الطبيعة في الجزائر… ثلاث محميات طبيعية خلّابة في الجزائر

ثلاث محميات طبيعية خلّابة في الجزائر

الطبيعة في الجزائر مظاهرها غنيّة ومتنوّعة بحسب البيئات المختلفة، وتتمتّع الجزائر بتنوّع بيولوجيٍّ كبير جدًّا. يعتبر كثيرون الجزائر البلد الطّبيعيّ الأكثر تفردًّا في البحر الأبيض المتوسّط؛ لأنّ مناخها حيويّ، وتمتلك أنواعًا كثيرة من النّباتات والحيوانات، وهي موطن لبعض أنواع الحيوانات النّادرة مثل فقمة الرّاهب المتوسّطيّة، والغزال الأحمر البربريّ، وأنواعًا من الطّيور النّادرة. وفي الجزائر الكثير من المناطق المحميّة والقوانين لحماية الطبيعة في الجزائر، والمحافظة النّظام البيئيّ الكبير فيها، تشمل الحدائق الوطنيّة الجزائريّة مناطق متنوّعة من النّظم البيئيّة من المناطق السّاحليّة إلى الصّحراويّة والجبليّة.

توضّح هذه القائمة مناطق محميّات الطبيعة في الجزائر:

حديقة تازة الوطنيّة

مقارنة بمنتزهات أخرى في الجزائر، تعدّ حديقة تازة الوطنيّة واحدة من أصغر المحميّات الجزائريّة. تبلغ مساحة هذه المحميّة حوالي سبعة وثمانين كيلومترًا مربّعًا. أقرب مدينة إلى محميّة تازة هي جيجل، وبعد مقاطعة جيجل عنها حوالي ستّة كيلومترات تقريبًا إلى الشّرق من مدينة بجاية.

على الرغم من أنّ محميّة تازة لا تُغطّي مساحة كبيرة، إلّا أنّها تُعتبر مُتنزّهًا مُتنوّعًا بسبب النّظم البيئيّة المتنوّعة فيه، والحياة البرّيّة الرّائعة التي يستمتع بها الزّوّار عند زيارة هذه المحميّة. تُعتبر حديقة تازة أحد محميّات الطبيعة في الجزائر التي تعترف بها اليونسكو، ومُدرجة على لائحتها، وتؤكّد على تفرّد هذه الحديقة الوطنيّة الرّائعة.

تمتلك حديقة تازة كهوفًا رائعة، وشواطئ رمليّة طويلة، وغابات جميلة، ومنحدرات أخّاذة، وفيها مجموعة متنوّعة من النّباتات، وأحد الحيوانات المهدّدة بالانقراض وهو القرد البربريّ. وتُعتبر الحديقة مكانًا مُفضّلًا لعشّاق الطّيور النّادرة مثل كاسر الجوز القبائليّ، ويوجد منه 350 طائرًا فقط.

مُناخ حديقة تازة مُعتدل نوعًا ما، ولا تنخفض درجات الحرارة فيها إلى مستوى التّجمّد، وقد ساعد هذا الجوّ المميّز على نموّ نباتات وأشجار متنوّعة مثل أشجار “نغت دبق”، وشجر قيقب مونبيلييه، ونوع من أشجار السّنديان، ونوع من الصّفصاف، وبالنّظر إلى مساحة المحميّة الصّغيرة فإنّ التّنوّع الحيويّ فيه كبير جدًّا.

حديقة تازة الوطنيّة

حديقة تازة الوطنيّة

حديقة القالا الوطنيّة

تُمثّل حديقة القالا أحد مناطق حماية الطبيعة في الجزائر، وهي واحدة من الحدائق الأكثر تنوّعًا وجمالًا فيها. أنشئت محميّة القالا في عام 1983، وأدرجتها اليونسكو كمحميّة للمحيط الحيويّ في عام 1990، لأنّ النّظام الطّبيعيّ فيها فريد من نوعه، وفيها الكثير من خبراء حماية الطّبيعة الذين يعملون فيها منذ إنشائها لضمان بيئة مناسبة لعيش الحيوانات والنّباتات فيها.

يضمُّ النّظام البيئيّ في حديقة القالا الوطنيّة تنوّعًا كبيرًا فهي تحتوي جبالًا خلّابة، وغابات كثيفة، والعديد من البحيرات، بالإضافة إلى نظام بيئيٍّ بحريّ. يسمح هذا التّنوّع البيئيّ الهائل لأكثر من ثمانين ألف حيوان وطائر مهدّد بالانقراض بالعيش في بيئة آمنة وملائمة. في الوقت الحاليّ، يستخدم الباحثون حديقة القالا الوطنيّة لعمل أبحاث عن الغابات والطّيور المائيّة، واليعسورات المفترسة، كما يقوم المرشدون بزيادة الوعي العام نحو البيئة لحوالي ثلاثين ألف زائر سنويّ للمحميّة.

تحتوي الحديقة على عدد كبير من أبراج مشاهدة الطّيور، لمحبّي الطّيور الطّموحين، وبالنّسبة للزّوار الأصغر سنًّا فإنّهم يتمتّعون باستكشاف حديقة الحيوانات المصغّرة والمتحف البيئيّ في المحميّة، وبعد إنشاء هذه المرافق وتعزيز التّنوّع البيولوجيّ في الحديقة، زادَ عدد الزّوّار الأجانب، وتعتبر الحديقة مكانًا جاذبّا للسّياحة للتّعرف على الطبيعة في الجزائر سواء للزّوّار، أم الجزائريّين.

حديقة القالا الوطنيّة

محميّة جبل البابور الطّبيعيّة

تقع محميّة جبل البابور في جبل بابور في شمال الجزائر، وهي مثال على مناطق الطبيعة في الجزائر الجبليّة، وتتكوّن في المقام الأوّل من أشجار الصّنوبر المتوسّطيّ، والغابات المختلطة، وهي منطقة بيئيّة توجد في سلاسل الجبال العالية في شمال إفريقيا، وتمتدّ حتّى جنوب إسبانيا. تعتبر محميّة جبل البابور موطنًا لقرود “المكاك البربريّ”، وهو نوع من القردة القديمة في العالم، ويعتبر مهدّدًا بالانقراض، وكذلك تُعتبر موطنًا لغزلان الأطلس والذي يُعرف باسم الأيل البربريّ، وزوّار هذه المحميّة محظوظون لرؤيتهم هذه الأنواع النّادرة في العالم.

تُشكّل جبال البابور جزءًا من جبال القبائل الصّغيرة في الجزائر، والتي تشكّل جنبًا إلى جنب مع منطقة القبائل الكبرى، جزءًا من سلسلة جبال أطلس الممتدّة المتوازية مع ساحل البحر الأبيض المتوسّط. في محميّة جبل بابور تُشكِّل المياه المتدفّقة والينابيع الجبليّة فيها مسارات رائعة وأخّاذة، والمناظر الطّبيعيّة فيها تحبس الأنفاس.

تُشكّل الطّيور في المحميّة ملاذًا رائعًا لهواة ملاحقة الطّيور، وتشمل الطّيور التي تعيش في محميّة جبل البابور ما يلي:

باعتبار غابات جبل البابور واحدة من غابات الجزائر القديمة القليلة المُتبقّية، تمّ تحويلها إلى محميّة في عام 1985، وتتمّ حراستها بشكل جيّد لمنع قطع الأخشاب أو الرّعي فيها، ولتبقى هذه المحميّة محافظة على بيئتها كأحد مناطق الطبيعة في الجزائر الأكثر أهمّيّة.

محميّة جبل البابور الطّبيعيّة

المراجع

 

Exit mobile version