الوهاب هو اسم من أسماء الله الحسنى التي اختص الله بها نفسه، الوهاب هو الواهب المعطى بدون حساب، ودون مقابل، فالله هو المعطى المانح الواهب بالكثير من النعم لعباده، ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على معنى اسم الله الوهاب
معنى اسم الله الوهاب
- الوهاب هو الله الذي يهب ويعطي لخلقه دون حساب، ودون مقابل، ودون انتظار العوض، قهو يعطى العبد من أجل مصلحته، فالله هو العاطي، هو المانح، هو الوهاب، فالولد هبه، والزوجه هبه، والصحة هبه، والأهل هبه، والمال هبه.
- معنى الوهاب لغة: الوهب هو العطاء، فيقال أن الهبة هي العطية من الله لعباده والخالية عن الأغراض، والأعواض، فالله يعطي بلا مقابل، بلا عوض، وبلا غرض، وكذلك دون استحقاق، فإنما يعطيك الله لمصلحتك.
- هذا ولقد ورد اسم الله الوهاب في القرآن ثلاث مرات:
- يقول تعالى(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
- يقول الله عزوجل: (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ)
- كما قال الله على على لسان نبيه سليمان عليه: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
معنى اسم الله “الوهَّاب” في كلام العلماء:
- يقول الإمام الطبري: الوهاب “أي المُعطي عباده التوفيق والسداد للثبات على الدين وتصديق الكتاب وتصديق المرسلين”. ويجب أن نتواصى بهذا المعنى في زمن الفتن، من أجل أن يمدنا بالثبات، حيث ذكر الله في أول مقام {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا…}
- وقال أيضا أن: “الوهَّاب أي يهب لمن يشاء ما شاء من مُلكٍ وسلطان ونبوة”
- وقال الخطابي: أن “الوهَّاب هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استفادة” أي بدون مصلحة أو طلب للثواب
- ويقول الحُليني: “وهو المُتفضل بالعطايا المُنعم بها لا عن استحقاق عليه”.
- ويقول النسفي: “الوهَّاب هو الكثير المواهب، المُصيب بها مواقعهم، الذي يقسمها على من تقتضيه حكمته”؛ أي يفيض على الكل بالخير وفق الحكمة.
- قال الإمام ابن القيم في النونية: “وكذلك الوهَّاب من اسمائه فانظر مواهبه مدى الأزمان أهل السماوات العلا والأرض عن تلك المواهب ليس ينفكان”.
هبات الله على الإنسان
يقول بعض العلماء بأن هبات الله عزوجل للإنسان عديدة وتحتاج لأن ينظر لها الإنسان، فلقد قالوا موجهين حديثهم للفرد بأن : “انظر أيها الإنسان لهبات الله سبحانه وتعالى عليك، فلقد تتابعت نعمه عليك، وفاض وزاد كرمه، فهو يغفر ذنبك، ويفرج كربك أيضا، كما يُجبر كسيرًا، ويقوم بغنى الفقير، كما يشفي السقيم، ويُخصِب العقيم، ويقوم بتعليم الجاهل، ويهدي الله الضالً، وكذلك يُرشد الحيران، ويفك الأسير، كما يكسو الله العاري، ويُسَّلي كذلك الصابر، ويزيد الشاكر، كذلك يقبل الله التائب، ويُجزي المحسن، ويعطي الله المحروم، وينصر المظلوم، وينتقم من الظالم، كما يقيل الله عثرةً، ويستر العورةً، ويؤمن الله الروعةً، ويُزيد اللوعةً”، فالله سبحانه هو الوهاب:
- يهب الله الولد الصالح {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
- ويهب الله الزوجة {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}
- ويقول الله عزوجل عن نبي الله زكريا: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ…}
- يهب الله الأهل، فيقول الله في حق نبي الله أيوب: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا…}
- يهب الله الأخ الصالح ، فإذا رزقك الله بالأخ الصالح ليكون سند وعون لك ففي الدنيا وعونا على طاعته فهو هبه منه، يقول الله تعالى عن سيدنا موسي حين أرسل معه أخوه هارون: {وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً}
- النبوة هبة، يقول الله سبحانه وتعالى عن نبي الله موسى: {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
- الأخلاق الطيبة هبة، فيقول النبي صل الله عليه وسلم في دعائه: (اللهم أهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت) صححه الألباني.
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني