الصلاة هي عماد الدين الإسلامي، وتعد من أعظم الفرائض، والواجبات بعد الشهادتين، ولقد تعددت الأدلة من القرأن والسنة النبوية التي تؤكد علي وجوب الصلاة ومن بينها، قول الله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، وقوله أيضا: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)، ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف معا على أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها
أهمية الصلاة وفضلها ومكانتها
أولا: أهمية الصلاة
منزلة الصلاة كبيرة جدا في الإسلام ، لاتصل لمنزلتها أي من العبادات الأخرى ويرجع ذلك إلى أن:
-
الصلاة هي عماد الدين الذي لا يقوم الدين إلا به
- والدليل على ذلك قول الحبيب المصطفي في الحديث الذي رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده، وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد” رواه الترمذي 2616 وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2110.
-
الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام
- الصلاة تلي الشهادتين في أركان الإسلام ويدل هذا على أن الإلتزام بها يكون دليل على صحة العقيدة وسلامتها، وكذلك دليل على صدق ما وطن القلب، ولقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحجِّ البيت، وصوم رمضان ” رواه البخاري 8 ومسلم 16.
-
مكان فرض الصلاة
- مكانة الصلاة خاصة ومختلفة عن سائر العبادات وذلك لمكان فرضيتها حيث لم ينزل بها ملك للأرض، بل شاء الله عزوجل أن يمن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويعرج به إلى السماء، ويخاطبه الله بشكل مباشر عن فرضية الصلاة.
- ولقد فرضت في بادئ الأمر بخمسين صلاة، وحصل التخفيف بعد ذلك في عددها نزولا لخمس فروض، لكن بثواب الخمسين.
-
الله يمحو الخطايا بها
- حيث روى البخاري (528) ومسلم (667) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَفِي حَدِيثِ بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ ) ، قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: ( فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا ) ” .
5. الصلاة هي أول ما يُحاسب الله العبد عليه يوم القيامة
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ ” رواه النسائي 465، والترمذي 413، وصححه الألباني في صحيح الجامع 2573
6. الصلاة هي باب الفلاح، وضايعها ضياع للدين كله
- فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ” رواه مسلم 82.
- فينبغي على المسلم أن يحرص جيدا على أداء صلاته في وقتها، وألا يسهو عنها، أو يتكاسل عن أدائها، فلقد قال الله تعالى: (فويل للمصلين . الذين هم عن صلاتهم ساهون)
- كما توعدَّ الله سبحانه وتعالى للمسلم الذي يضيَّع الصلاة بقوله: (فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً).
ثانيا: فضل الصلاة
- تكفِّر الصلاة الخطايا و الذنوب، فدائما ما يحتاج العبد إلى ما يكفر خطاياه التي قوم بها بدون قصد أو قصد ويقلل من تأثيرها عليه، فتأتي الصلاة حتي تغسل المسلم من الذنوب وتثقل من حسناته، وتقربه للجنة بعد أن تبعده عن النار.
- تنهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر والبغي، وتدعو للأمر بالمعروف واتباع الطاعات والعي لرضا الله ومغفرته.
- الصلاة هي النور الذي يقذفه الله في قلب العبد لينير له طريق الخير والفلاح ويأخذ بيده من خلالها للطريق المستقيم.
- تحمي الصلاة المسلم من الفزع والهلع، وتعينه على الصبر على الشدائد والمصائب، وذلك لأن الصلاة تعلق قلب المسلم بالله تعالى، والأخرة مما يقوي قلبه على التحمل.
- تفتح الصلاة للمسلم أبواب الرزق، وتوسِّع له في الخيرات.
- قال الله تعالي في فضل الصلاة (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) كما قال: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
ثالثا: مكانة الصلاة في الإسلام
ترجع أهمية مكانة الصلاة في الإسلام إلى:
- أنّها ركنٌ مهم من أركان الإسلام، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)
- الصلاة هي آخر ما وصى به الرسول صل الله عليه وسلم المسلمين وهو في سكرات الموت، كما روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان آخر ُكلامِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الصلاةَ الصلاةَ! اتقوا اللهَ فيما ملكت أيمانُكم).
- الصلاة هي أول ما سيحاسب الله عليه العبد يوم القيامة، فكما قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ).
- الصلاة هي أداة التُفرّيق بين المسلم والكافر، فلقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بين الرجلِ وبين الشركِ والكفرِ تركُ الصلاةِ).
- أحب الأعمال إلى الله عزوجل هىي الصلاة في وقتها، فقد (سأل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- النبي -عليه الصّلاة والسّلام- عن أحب الأعمال إلى الله، فقال: (الصلاة على وقتها).
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث
المصدر الرابع