“الرقيب” من أسماء الله الحسني التي ورد ذكرها في القرآن الكريم للدلالة علي مراقبة الله لعباده بإستعلاء فهو وحده القادر علي معرفة مايدور في صدر العبد في السر والعلن كما يراقبه حتي لو كان في غرفتة وحيدا ويظن أنه لن يراه أحد فلا تسقط ورقة إلا بإذنه ولاحبة في ظلمات الأرض إلا ويعلم مستقرها ومستودعها لذا ننصحك بقراءة سطور مقالنا التالي لمعرفة معنى اسم الله الرقيب .
معنى اسم الله الرقيب
المعنى اللغوي
صفة رقيب علي وزن فعيل بمعنى فاعل وهو الموصوف بالمراقبة، والرقابة تأتي بمعنى الحفظ والحراسة مع مراعاة أن تكون المراقبة في إطار من الترقب والحذر .
-ورد ذكر اسم الله الرقيب {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}
-صفة الرقيب قد تأتي بمعني حفظ الشىء , أما رقيب القوم فتعني حارسهم، وهو الذي يتولي الإشراف على مراقبتهم ليحرسهم،
-مراقبة الله تعالى في أمره، أي: خافه.
المعانى المختلفة لإسم الله الرقيب
قال الله عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) كما قال تعالى عن نبيه عيسى عليه السلام : (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
– المعني الاول يشير إلي الرقيب كصفة لله تعالى الذي لايغفل ولاينام وقيل هو المتوكل بحفظ كل شىء من أمور الخلائق كما في قوله تعالي : (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) فالله تعالي يعلم السر وأخفي ويدخل في معني الرقيب أيضا المدبر لمصالح العبد علي أحسن مايكون .
– يرعي أحوال العباد ويقدر الصالح لهم الرقيب ومابداخل قلوبهم ، مدبر ، حاقد ، بريء ، سليم النية ، يحب الآخرين ، يحقد عليهم ، يستعلي عليهم ، يحتال عليهم ، يتآمر عليهم ، يرقى بهم ، يحمل همهم فإذا تكلمت فهو يسمعك ، وإن تحركت فهو يراك وهو رقيب علي وجهتك ، وإن أضمرت فهو يعلم ماتخفيه في صدرك من نوايا .
– قال الشيخ السعدي :
أن الرقيب يأتي بمعني المتابع والمراقب للأمور مع شمول المراقبة بحفظ الله تعالي .
في معجم “لسان العرب يأتي في مادة : (رقب) ومعناه الحافظ الذي لايغيب عنه شىء في الأرض ولا في السماء
ورود الاسم في القرآن الكريم
ورد ذكر اسم الله الرقيب في القرآن ثلاث مرات كما في قوله تعالي (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) سورة المائدة , كما ورد قوله تبارك وتعالى {..إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} في سورة النساء, (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} سورة الأحزاب
فضل اسم الله الرقيب علي المؤمن
-المؤمن الصادق ؛ يرى أن الله معه، ويُراقبه، ويُحاسِبه فيَسْتحي منه، فالمؤمنون حقا لهم أحوال مع الله لا تُوصف، عن طريق مناجاتهم له وتأدُّبهم معه فهناك من يتزيَّن قبل أن يُصلي لأنه سَيَقف -بين يدي -الله عز وجل -، أرى في بعض الأحيان أشخاصاً يصلون بالقميص الداخلي فهؤلاء لا يستحيون من الله حق الحياء
– مراقبة الله تعالى في سره وعلانيته فكلما تزينت للمسلم المعاصي ، عَلِمَ علم اليقين أن الله الرقيب مُطلعٌ على خفايا نفسه وعلى سره وجهره.. فلا يكن الله تعالى أهون الناظرين إليه، فإذا تيَّقن العبد من نظر الله تعالى إليه، تتولد لديه مراقبة لله في جميع أحواله مما يجعله يرتقي أعظم درجة من درجات الإيمان ألا وهي درجة الإحســـان.
-مراقبة الله سبحانه تعالى تتطلب أن يحترس المرء من أفكاره لأنها البداية للذنوب فيجب ألا تطلق لخيالك العنــان وتدع نفسك تشرُد في كل ما تشتهي وتتمنى.. وكلما راودتك تلك الخواطر وأحلام اليقظة، تحرَّك واشغل نفسك بأي عمل آخر