كيفية التعامل مع الطفل الذي يحب التملك
حب التملك عند الاطفال من الصفات السيئه التي يكتسبها اي طفل ، لذلك يجب التدخل من الأسره لكي تمنع هذه الصفه قبل ان تنغرز في نفس الطفل ، فخصصنا هذا المقال للحديث عن كيفية التعامل مع الطفل الذي يحب التملك .
كيفية التعامل مع الطفل الذي يحب التملك
تلعب الأسره دوراً هاماً جداً في تقوية حب التملك أو تضعيفه وتخفيف حدته عن الطفل منذ الصغر ، فهذا الميل الفطري عند الأطفال إذا لا يتم منعه والحد منه منذ الصغر فيصبح مؤذياً للطفل وبؤدي بيه إلي الخطر والإنحراف ، فالإنسان يرغب في ملك كل شئ بدون توقف ويبتلع من كل صوب حقاً وباطلاً دون روية او عقل وتبدأ عند الإنسان من الصغر بأخذ العاب غيره والتحكم بها ، فذكر النبي صلي الله عليه وسلم في حديثة الشريف وقال ” لو كان لابن آدم واديان من ذَهَبٍ لتمنى لهما ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ” (واه البخاري ومسلم ) ، فيفسر هذا الحديث ان الاندفاع وراء إشباع رغبه حب التملك لن يصل الإنسان إلي إشباعها حقيقه لكن ستزيد هذه الرغبه بداخله وتتنامي ولا يستطيع توقفها مهما حصل لانه سيصبح طبع فيه ، لذلك ضروره التحكم بها عند الطفل منذ الصغر .
يجب علي الأسره العاقله والحكمة ان تقوم بالحد من هذه الرغبه عند الطفل من خلال التربيه الأسريه الناجحه القائمة علي التقوه والقدوه الحسنه والتلقي الجيد علمياً ونظرياً ، فالطفل لا يتطيع التميز بين ما هو له وما هو لغيره وخاصاً الاطفال في عمر السادسه ، فتري الطفل يطلب كل ما يرغب فيه بدون توقف او حدود ، مثل الرغبه في العاب الاخرين او بثوب أخيه أو يمنع أحد من أخذ اي شئ ويرغب هو بأخذ كل الأشياء فلا يستطيع الطفل بدون التربيه الحسنه التحكم في هذه الرغبه .
تحديد الملكيات
يجب علي الوالدين منذ الصغر ان يأصله مبدأ تحديد الملكيات عند الأطفال من خلال نحديد ملكياتهم اولاً ، ليعرفون من لهم من أشياء وما لغيره من ممتلكات فيجب عليه احترامها ولا يتعدي ملكياته ، وضروره تحفيظ طفلك لحديث النبي صلي الله عليه وسلم ” لا يحل لامري أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه ” (رواه ابن حبان) ، فإذا تعدي بعد ذلك احد خواته علي ممتلكاته الخاصه كالالعاب وغيره وقام الطفل بمنعه فهذا رد طبيعي يكون دليلاً علي انه قد علم وفهم حدود ممتلكاته الخاصة ويعني ذلك انه استطع فهم انه ليس لأحد يستطيع أخذ منه شئ إلا بموافقته ، اما إذا قام هو فعل نفس الشئ والتعدي علي ممتلكات اخواته فومنعه فهذابمثابه درساً علمياً للطفل يدرك من خلاله ليس من حقه التعدي علي ممتلكات غيره ، ويفضل إلا تكون العاب الاطفال متشابه حتي لا تحدش تشابه بينهم ومشاغبه لا يعرف كل منهم ما له وما ليس له .
احترام الملكيات
يجب علي الوالدين أن يبدأ بتعليم الطفل احترام الملكية فعليهم إرشاد فطرة حب التملك عن الطفل وتهذبها وتوجهها الوجهه الصحيحة ولا يترك لها المساحه حتي لا تزداد عن الطفل فيتعود الطفل علي الجشع والعدوان والطمع علي ممتلكات الآخرين ولكن بانضباط وليس حرمانه ثم معاقبته علي فعل شئ لان بذلك ليس عليه خطأ فهو لا يستطيع التحكم في ملكيتة الخاصه فيلجأ إلي ملكيات الآخرين ، فبذلك نرحمه من الفطر الله التي فطرها علي الإنسان ، لذلك ينبغي إشباع رغبه حب الملكية عند الأطفال دون حرمانهم حتي لا يشعرون بألم الحرمان ولا تبذير حتي لا يصاب الطفل بالإسراف او التعدي علي الغير .
أشباع رغبه الطفل
يجب علي الوالدين بضروره إشباع رغبه الطفل في تملك النقود ، بأن يعطي المصروف اليومي او الأسبوعي بأنتظام ودون انتقطاع حتي لا ينظر إلي غيره من الأطفال ويستطيع شراء كل ما يرديه من ألعاب وحلوي أو غير ذلك ، فهذا يعني الكثير من القيم الإيجابية بالنسبة له ، وليس فقط تدعيم الشعور بالملكية الخاصه فقط بل يساعده علي تنمية قدراته علي التوفير والكرم والعطاء والتدبير والادخار للغير ولا يجعله يتطلع إلي ما في إيد غيره والتعدي عليها .
إعطاء الطفل فرصه لكي يستطيع ان يجمع المال والإدخار ليستطيع شراء كل ما يريده ويشبع رغبته الفطريه في حب التملك ولكن يجب علي الوالدين ضروره الوضوع له الفرق بين الشح المذموم والادخار المحمود .
إبراز الوالدين في ذهن الطفل من صغره المعني الحقيقي للغني كما وضحه النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف وقال ” ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس ” (رواه البخاري ، ومسلم) فالمندفع وراء حب التملك بدون عقل او حكمه ولا روية ، لن يشعر بالاكتفاء والغني مهما جمع ، ولكن سيظل يطلب بالمزيد بلا حدود ، وضروره تعليم الطفل أصول الدين وان يرضي بما كتبه الله له .