الله عز وجل قدير ، من التقدير ، يعني أنه ذو علم دقيق جداً ، وقدير من القدرة ، فبقدر ما تطمئن إلى علمه تطمئن إلى قدرته ، وبالعكس ، وبقدر ما تطمئن إلى قدرته تطمئن إلى علمه ولمزيد من المعلومات حول معنى اسم الله القدير تابع هذا المقال
معنى اسم الله القدير
اسم الله القدير فى اللغة
اسم ( القدير ) مأخوذ من التقدير ، أو من القدر لذلك قادر اسم فاعل ، وقدير صيغة مبالغه لاسم الفاعل ، مقتدر من اقتدر ، والفعل خماسي فيه حروف زائدة ، والزيادة في المبنى دليل على الزيادة في المعنىة
ورودُ اسم ( القدير ) في الكتاب والسنة
هذا الاسم ورد في القراَن وفي السنة معاً ، في القرآن ورد في قوله تعالى في سورة الروم : ” يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ” [الروم:54] .
ورد أيضاً في ثلاثين موضعا في القرآن الكريم ، كقوله تعالى : ” قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” [آل عمران:26] في ثلاثين آية في القراَن ورد فيها : ” إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” .
وآية واحدة ورد فيها : ” يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ” .
معنى واثر الايمان باسم الله القدير
الإنسان ضعيف عاجز :
إذاً : أسماء الله كلها حسنى ، وصفاته كلها فضلى ، والإنسان في أصل فطرته ، مفطور على حب القدير ، هناك ضَعف في أصل خلق الإنسان ، هذا الضعف لصالحه ، هذا الضعف الذي في أصل خلق الإنسان أحد أسباب تدينه ، حتى الذين يؤمنون بديانات أرضيه ليس عندها أصل عند الله سبحانه وتعالى هم يلبون حاجه في نفوسهم أتت من ضعفهم ، فالضعيف يحتاج إلى قوي .
” وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا ” [النساء:28] .
” إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ” [المعارج:19-21] .
فالإنسان دون أن يشعر يتجه إلى قوي يلوذ به ، إلى قوي يحميه ، إلى قوي يدافع عنه ، إلى قوي يلجأ إليه .
فالإنسان حينما يتجه إلى الله الحقيقي خالق السموات والأرض ، يكمل ضعفه الذي أراده الله باعثاً إلى معرفة الله وطاعته ، وقطف ثمار عبوديته لله عز وجل .
فالإنسان ضعيف ، وهذا الاسم : ” إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” [فاطر:1] .
الإنسان مفطور إلى الاتجاه إلى قوي
طبيعة النفس تقتضي أنها لا تتجه إلا لما توقن أنه يعلم ، ويسمع ، ويرى .
” يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ” [غافر:19] .
الله عز وجل إن تكلمت فهو يسمع ، وإن تحركت فهو يرى ، وإن أضمرت فهو يعلم ، يسمعك إذا دعوته ، ويراك إذا توجهت إليه ، ويعلم سرك وجهرك ، وفضلا ًعن ذلك الإنسان لا يتجه إلى جهة إلا إذا أيقن أنها تسمعه ، وأنها قادرة على أن تلبيه .
الإنسان بحاجه إلى مبلغ فلا يذهب إلى إنسان فقير ، لأن هذا مضيعة للوقت ، يذهب إلى من يتوهم عنده المبلغ .
إذاً : أنت تدعو من ؟ تدعو من يسمعك ، وتدعو من هو قادر على حل مشكلتك ، وتدعو من يحبك ، القوي الذي يعاديك لا تتجه إليه ، تتجه إلى قوي يريد أن يرحمك ، فلمجرد أن تدعو الله عز وجل ـ دقق ـ لمجرد أن تدعو الله عز وجل فأنت مؤمن بوجوده ، ومؤمن بسمعه وبصره وعلمه ، ومؤمن بقدرته ومؤمن برحمته .
لذلك قال تعالى : ” قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ” [الفرقان:77] .
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : ” وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ” قَالَ : ” الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ” [الترمذي] .
كل شيء بيد الله القويّ
مِن هنا يأتي اسم ( القدير ) إنك تعتز بقوياجعــل لربــــك كل عـز ك يستقر ويثبــت فإذا اعتززت بمن يمو ت فإن عزك مـيت
وفي الحديث الشريف في قوله عليه الصلاة والسلام : ” لا إلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ؛ اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ ” [رواه البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة رضي اللّه عنه
الإيمان بأن الله قويٌّ يبعث على الطمأنينة والثبات والنصر
حينما يؤمن الإنسان بالله فأيّ قوي هو في قبضة الله ، كل ما حولك بيد الله ، كل مَن حولك بيد الله ، كل مَن فوقك بيد الله ، كل مَن تحتك بيد الله ، لا يمكن أن يقبل خوف وفزع ، وهلع وانهيار مع الإيمان بالله ، بل إن الإيمان بالله أصل في الصحة النفسية ، التماسك والقوة والمعنويات المرتفعة ، ومواجهة الأخطار بثبات ، ورباط جأش يحتاج إلى إيمان
المراجع