الاسلام في تنزانيا… معلومات عامّة بسيطة عن الاسلام في تنزانيا
تاريخ الاسلام في تنزانيا
أقرب دليل ملموس وجود الاسلام في تنزانيا التي تقع في شرق إفريقيا، هو أساسات مسجد في شانغا في جزيرة بات، حيث تمّ العثور على عملات ذهبيّة، وفضيّة، ونحاسيّة مؤرّخة منذ العام 830 الميلاديّ، أثناء عمليّات التّنقيب في الثّمانينات. أقدم مبنى سليم في شرق إفريقيا هو مسجد كيزيماكزي في جنوب زنجبار مؤرّخ منذ عام 1007 ميلاديّ، ويبدو أن الاسلام كان منتشرًا في منطقة المحيط الهنديّ بحلول القرن الرّابع عشر.
عندما زار ابن بطوطة من المغرب العربي ساحل شرق إفريقيا عام 1332، أفاد أنّه يشعر بأنّه في وطنه بسبب انتشار الاسلام في المنطقة، وكان سكّان المناطق السّاحليّة إلى حد كبير من المسلمين، وكانت اللّغة العربيّة هي لغة الأدب والتّجارة، ويبدو أنّ المحيط الهنديّ بأكمله كان بحرًا مسلمًا، لأنّ المسلمين كانوا مسيطرين على التّجارة، وأقاموا المستوطنات السّاحليّة في جنوب شرق آسيا، والهند، وشرق إفريقيا.
انتشار الاسلام في تنزانيا
انتشر الاسلام في تنزانيا بشكل رئيسي من خلال الأنشطة التّجارية على طول ساحل شرق إفريقيا، وليس من خلال الفتوحات والتّوسّع الإقليميّ، كما كان الحال في غرب إفريقيا، لكنّه ظلّ ظاهرة ساحليّة حضريّة لفترة طويلة.
عندما بدأت التّوغّلات البرتغاليّة العنيفة في المناطق السّاحليّة في القرن السّادس عشر، كان الاسلام في تنزانيا وساحل شرق إفريقيا راسخًا بالفعل، وكانت جميع الأسر الحاكمة تقريبًا ترتبط بعلاقات القرابة مع الجزيرة العربيّة، وبلاد فارس، والهند، وحتّى جنوب شرق آسيا؛ بسبب اتصالاتها البحريّة وعلاقاتها السّياسيّة مع الأجزاء الشّماليّة والشّرقيّة من المحيط الهنديّ، وفي نهاية القرن السّابع عشر وبداية القرن الثّامن عشر تمكّن المسلمون السّاحليون من طرد البرتغاليّين بمساعدة العرب العُمانيّين.
فترة الهيمنة العُمانيّة
خلال الفترة التي كان فيها العمانيون يهيمنون على السّاحل سياسيًّا، انتشر الاسلام أيضًا بشكل واسع في المناطق الدّاخليّة من شرق إفريقيا، واكتسبت العلاقات التّجاريّة مع الشعوب في الدّاخل، وخاصة نيامويزي أهمّيّة كبيرة، وأصبحت أماكن مثل تابورا في إقليم نيامويزي، وأوجيجي في بحيرة تنجانيقا، مهمّة في تجارة العبيد والعاج التي كانت بازدياد.
خلال فترة الهيمنة العُمانيّة تحوّلت أجزاء من أوغندا إلى الاسلام، ودخلت في مصالح مشتركة مع المسلمين السّاحليّين، ولم تخدم التّجارة نشر الاسلام فقط، بل نشرت اللّغة العربيّة، والثّقافة التي تُسمّى اليوم اللّغة السّواحليّة، وقبل تأسيس شرق إفريقيا الألمانية في ثمانينات القرن التّاسع عشر، كان تأثير السّواحليّة أو سكان المناطق السّاحليّة محدودًا بشكل أساسيّ في المناطق على طول طُرُق القوافل وحول وجهاتهم.
توسع الاسلام في تنزانيا
بدأ توسُّع الاسلام في تنزانيا في المناطق الدّاخلية من تنجانيقا، خلال الحقبة الاستعماريّة الألمانيّة، وبعد الغزو الألمانيّ بدأ الألمان بتوظيف السّواحليّين في الوظائف المدنيّة، وخلق كادر يعرفون القراءة والكتابة، والجنود المسلمون جزء مهمٌّ من الإجابة على سؤال لماذا انتشر الاسلام في تنزانيا بشكل أسرع في المناطق التي يسيطر عليها الألمان، من الأراضي التي احتلّها البريطانيون في كينيا وأوغندا؟
الاسلام في تنزانيا اليوم
تشير التّقديرات الرّسميّة إلى أنّ عدد سكّان تنزانيا يبلغ نحو 54 مليون نسمة، حوالي ثلثهم من المسلمين، ونحو ثلثيهم من المسيحيّين، ونسبة ضئيلة منهم من الوثنيّين، يُهيمن السّكّان المسيحيّون على المناطق الجنوبيّة الغربيّة، والشّماليّة الوسطى من تنزانيا، ويعيش العديد من المسلمين التّنزانيّين على طول طرق التّجارة ما قبل الاستعماريّة وطرق التّجارة الاستعماريّة، يعتنق المسلمون في تنزانيا المذهب السُّنّيًّ، وأقلّيَّة منهم من المذهب الشّيعيّ.
إحياء الاسلام في تنزانيا
يمرُّ الاسلام في تنزانيا بعمليّة إحياء، نتيجة مجموعة من العوامل المترابطة، أوّلًا: أدّى الانفتاح الاقتصاديّ والسّياسيّ لتنزانيا في التّسعينات إلى تقنين حماية الجمعيّات، ممّا أدّى إلى ازدهار منظمّات غير حكوميّة ومنظّمات إسلاميّة جديدة، ثانيًّا: نتيجة الانفتاح السّياسيّ استطاع المسلمون في تنزانيا طلب الاحتياجات لم يتمّ الوفاء بها من قبل الدّولة، بالإضافة إلى زيادة توافر الموادّ والإعلام الاسلاميّ بلغات متعدّدة، جعله يُعزّز قدرة المسلمين التّنزانيّين على إيضاح صورة الاسلام في تنزانيا التي تدعو إلى التّسامح.
لكنّ الاسلام في تنزانيا يواجه حملة شرسة ضدَّ التّقاليد الإسلاميّة من جهتين: الأولى هي قوانين الدّولة العلمانيّة، والثّانية أنّ الكثير من المسلمين أصبحوا مسلمين بالاسم، وهذا يتطلّب العودة إلى إحياء أساسيّات الاسلام في تنزانيا من جديد، ولكنّ هذا الإحياء يتصادم هذا الإحياء مع ممارسة الاسلام الفلسفيّة المحلّيّة التي ازدهرت في زنجبار منذ عقود وهي جُزُر تابعة لتنزانيا.
المسلمين في تنزانيا
على الرّغم من أنّ المسلمين في تنزانيا كانوا يشغلون دائمًا مناصب حكوميّة رئيسيّة وكانت الرّئاسة تتناوب بشكل غير رسميّ مرّة لمسيحيّ ومرّة لمسلم، ولكنّ العديد من المسلمين ينظرون إلى النّخبة الحاكمة على أنّها مسيحيّة فقط، مما يساهم في تعزيز شعورهم بالتّهميش.