو، وهو شهادة على تاريخ الاسلام في نيبال ويبلغ عمره خمسمئة عام. يقول أحد روّاد هذا المسجد إنّ المسلمين عاشوا كأقلّيّة صامتة لقرون عديدة، ولكن في السّنوات الأخيرة، بعد التّمرُّد الماويّ الذي استمرّ من عام 1996 حتّى عام 2006، أصبحت أصوات المسلمين مسموعة أكثر.

انتشار الاسلام في نيبال
انتشار الاسلام في نيبال

إحصائيّات عن الاسلام في نيبال

إنّ الاسلام في نيبال دين الأقلّيّة، وفقًا لإحصاءات عام 2011، ويُشكّل المسلمون حوالي 4.4% من المجموع الكُلّيّ للسّكّان، ولكنّ نمو اعتناق الاسلام في نيبال ازداد بسرعة كبيرة في السّنوات الخمس عشرة الماضية، ونقلًا عن رئيس الجمعيّة الإسلاميّة في نيبال خورشيد علّام، يقول: إنّ نحو مئة ألف من النّيباليين، اعتنقوا الإسلام خلال الخمس عشرة سنة الماضية، وقال علّام إنّه من المتوقّع أن يرتفع الرّقم أكثر من هذا، في السّنوات القادمة، ويُضيف أيضًا: على الرّغم من أنّ المسلمين الجُدد من أصل هندوسيّ أو بوذيّ، يواجهون العديد من الصّعوبات والتّحدّيات في حياتهم اليوميّة، نتيجة إسلامهم، إلّا أنّ مُعدّل انتشار الاسلام في نيبال رائع وسريع.

حال المسلمين في نيبال

لقد مهّد التّمرّد الماويّ الطّريق أمام حقوق المسلمين السّياسيّة والثّقافيّة، حيث أصبحت الأعياد الإسلاميّة أيّام عُطل رسميّة في نيبال في عام 2008، وعلى بُعد أكثر من خمسمئة كم من كاتماندو، في منطقة بانكي، الواقعة على الحدود مع الهند، تُزيِّن الأعلام الخضراء التي تحمل آيات قرآنيّة منازل المسلمين؛ بمناسبة مولد النّبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهو مهرجان يحضرُه معظم المسلمين في جنوب آسيا، وهذه العروض العامّة هي انعكاس للحقوق الدّينيّة والثّقافيّة المعترف بها حديثًا لأقلّيات نيبال، ومجموعات السّكّان الأصليين.

في منطقة تاراي التي تقع في السّهول الجنوبيّة، وتُسمّى أحيانًا باسم مادهاسي، والتي تضمُّ 95% من مسلمي نيبال، إلّا أنّهم يعيشون في فقر ولا يملكون أراضٍ لهم، حتّى بمعايير واحدة من أفقر البلدان في جنوب آسيا، فالمنطقة لا تملك الكهرباء بعد، والأعمدة الكهربائيّة المثبّتة من قِبل الحكومة غير مستخدمة، وفي الأيّام العاديّة يكون الطّريق الرّئيسيّ هادئًا، وعند مرور عدد قليل من السّيارات التي تمرُّ كلَّ ساعة، تخلُقُ غبارًا بُنّيًّا يمكن رؤيته من على بعد أميال. أمّا تمثيلهم السّياسيّ فلا يكاد يُذكر، على عكس المسلمين الذين يعيشون في وادي كاتماندو.

حال المسلمين في نيبال
حال المسلمين في نيبال

التّعليم بين مسلمي نيبال

إنّ المسلمين في نيبال هم إحدى الفئات الأكثر حرمانًا في البلاد، وتتضاعف مُشكلة التّعليم أكثر بين النّساء المسلمات، ولا يوجد إلّا نسبة قليلة من المسلمات المُتعلّمات في نيبال حيث تبلغ نسبتهنَّ 26%، بينما يبلُغ المتوسّط ​​الوطنيّ لتعليم النّساء في نيبال 55%، و12% فقط من المسلمات يُكملن التّعليم الثّانوي. يوضّح إمام مسجد نيبالجونج جام، إنّ هذه النّسبة ترجع جزئيًّا إلى عدم توافق متصوَّر بين بعض القيم الإسلاميّة ونظام المدارس العامة، لأنّ الفتيات المسلمات عندما يظهرن بالحجاب أو النّقاب، يجذبن الانتباه كثيرًا، ويُنظر إليهنّ كالغرباء، وهذا مُتعبٌ نفسيًّا بالنّسبة لهنَّ.

وفق تعداد 2011، كان هناك أقلُّ من خمس آلاف خريجٍ مسلم، أو طلّاب الدّراسات العليا، وبعد الثورة الماويّة اعترفت الحكومات الدّيمقراطيّة بمخاوف المجتمع، وفكّرت في تأسيس مدارس دينيّة لتحسين الوصول إلى التّعليم بين المسلمين، وتمّ تشكيل مدرسة في عام 2007، وكانت تُدرِّس باللّغة الأرديّة، التي يتحدَّث بها العديد من المسلمين في البلاد، وتعهّد الحكومة بتقديم مساعدات ماليّة للمدارس المسجّلّة، بشرط أن يقوموا بتدريس العلوم، والرّياضيات، واللّغة الإنجليزيّة، والنّيباليّ، ولكن بعد مرور عقد على هذا القانون، لكن بعد مرور ما يقرب من عقد من إعلان السياسة، لم يتمّ تسجيل أكثر من نصف المدارس الدّينيّة في نيبال وعددها ألفي مدرسة.

مستقبل المسلمين في نيبال

يعتقد قادة المجتمع أنّ المسلمين، الذين يشكّلون حوالي 5% من سكّان نيبال البالغ عددهم 30 مليون نسمة، هم مجموعة متميّزة، على الرّغم من أنّ المسلمين الذين يعيشون في مادهاسي، تختلف ثقافتهم عن المجموعات الأخرى، ويشعر العديد من المسلمين بالإيجابيّة حول ما قد يحمله المستقبل، وتضمُّ نيبالجونج التي تضمُّ أكبر عدد من المسلمين من أيّ مدينة من مدن نيبال، محطّة إذاعيّة مجتمعيّة، ومدارس، ومنظّمات خيريّة تديرها مجتمعات الأقلّيّات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *