ورد اسم الحليم في القرآن عدة مرات كما قال الله تعالي ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) وقد تعددت معاني الإسم التي ذكرت في العديد من كتب التفسير ولمزيد من المعلومات عن معنى اسم الله الحليم تابع معنا المقال التالي .
معنى اسم الله الحليم
ذكر بن جرير في تفسيره أن الحليم معناه أن الله تعالي لايعجل في صب سخطه علي من عصاه
وقال الخطابي في “: (الحليم هو الصفوح والمتسامح رغم امتلاكه القدرة , والمتأني الذي لا يعجل بالعقوبة )
وقال قِوام السنة الأصبهاني في ( حليم عمن عصاه , لأنه لو أراد أخذه في وقته أخذه , فهو يحلم عنه ويؤخره إلى أجله , وهذا الاسم وإن كان مشتركا يوصف به المخلوق , فحلم المخلوق حلم لم يكن في الصغر , ثم كان في الكبر , وقد يتغير بالمرض والغضب والأسباب الحادثة , ويفنى حلمه بفنائه ,
وقال ابن القيم في في معنى الحليم أنه الذي لايعاقب العبد ابدا بعقوبة تأديبا له علي عصيانه
قال السعدي في “تفسيره” : ( ان صفة الحلم يقصد به أن الله تعالي يمهل العاصين الفرص لكي يتوبوا ويدر عليهم جميع نعمه رغم كثرة زلاتهم )
ورد اسم الحليم في القرآن الكريم 11 مرة قوله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة:235].
المعنى اللغوي لإسم الحليم
الحليم تأتي من الحِلم بالكسرة و معناه في اللغة: الأناة والعقل. و جمعه على أحلام وحُلُوم. وأحلام القوم: أي حُلماءهم. والحِلمُ نقيض السفه،
أما الحُلمْ والحُلُمْ: فهو الرؤيا، والجمع أحلام، يُقال: حلم يحْلُم إذا رأى في المنام.
قال الراغب الأصفهاني: “الحِلْمُ معناه ضبط النفس عن هيجان الغضب”. قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا}
– يقول الغزالي رحمه الله:
أن الحليم هو من يري العبد يقوم بمعصية فيلتزم بضبط النفس وعدم الإسراع في إنتقامه مع قدرته علي ذلك ألا ترى قول الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل:61]، لكن الله سبحانه حليم.. فلو كان غير هذا لعجَّل بعقوبته على العصاة والمذنبين..
– الحلمُ مقترن بالحكمة لأن الحليم يضع الأمور في مواضعها الصحيحة
الحليم عز وجل هو الصبور.. فالحِلمُ مع القدرة على الفعل ولايُشترط ذلك في الصبر.. فالحليم لا يتأثر بالمرارة ولايشعر بوجودها وقد يشترك معه في ذلك الصبر ولكن لا يُشترط وجوده فيه.
فالحليم الصبور المُتصفُ بالحلم يتمهل ولا يتعجَّل بل يتجاوز عن الزلات ويعفو عن السيئات فهو سُبحانه وتعالى يُمهلُ عباده الطائعين ليزدادوا من الطاعة والثواب ويُمهل العاصين لعلهم يرجعون للطاعة والصواب ولو عجَّل لعباده الجزاء ما نجى أحدًا من العقاب ولكن الله هو الحليم ذو الصفح والأناة استخلف الإنسان في أرضه واسترعاه في مُلكه واستبقاه إلى يومِ موعود وأجلٌ محدود فأجَّل بحِلمه عقاب الكافرين وعجٍّل بفضله ثواب المؤمنين.
المراجع
