الأخطاء الشائعة في الفلسفة
دور الفلسفة في إفساد العلوم الإسلامية
تنوعت مواضيع الفلسفة وتطورت فمن هذه المواضيع أصل الكون وجوهره، الإرادة الحرة وجوهرها، والعقل وأسس التفكير السليم وغيرها وهنا سنعرض أبرز “الأخطاء الشائعة في الفلسفة”.
الأخطاء الشائعة في الفلسفة
دور الفلسفة في إفساد العلوم الإسلامية له ثلاثة محاور بشكل أساسي:
الأول:
جَعْلُ الطرائق الفلسفية أحد مصادر المعرفة في القضايا الغيبية؛ كالعقيدة في الله وحقيقة الوحي والنبوة واليوم الآخر وما شابهها، فهذه القضايا الغيبية لا سبيل لمعرفتها إلا من طريق الوحي.
الثاني:
تناول قضايا العقائد والدين واللغة بقواعد الفلسفة والرياضيات، فإنّ منطق الدين والعربية مختلفٌ.
الثالث:
الخوض في قضايا لا يُبنى عليها عمل ولا نفع لها في الدين أو في الدنيا، وهو ما يميّز الكثير من قضايا الفلسفة، بخلاف “الفلسفة العملية للإسلام”، التي تأخذ بالحسبان النفع الدنيوي من كل علم.
مظاهر إفساد الفلسفة للعلوم الإسلامية
وسنتطرّق إلى علمين من العلوم الإسلامية المهمة، نشآ وتطوّرا في ظلال الحضارة الإسلامية وبأثر من الوحي، وهما: علم التوحيد، وعلم النحو. سوف نتتبّع الأثر السلبي للفلسفة حين دخلت على هذين العلمين عبر المحاور الثلاثة التي ذكرناها، وإنْ كان أثر الفلسفة السلبي قد تعدّاهما لعلوم أخرى كعلم أصول الفقه وغيره، ولكنّ المقام ليس مقام استقصاء.
كيف أفسدت القواعد الفلسفية مفهوم التوحيد
- حدث ذلك عندما تبنّى المتكلّمون المسلمون قواعد الفلسفة والمنطق الأرسطي في تناول قضايا الإيمان، فحين تدخل قضية الإيمان إلى مضمار الفلسفة تفقد مضمونها الحقيقي الفاعل. كان على المتكلّمين وبحسب طرائق أهل الفلسفة أن يعرّفوا الإيمان تعريفًا جامعًا مانعًا. وكان الانحراف عن منهج الدين هنا هو البحث عن “ماهية” الإيمان، تلك التي إنْ ذهبتْ ذهبَ الإيمان كلّه، غافلين عن كون الإيمان حقيقة مركّبة كما يظهر في كتاب الله.
- ومن أجل بيان الطريق المختلف الذي اتخذه المتكلّمون في علم العقائد، فلنعقد مقارنة بينه وبين علم الفقه، وهو علم لم يتأثر إلا قليلا بمنهج الفلسفة، سنجد أنّ الفقهاء لم يعرّفوا الحجّ بأنّه القصد، ولا الزكاة بأنها الطهارة، ولا الصلاة بأنها الدعاء (وهي معان لغوية لها) بل عرّفوا هذه الاصطلاحات وغيرها بتعريفها الشرعي، أي كما عرّفها الله في كتابه وعلى لسان رسوله، ولم يقدّموا عليه التعريف اللغوي. ولكن المتكلّمين سلكوا مسلكًا آخر على النحو الذي قدمناه. ومن هنا نتج لديهم أنّ الإيمان هو التصديق، أو الإقرار، أو غير ذلك على خلاف بينهم. ولكن الذي يجمع بين الكثير منهم هو حصر قضية الإيمان في الشأن “العلمي” و”الاعتقادي”، وضمور الشأن “العملي” و”الإرادي”، رغم أنّ هذا الشأن العملي الإرادي هو أساس قضية الإيمان ولبّ لبابها.
- لقد كان أثر الفلسفة على علوم العقائد الإسلامية هائلا ابتداء من هذه النقطة، أي نقطة تعريف الإيمان والتوحيد وسلوك مسلك الفلسفة في ذلك دون مسلك الشرع ومنطق العربية، لينحصر موضوع الإيمان والتوحيد في المجال “العلمي” و”الاعتقادي”، وليُترك المجال العملي ابتداءً من القرن الثالث للتوجّهات الصوفية، التي كانت صادقة جدّا في البداية في ملاحظة هذا الفراغ الإيماني في طرح المتكلّمين، ولكنّها لم تلبث أن بدأت تنهل هي الأخرى من الفلسفات والعقائد غير الإسلامية، ليتحوّل التوحيد عند الحلاج إلى اتحاد الناسوت باللاهوت، وليصبح عند ابن عربي شيئا مختلفا عن توحيد القرآن، وهو أنّه لا شيء موجودا على الحقيقة غير الله.
- وليست هذه القضية الخطيرة إلا أثرا واحدا من آثار منهج الفلسفة على الطرح العقدي عند المسلمين، فقد تأثر هذا الطرح بالفلسفة تأثرا بالغا حين خاض في قضايا الغيب كصفات الله وأفعاله مثلا بالعقل المجرّد، دون أن يدرك بأنّ القواعد المنطقية والأدوات العلمية لا يمكنها تناول قضايا الغيب.
أخطاء فلسفية أخرى
- الحدود محسوسة ومجردة يسمى الحد حدا محسوسا حين يشير إلى شيء ندركه بالحواس ويندرج تحت الحدود المحسوسة كل الحدود الجزئية ويسمى الحد حدا مجردا حين يدل على شيء عام أو على كل مثل أبيض ،بياض ،أحمر ،حمرة ونحو ذلك.
- الحدود نسبية ومطلقة لأن الأشياء لا يوجد فيها شيء لا يؤدى للتفكير في شيء أخر فمثلا إذا فكرنا في الماء لابد أن نفكر في المخلوقات لأن الماء هو أصل كل شيء حي مصداق لقوله تعالى بسورة الأنبياء “وجعلنا من الماء كل شيء حي “.
- أن الاستدلال المباشر هو استنتاج قضية من أخرى والاستدلال هو أخذ الحكم أي القرار من النص أو الملاحظة مباشرة وهذا يعنى أن ليس هناك شيء وشيء أي قضية وأخرى وإنما الموجود قضية واحدة.
- أن القياس هو استنتاج قضية من قضيتين والقياس في الإسلام هو تطبيق النص على الحالة الموجودة وهى القضية وهذا يعنى عدم وجود أكثر من قضية وحتى القياس الرقمي كقياس الذراع والشبر والفتر والميل والبريد هو أن تكون المسافة هي مسافة وحدة القياس فهي تطبيق للوحدة على القضية وهى المسافة ومن ثم ليس هناك سوى قضية واحدة هي التي يطبق عليها القياس.
المصدر