الجبار يعني المصلح أمور خلقه، المُصَرِّفهم فيما فيه صلاحهم”، وفيها معنى القهر فهو سبحانه وتعالى له الكبرياء وهو القاهر فوق عباده، يقول الخطابي: “الجبار هو الذي جبر الخلق على ما أراد من أمره ونهيه، ويقال هو الذي جبر مفاقر الخلق، وكفاهم أسباب المعاش والرزق لمزيد من المعلومات حول معنى اسم الله الجبار تابع معنا المقال التالي
معنى اسم الله الجبار
الجبار فى اللغة
الجبار لغةً: هو العظيم، القوي، الطويل، ذي الطول سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ} [المائدة:22]، أراد بذلك أنهم أصحاب قوة وعظمة وطول، ويستخدم لفظ الجبروت بمعنى الكبرياء ومنه قول الله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم:32]، أي: لم يجعلني متكبرًا على عبادة الله سبحانه وتعالى
ورود الاسم في القرآن:
ورد هذا الاسم في القرآن مرة واحدة في قول الله تعالى في سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر:23]،
معنى اسم الجبار
الجبار له ثلاث معان :
الأول : جبر القوة ، فهو سبحانه وتعالى الجبار ، الذي يقهر الجبابرة ، ويغلبهم بجبروته وعظمته ، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته في يده وقبضته .
الثاني : جبر الرحمة ، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغِنى والقوة ، ويجبر الكسير بالسلامة ، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها ، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها ؛ وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله .
الثالث : جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم ، وهو مع علوه قريب منهم يسمع أقوالهم ، ويرى أفعالهم ، ويعلم ما توسوس به نفوسهم
أقوال مأثورة فى معنى اسم الله الجبار
قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار :
وكـذلك الجـبار فـي أوصافه والجبر في أوصافه قسمان
جبر الضعيف وكل قلب قد غدا ذا كسرة فالجبر منه دان
والثاني جبـر القهر بالعـز الذي لا ينبغي لسواه من إنسان
ولـه مسمى ثالث وهـو العلـو فـليس يـدنو منـه إنسان
من قـولهم جبـارة للنـخلة العلـ يـا التي فـاقت كـل بنان” انتهى .
أثر الإيمان بهذا الاسم:
الدرس الأول: أن تعلو همتك..
أن الله سبحانه وتعالى طالما هو الجبار الذي له العلو على خلقه، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر والجبر فلا يدنو منه الخلق إلا بأمره، لذا فلكي تصل إليه عليك بالترقي عليك بعول الهمة.
الدرس الثاني: أنه سبحانه وتعالى جبر خلقه على ما أراد أن يكونوا عليه من خلق.
فهو سبحانه لا يمتنع عليه شيء:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82]، وقلنا أن هذه هي الإرادة الكونية، والخطأ دائمًا يكون في الانشغال بهذه الإرادة عن الإرادة الدينية، كما حدث مع المتكلمة الذين شغلوا أنفسهم بذات الله وأفعاله وإرادته وقضاءه على عباده، وأوقعوه موقع النقد والتحليل وأدخلوا فيه العقول القاصرة فانشغلوا عما تعبدهم الله به.
الدرس الثالث:التسليم لشرع الله سبحانه وتعالى:
الله سبحانه وتعالى، جبر خلقه على ما شاء من أمر أو نهي، بمعنى، أنه شرع لهم من الدين ما ارتضاه هو، فلا بد أن يرتضي العبد ما ارتضاه الله سبحانه وتعالى من هذه الشرائع، فالله تعالى شرع لهم من الشرائع ما شاء، وأمرهم باتباعها ونهاهم عن العدول عنها، فمن أطاع له الجنة ومن عصى فله النار، ولم يجبر أحدًا من خلقه على إيمان أو كفر، بل لهم المشيئة في ذلك ومنه قول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29].
الدرس الرابع: إياك والجبروت:
الجبروت بمعنى: الكبرياء والعز والعلو، وهو صفة استأثر الله تعالى بها نفسه، فالله قاهر الجبابرة بجبروته سبحانه وتعالى: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:23]، أما الخلق، فموصوفون بصفات النقص، مقهورون مجبورون، تؤذيهم البقة وتأكلهم الدودة وتشوشهم الذبابة، العبد أسير جوعه وصريع شبعه، ومن تكون هذه صفته كيف يليق به التكبر والتجبر؟!
الأحاديث التي ورد فيها اسم الله الجبار:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال: «تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلًا لأهل الجنة» (الصحيحين)، قالوا ومعنى يكفؤها الجبار بيده: “أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي”. فلماذا استخدم اسم الله الجبار في هذا الحديث؟ لأنه لا شك فيه دلالة على قهره سبحانه وتعالى، فيوم القيامة يقول الله عزوجل: {لمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر:16]، فيتناسب هذا مع هذا المقام أنه مقام عزة ومقام جبروت.
الدعاء باسم الله تعالى الجبار:
من دعاء الطلب والمسألة بهذا الاسم، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي كان يقول: «اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني» (الترمذي)، يقولها بين السجدتين، فالجبر هو جبر للكسر ونحو ذلك، من جبر الله مصيبته أي رد عليه ما ذهب منه.
وعن عوف بن مالك أن النبي يقول في ركوعه: «سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة» (سنن أبي داود)، والمقام واضح لماذا يستخدم هذا في هذا المقام لا شك هذا مقام الذل والافتقار لله سبحانه وتعالى
المراجع