أسباب سقوط الدولة الصنهاجية

من هم الزرديين (الصنهاجيين)

الدولة الصنهاجية أو الزردية، أو بانو زوري، سلالة مملكة هانهارا البربرية التي حكمت فروعها المختلفة في (تونس وشرق الجزائر) وغرناطة وهنا سنتعرف على “أسباب سقوط الدولة الصنهاجية”.

أسباب سقوط الدولة الصنهاجية

من هم الزرديين (الصنهاجيين)

ترجع أصولهم إلى البروز في جبال القبائل ، الجزائر ، حيث أسسوا عاصمتهم الأولى ، أشور ، وأصبح الزرداء حلفاء الفاطميين في القيروان .
دعمهم المخلص دفع الخليفة الفاطمي المعز ، عند انتقاله إلى العاصمة الجديدة القاهرة (972) ، لتعيين يوسف بولوجون حاكم القيروان.

معلومات أخرى عن الصنهاجيين

أسباب سقوط الدولة الصنهاجية
أسباب سقوط الدولة الصنهاجية

رحل الفاطميون إلى مصر سنة 360 هـ ، بعد أن أسسوا دولتهم بالمغرب العربي وعاشوا فيها أكثر من نصف قرن ، خلفوا وراءهم قبيلة بربرية كبرى تدعى صنهاجة كي تحكم المغرب العربي ‏(‏ تونس والجزائر ‏)‏ نيابة عنهم وباسمهم‏.‏

كان انتقال الفاطميين إلى مصر وتسليمهم الأمور لهذه القبيلة البربرية الكبرى حدا فاصلا في أحداث المغرب العربي ، إذ كان إعلانا ببداية عهد يحكم فيه البربر أنفسهم ويستقلون بحكم بلادهم ، في ظل اعترافهم بسلطة الدولة الفاطمية وهو اعتراف من النوع الذي يمكن نقضه ، لأنه لا تساعده قوى متمركزة عسكرية، ولا ولاء جماهيري عقائدي ، وبالتالي فقد اعتبر هذا الحدث بداية عهد ‏”‏ حكم البربر لأنفسهم ‏”‏.

نشأة الدولة الصنهاجية

نشأت بعد رحيل الفاطميين أول دولة بربرية كبرى في الجزائر وتونس هي ‏”‏دولة الصنهاجيين‏”‏ أو ‏”‏دولة بني زيري‏”‏ نسبة إلى أول حكامها ‏”‏بلكين بن زيري الصنهاجي “.

ونجح بلكين في أن يقضي على الفتن الداخلية وعلى الثورات القبائلية المجاورة على حدود البلاد، وحقق استقرارا كبيرا بالبلاد إلى أن مات سنة 373 هـ ‏(‏ 984م ‏)‏ فخلفه ابنه المنصور بن بلكين، وكان من أعدل بني زيري، فاستعمل السياسة والعنف معا، ونجح في تصفية خصومه باللين والحكمة والترهيب كذلك‏.

رغبتهم في الاستقلال عن الفاطميين

أسباب سقوط الدولة الصنهاجية

لمس الفاطميون النية لدى حكام بني زيري في الاستقلال ، فحاولوا وضع العراقيل في وجه المنصور ، إلا أن سياسته قد امتصت محاولاتهم ‏.‏

وعندما مات سنة 387 هـ خلفه ابنه باديس بن المنصور فسار على سياسة أبيه ، ونجح في تحقيق الاستقرار للدولة ‏.‏ حتى مات سنة 406 هجرية ‏(‏ 1015م ‏)‏ ‏.‏

تولى الأمر بعد باديس أعظم ملوك بني زيري على الإطلاق ‏”‏ المعز بن باديس ‏”‏ ولقد واجه المعز بن باديس وضعين جديدين كان لهما تأثير كبير في مستقبل الدولة ‏:‏ الوضع الأول؛ قيام حركة انشقاق في الدولة قادها أحد أعمام أبيه ويدعى ‏”‏حمادا “‏ وكانت قد بدأت منذ عهد أبيه واستنفذت من طاقة أبيه الكثير.

الوضع الثاني؛ ميول المعز نفسه، إذا كان المعز قد تربى على يد رجال من رجالات السنة المالكية، ونشأ محبا للمالكية والسنة .‏ وحاول منذ ولي تغيير مذهب الدولة، ففي سنة 407 أوعز بطريقة غير مباشرة، بقتل عدد كبير من مخالفي السنة والجماعة في مذبحة كبيرة .‏

واقعية المعز بن باديس

كان ابن باديس واقعيا مع ظروفه وظروف دولته، وبالتالي فقد قبل انشقاق جزء من دولته في ظل سيادته ، هذا في الجانب الأول.‏

وفي الجانب الثاني كان واقعيا مع ظروفه كذلك ، فتمهل في الأمور ، ولم يقم بتغيير المذهب الشيعي ، حيث كانت دولة الفاطميين في القاهرة قوية تستطيع تأليب القوى عليه من داخل بلاده وخارجها ‏.‏

انفصال الصنهاجيين عن الفاطميين في حكم المعز

عاش المعز يحكم دولته في هدوء، قريبا من خمس وثلاثين سنة، أي إلى سنة 441 هـ، وفي السنة الأخيرة لحكمة بعهد المستنصر، أعلن انفصاله عن دولة الفاطميين، إذ كان المستنصر يعاني من تدهور كبير في الأوضا ، وكان المعز يعيش فترة تألق شديد‏.‏

الفاطميين في مصر لم يستسلموا للضربة التي سددها إليهم المعز، وهم في الوقت نفسه، كانوا عاجزين عن توجيه ضربة مقابلة له، خضوعا لظروفهم التي كانت تجنح إلى التدني والسقوط والأزمات الاقتصادية الشديدة‏.‏

أسباب سقوط الدولة الصنهاجية

وكانت الوسيلة التي رآها المستنصر الفاطمي هي إطلاق القبائل العربية ‏”‏الهلالية “‏ كي تزحف على المغرب العربي، واستدعى رؤساءهم وأقنعهم بمحاولة امتلاك المغرب وأرسل إلى المعز خطابا بذلك .‏

وكانت هذه القبائل حجازية استوطنت مصر، وتعيش بطريقة شبه فوضوية، وتقدمت نحو المغرب في أعداد كبيرة يبالغ بعض المؤرخين فيزعمون أنها تتجاوز المليون.

أتيح للمعز بن باديس فرصة ترويض هذه القبائل ولكنه لم يوفق إلى هذا النهج وكانت هذه أكبر أخطائه ‏.‏ وبالتالي فقد تقدمت هذه القبائل تهلك الحرث والنسل وتخرب المدن والقرى ، حتى قضت على حضارة القيروان العظيمة ‏.‏

المراجع

المصدر

Exit mobile version