معنى اسم الله العفو.. تعرف على معنى اسم الله العفو وأعظم الفوائد للعفو

العفوُّ سبحانه هو الذي يحب العفو والستر، ويصفح عن الذنوب مهما كان شأنها ويستر العيوب ولا يحب الجهر بها .. يعفو عن المسيء كَرَمًا وإحسانًا، ويفتح واسع رحمته فضلاً وإنعامًا، حتى يزول اليأس من القلوب وتتعلق في رجائها بمقلب القلوب وللمزيد من المعلومات حول معنى اسم الله العفو تابع هذا المقال .

معنى اسم الله العفو

العفو
العفو

ورود الاسم في القرآن الكريم

سمى الله عزَّ وجلَّ نفسه العَفوُّ على سبيل الإطلاق في خمس آيات، في قوله تعالى {.. فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 43]، وقوله {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء: 99]، وقوله {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149]

وقوله عزَّ وجلَّ {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60]، وقوله تعالى {.. وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [المجادلة: 2]

المعنى اللغوي للعفو

العَفوُّ في اللغة على وزن فعُول من العَفوِ، وهو من صيغ المبالغةِ، يقال: عَفا يَعْفو عَفوا فهو عاف وعَفوٌّ، والعفو يدلّ على معنيين أصليّين

ترك الشئ

طلبه

ومن المعنى الأوَّل عفو الله تعالى عن خلقه، وذلك تركه إيّاهم فلا يعاقبهم، فضلاً منه تعالى.

قال الخليل “العفو : تركُكَ إنسانًا استوجَبَ عُقوبةً فعفوتَ عنه تعفُوِ والله العَفُوُّ الغَفور” [كتاب العين (2:258)]

فالعفو هو التجاوُزُ عن الذنب وتَرْك العِقاب عليه، وأَصله المَحْوُ والطمْس .. والعفو يأتي أيضًا على معنى الكثرة والزيادة، فعَفوُ المالِ هو ما يَفضُل عن النَّفقة كما في قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ } [البقرة:219]

معنى الاسم في حق الله تعالى

العفو

قال ابن جرير “{.. إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا ..} [النساء: 43]، أي: إن الله لم يزل عفوًا عن ذنوب عباده، وتركه العقوبة على كثير منها ما لم يشركوا به” [جامع البيان (5:74)]

وقال الزجاج “والله تعالى عفوٌّ عن الذنوب، تاركٌ العقوبة عليها” [تفسير الأسماء (62)]

وقال الخطَّابي “العَفْوُّ: الصَّفحُ عن الذنوب، وتركُ مُجازاة المسيء” [شأن الدعاء (90)]

قال الحليمي “العَفْوُّ، معناه: الواضعُ عن عباده تَبِعَات خطاياهم وآثارهم، فلا يستوفيها منهم، وذلك إذا تابوا واستغفروا، أو تركوا لوجهه أعظم مما فعلوا، فيُكفِّر عنهم ما فعلوا بما تركوا، أو بشفاعة من يشفع لهم، أو يجعل ذلك كرامة لذي حرمة لهم به، وجزاء له بعمله” [المنهاج (1:201)]

قال السعدي “(العَفْوُّ، الغَفور، الغَفَّار) الذي لم يزل، ولا يزال بالعفو معروفًا، وبالغفران والصفح عن عباده موصوفًا، كل أحدٍ مضطرٌ إلى عفوه ومغفرته، كما هو مضطرٌ إلى رحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]” [تيسير الكريم الرحمن (5:300)]

يقول الغزَّالي “العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبيء عن الستر والعفو ينبيء عن المحو والمحو أبلغ من الستر” [المقصد الأسنى (1:140)]

حظ العبد من اسم الله العَفْوُّ

العفو

– كثرة الدعـــاء باسم الله العَفْوُّ وسؤال الله العفو والعافية

–  الاستغفار والتوبـة والعمل الصالــح

– اعفُ يُعْفَ عنك

–  التجاوز عن المُعسِر والعفو عنه، وعدم مؤاخذته على عدم استطاعته سداد الدّين

– عدم المجاهرة بالذنــب

من أعظم فوائد العفو

العفو

– أنه يستوجب محبة الله تعالى .. فإذا كنت من العافين عن الناس فإن الله تعالى سيحبك، ويجعلك من أهل الإحسان الذين هم أعلى الناس إيمانًا .. كما في قوله تعالى {.. وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

– من عفا، عُفِى عنه يوم القيامة .. إذ الجزاء من جنس العمل

– يُورث التقوى .. يقول الله تعالى {.. وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ..} [البقرة: 237]، فالعفو عن الناس من الأسباب التي تجعل العبد تقيًّا نقيًّا

– يقتضى غفران الله تعالى للذنب .. فالعبد إذا عفا وصفح، كان ذلك سببًا في مغفرة الله تعالى له

– العفو يزيد الإنسان عزًّا .. فالنبي يقول “.. وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا” [صحيح مسلم] .. فكلما عفوت، ازددت عزًّا عند الله تعالى

– الأجر العظيم عند الله تعالى .. لقوله تعالى {.. فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ..} [الشورى: 40

العفو يُثْمِر محبة الناس –

وهو دليل على كمال الإيمان وحُسن الإسلام –

وهو مظهر من مظاهر حُسن الخلق، ودليل على سعة الصدر وحُسن الظن –

وطريق نورٍ وهدايةٍ لأهل الإيمان

المراجع

المصدر هنا

Exit mobile version