معنى اسم الله اللطيف.. دليلك الكامل للتعرف على اسم الله اللطيف ومعناه
اسم اللطيف واحد من أسماء الله الحسنى الذي اختص الله عزوجل نفسه به وذكر في الكتاب والسنة، قال تعالى: ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ )، كما قال عز وجل: ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفا خَبِيرا )، ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على معنى اسم الله اللطيف
معنى اسم الله اللطيف
- المعنى اللغوي لإسم الله اللطيف
- اللطيف هو صفة تشبه للموصوف باللطف، فعل اللطيف: لطف يلطف لطفًا.
- لطف الشيء هنا يعني رقته، وخفته على النفس، واستحسانه، هذا ويطلق أيضا على الشيء المحجوب الخفي، ويقال اللطف: يعني “الرقة، والرفق، والحنان”.
- فاللطيف هو أحد أسماء الله سبحانه وتعالى، وورود هذا الإسم بالقرآن الكريم سبع مرات، من بينها قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وقوله عزوجل: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وقوله تعالى: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)، وقوله تعالى أيضا: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
معنى اسم الله اللطيف ودلالته بحق الله تعالى:
المعنى الأول:
- اللطيف هو الله سبحانه الذي اجْتَمعت له كل طرق العلمُ بدَقائق المصَالح، والقيام بإيصَالها لخلقه ممَن قدرها له مع الرفق والرقة، في التنفيذ، والفِعْل، قال تعالى: {اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ..}.
- فالله هنا قريب من عباده لطيفٌ بهم، يعامل سبحانه وتعالى المؤمنين برأفة، وعطف، وإحسان، كما يدعو كل المخالفين له للتوبة وطلب الغفران مهما بلغ العصيان بهم.
- فالله هو اللطيف بعباده العالم بدقائق أحوالهم، والذي لا يخفى عنه أي شيء مما وجد في صدورهم، قال تعالى: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ}.
- ولقد قال لقمان الحكيم لإبنه وهو يعظه: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}، واقترن هنا اسم الله اللطيف باسم الله الخبير، ويدل على أن الله سبحانه وتعالى مطلِّع على كل بواطن الأمور، ودائم اللطف بعباده، فهو عزوجل لا يُقدِر لعباده إلا ما فيه الخير لهم، والله تعالى يقول: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
- ويقول ابن القيم “ما يَبْتَلِي الله بهِ عبادَهُ من المصائبِ، وَيَأْمُرُهُم بهِ من المكارهِ، وَيَنْهَاهُم عنهُ من الشَّهَوَاتِ، هيَ طُرُقٌ يُوصِلُهُم بها إلى سعادتِهِم في العاجلِ والآجلِ، وقدْ حُفَّت الجنَّةُ بالمكارهِ، وَحُفَّت النارُ بالشهواتِ”
- وقدْ قَالَ رسول الله صل الله عليه وسلم: “عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ” (صحيح مسلم).
- فالقضاءُ دائما ما يكون كُلُّهُ خَيْرٌ لِمَنْ قد أُعْطِيَ الصبر والشكرَ.
المعنى الثاني:
- اللطيف هنا بمعنى الله اللطيف الذي يعمل علي تيسير أمور عباده، ويستجيب لدعائهم، فالله عزوجل هو المحسن لعباده في ستر وخفـــاء من حيث لا يعلمون.
- فنعم الله تعالى على عباده ظاهرة وعديدة لا يمكن للعادون احصائها، ولا يمكن للجاحدون نكرانها.
- فالله هو من يرزق عباده بفضله من حيث لايعلمون: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}، وقال سبحانه: {اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}.
- هذا و يحاسب الله المؤمنين بفضله ورحمته حسابًا يسيرًا، ويحاسب دونهم من المخالفين له وفق حكمته وعدله.
المعنى الثالث:
- الله اللطيف هو الذي لطف عن أن يرى أو يُدرك، وهو كذلك لطف الحجاب لكمال الله عزوجل، فإن الله سبحانه وتعالى لا يُرى بالدنيا حكمة، ولطفًا، ولكنه يُرى بالآخرة محبة، وإكرامًا.
- ولذلك قال تعالى عن رؤية الناس له جل جلاله في الدنيا: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ..}، كما قال سبحانه: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ}.
- يقول الإمام ابن القيم في (القصيدة النونية:244) وهوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ وَلِعَبْدِهِ *** واللطفُ في أوصافِهِ نَوْعَانِ إدراكُ أسرارِ الأمورِ بِخِبْرَةٍ *** واللطفُ عندَ مَوَاقِعِ الإحسانِ فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدِي لُطْفَهُ *** والعبدُ في الغَفَلاتِ عنْ ذا الشَّانِ
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني