الاسلام في كوسوفو… معلومات عن تاريخ الاسلام في كوسوفو والاسلام اليوم

انتشار الاسلام في كوسوفو

انتشر الاسلام في كوسوفو بظروف شبيه بدخول الاسلام إلى ألبانيا، وهذا بسبب التّشابه في المؤثّرات الخارجيّة التي سمحت بدخول الإسلام، والاستعمار السّوفيتيّ، بالإضافة إلى تشابُههما في التّركيبة الاجتماعيّة، ومُتاخمتهما للحدود الأوروبيّة، وبالتّالي فإنّ الثّقافة الأوروبيّة مؤثّرة في كلتا الدولتين.

على الرّغم من أنّ الاسلام في كوسوفو منتشر كثيرًا، إلّا أنّه يقترب إلى كونه إسلامًا شكليًّا فقط، ويُطلق عليه أحيانًا الاسلام الخفيف، أو الاسلام الألبانيّ، والسّبب في ذلك اقتراب الثّقافة في كوسوفو من الثّقافة الأوروبيّة كثيرًا، وانتشار الحركات التّبشيريّة المسيحيّة عقب انتهاء الحكم السّوفييتيّ، وانتهاء النّظام الماركسيّ في كوسوفو في عام 1992.

انتشار الاسلام في كوسوفو
انتشار الاسلام في كوسوفو

تاريخ الاسلام في كوسوفو

في 17  فبراير 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا، لتصبح أحدث دولة في العالم، وواحدة من أكثر الدّول الفريدة من نوعها. معظم مواطني كوسوفو مسلمون، علاوة على ذلك، خلافًا لمعظم الدّول ذات الأغلبيّة المسلمة، فإنّ كوسوفو مؤيّدة للغاية لأمريكا، وعلاقاتها بإسرائيل ممتازة كذلك، ولم تعترف أيّ دولة عربيّة بوجود هذه الدّولة الجديدة بعد، إلّا أنّ السعودية قالت إنها ستعترف بها، قد يرجع عدم الاعتراف إلى أنّ الكوسوفيّين مختلفون تمامًا عن إخوانهم في العالم العربيّ، أكثر من أيّ شعب مسلم آخر على وجه الأرض.

اتّفق المؤرّخون على أنّ دخول الإسلام إلى بلاد البلقان كان قبل الفتح العثمانيّ، عن طريق التّجّار والدّعاة، كما هي العادة في غيرها من البلدان، ولكنّ هذا الانتشار كان محدودًا بالمقارنة مع الانتشار الفعليّ للإسلام في البلقان في عهد الدّولة العثمانيّة، وكان من بين المسلمين من البلقان شخصيّات بارزة مثل ألبان باشا وهو أحد قادة فتح القسطنطينيّة، ومن كبار الشّعراء المشهورين أيضًا محمد عاكف أرسوي، وكان يُؤلّف في خمس لغات.

كانت كوسوفو مركزًا للإمبراطوريّة الصّربيّة في القرون الوسطى، وخضعت لسيطرة الإمبراطوريّة العثمانيّة في معركة كوسوفو في عام 1389، بعد أن هُزِم الجيش الصّربيّ، وخلال الفترة العثمانيّة أصبح عدد السّكّان المسلمين من الألبان أكثر من عدد الأرثوذكس الشّرقيّين الصّربيّين. بعد انتهاء الحكم العثمانيّ في بداية القرن العشرين، تمّ دمج كوسوفو مع صربيا، ولكنّ وضعها كان مستقلًّا، ولكنّها كانت أكثر البلدان فقرًا في يوغوسلافيا السّابقة، بالإضافة إلى أنّها الأقلُّ نموًّا.

الاسلام في كوسوفو اليوم

  • يقول الرّقيب في الجيش الأمريكيّ متمركز في شرق كوسوفو، زاكاري غور: إنّ كوسوفو هي مثل العلامة التّجاريّة للإسلام الأكثر ليبراليّة في العالم، لأنّه بالكادِ يُرى نساء يرتدين الملابس الإسلاميّة المحافظة، ولا يوجد تميّي بين الرّجال والنّساء في كوسوفو، والكحول موجودة بحرّيّة في المطاعم والمقاهي والحانات، وباستثناء مآذن المساجد، لا يوجد أيُّ دليل واضح على أنّ كوسوفو دولة ذات أغلبيّة مسلمة على الإطلاق.
  • يقول الأستاذ في قسم الدّراسات الإسلاميّة بجامعة بريشتينا في عاصمة كوسوفو، شابير حميتي: النّاس في كوسوفو مسلمون، ولكنّهم يفكّرون مثل الأوروبيّين.
  • يقول ضابط شرطة أمريكيّ: المسلمون في كوسوفو يعرّفون أنفسهم على أنّ إسلامهم خفيف.

 

الاسلام في كوسوفو اليوم
الاسلام في كوسوفو اليوم

سبب تحرّر المسلمين في كوسوفو

يكمن السّبب وراء مواقف الاسلام في كوسوفو المتحرّرة في تاريخها؛ وذلك لأنّ الألبان بمن فيهم أولئك الموجودون في كوسوفو، هم أحفاد الإغريق الوثنيّين القدماء، وكانوا جميعهم مسيحيّين في الآونة الأخيرة قبل أن تتحول الأغلبية منهم إلى الإسلام، وذلك في ظلّ الحكم العثمانيّ التّركيّ، وفي الواقع يعتقد جميع الألبان أنّ المسيحيّة تراثهم، وينعكس هذا الشّعور في العلم الوطنيّ الألبانيّ، الذي يحلق في جميع أنحاء كوسوفو، الذي يحمل شعار النّسر الأسود المزدوج، وهو خاتم جورج كاسترويت أو إسكندر بك، الذي قاد المقاومة ضدّ الدّولة العثمانيّة، في القرن الخامس عشر، وكان هو البطل القوميّ لبلد ذو أغلبيّة مسلمة.

وهناك علامة أخرى تدلُّ على أنّ مسلمي كوسوفو يعتبرون المسيحيّة تراثهم التّقليديّ هو أنّ الذين أسلموا في عهد العثمانيّين، تحمل العديد من شواهد قبورهم منقوشة بأسماء إسلاميّة، ولكنّها تحمل الصّليب الكاثوليكيّ، والسّبب في تحوّل بعض المسلمين إلى المسيحيّة بعد انتهاء الدّولة العثمانيّة، يعود جزئيًّا إلى النّفوذ الأمريكيّ، بالإضافة إلى أنّ النّاس كانوا ملحدين وعلماء، ولا يّريدون أن يُنظر إليهم على أنّهم مسلمون مُلحدون، لذلك كانوا بحاجة إلى التّحوّل إلى المسيحيّة، كما يقول أحد الكوسوفيّين.

كوسوفو

تقع كوسوفو في يوغسلافيا السّابقة في شبه جزيرة البلقان في أوروبا، وهي ركن بعيد في جنوب شرق أوروبا، ويزورها عدد قليل نسبيًّا من المسافرين، ولم تختفِ آثار الحروب منها، التي انتهت في عام 1999، فسر العديد من المراقبين أنّ حروب البلقان التي مزّقت يوغسلافيا إلى أجزاء خلال تسعينات القرن الماضي، على أنّها عودة حتميّة للكراهية القديمة بسبب الفراغ الإيديولوجيّ لما بعد الشّيوعيّة. تتكوّن كوسوفو من تسعين في المئة من المسلمين من أصل ألبانيّ، ويبلغ عددهم حوالي مليونيّ نسمة، وسبعة في المئة من الصّربيّين الألبان، وحوالي ثلاثة في المئة من الكاثوليك.

المراجع

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *