سيرة حياة ابو حامد الغزالي… حياته وتأثيره على الصوفية والفلسفة

تأثيره على الصوفية والفلسفة

مُقدّمة

أبو حامد محمد الغزالي هو واحد من أعظم الفقهاء الإسلاميّين، والعلماء والمفكّرين الصّوفيّين. تعلّم الغزالي مختلف فروع العلوم الإسلاميّة التّقليديّة في مسقط رأسه طوس، ومدينة جورجان ونيسابور في الجزء الشّمالي من إيران، وشارك في الممارسات الصّوفيّة منذ سنّ مبكّرة، وكان مُعترفًا به من قبل نِظام المُلك أحد السّلاطين السّلاجقة.

مقدّمة
مقدّمة

حياته

يمكن تقسيم حياة الغزالي إلى ثلاث فترات رئيسيّة:

الأولى هي فترة التّعلُّم في مسقط رأسه ثُمّ في مدينة جورجان، ثُمّ في نيسابور، وانتقاله إلى بلاط نظام المُلك السّلجوقيّ الذي عيّنه رئيسًا للمدرسة النّظاميّة في نيسابور بعد وفاة مُعلّمه إمام الحرمين الجويني.

أمّا الفترة الثّانية من حياة الغزالي كانت مسيرته المُذهلة في الفقه الإسلاميّ، ومع أنّ هذه الفترة كانت قصيرة إلّا أنّها مُهمّة، ولكن بعد اغتيال نظام المُلك السّلجوقيّ، ووفاة السّلطان ملك شاه وانتشار الفوضى السّياسيّة، قرّر الغزالي ترك بغداد والتّخلّي عن حياته المهنيّة.

يُمثّل تركه لبغداد بداية الفترة الثّالثة من حياته وهي فترة التّقاعد، ولكنّه درّس فترة قصيرة في المدرسة النّظاميّة في نيسابور، وعاش حياة صوفيّة وتنقّل بين سوريا وفلسطين قبل عودته إلى طوس، حيث استمرّ في عمله في الكتابة والتّعليم إلى أن توفّي في عام 1111 للميلاد.

منذ خمسينيات القرن العشرين، ظهرت بعض المحاولات الجديدة لفهم حياته في سياقها السّياسيّ والتّاريخيّ الأوسع، قد لا يكون تحوّل الغزالي من الفقه إلى الصّوفيّة مُجرّد نتيجة لتطوّره الشّخصيّ، بل كان أيضًا مظهرًا لمرحلة جديدة في فهم الإيمان، مثلًا حاول الغزالي إحياء كامل بنية العلوم الدّينيّة على أساس التّصوّف؛ حتّى يُعيد مفهوم الإيمان الحقيقيّ الذي أصبح شكليًّا بسبب الارتباك السّياسيّ والاجتماعيّ الذي كان سائدًا في المجتمع في عصره، وجادل للاعتراف الرّسميّ بالصّوفيّة في عصره وتزويدها بأُسس فلسفيّة قويّة.

حياته

الصّوفيّة

شرح الغزالي في سيرته الذّاتيّة لماذا تخلّى عن مسيرته اللّامعة في الفقه وتحوَّل إلى الصوفية: بسبب إدراكه أنّه لا توجد وسيلة لمعرفة معيّنة، أو اقتناع بحقيقة الوحي إلّا من خلال الصّوفيّة، وربما يرتبط هذا الإدراك بانتقاده للفلسفة الإسلاميّة، في الواقع، إنّ دحضه للفلسفة ليس مجرّد نقد من وجهة نظر معيّنة، لأنّ موقفه تجاه الفلسفة كان متناقضًا، كانت الفلسفة عنده موضوعًا ونقدًّا وموضوعًا للتّعلُّم. أتقن الغزالي الفلسفة ثمَّ انتقدها من أجل إضفاء الطّابع الإسلاميّ عليها، وتكمن أهمّيّة نقده في برهانه الفلسفيّ على أنّ حُجج الفلاسفة الميتافيزيقيّة (ما وراء الطّبيعة) لا يمكنها أن تصمد أمام اختبار العقل، ومع ذلك اضطر أيضًا إلى الاعتراف بأنّ اليقين الذي كان يبحث عنه بشدّة حول وجود الله سبحانه وتعالى لا يمكن الحصول عليه عن طريق العقل، وفي وقت لاحق من خلال خبرته الدّينيّة الخاصّة، عمل على إعادة بناء العلوم الدّينيّة على أساس الصّوفيّة، وإعطاء أساس نظريّ لها تحت تأثير الفلسفة، وهكذا أصبحت الصّوفيّة معترفًا بها بشكل عامّ في المجتمع الإسلاميّ، ولم تنجُ الفلسفة الإسلامية طويلًا من نقد الغزالي.

الصّوفيّة

تأثيره على الفلسفة

بسبب آراء الغزالي وانتقاداته للفلسفة انخفض الاهتمام بها بسرعة في العالم الإسلاميّ، وبعد قرن تقريبًا حاول ابن رُشد دحض آراء الغزالي في كتابه تهافت التّهافت، وكتابه فصل المقال ولكن لم يسعهُ إيقاف النّظرة السّلبيّة تجاه الفلسفة، ولكن تمّ استيعابها تدريجيًّا.

شيوخ الغزالي

شيوخ رواية الحديث:

يُقال إنّ الغزالي في نهاية حياته ركّز على دراسات الحديث، وهؤلاء بعض شيوخه:

مؤلّفاته

يُنسب إلى الغزالي أكثر من أربعمئة عمل، لكنّه على الأرجح لم يكتبها جميعها، وكثيرًا ما تمَّ العثور على نفس العمل بعناوين مختلفة في المخطوطات، ولكنّ العديد من مخطوطاته لم يتمَّ فحصُها بعناية، كما تمّ إثبات كذب نسبة بعض الكتب له، وبعضها الآخر مشكوك في صِحّته، وأعماله الموجودة والحقيقيّة إلى الآن لا تتجاوز الخمسين عملًا، ومنها:

مؤلّفاته

المراجع

 

Exit mobile version