سيرة حياة الامام الشافعي
سيرة حياة الامام الشافعي
اسم الامام الشافعي
محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة. يرتبط نسبه مع الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عند عبد مناف بن قصي.
قصّة نسب أمّه أنّه ابن فاطمة بنت الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، رواية شاذّة ولا يؤخذ بها، والصّحيح أنّ أمّه يمانيّة من الأزد، وقيل من قبيلة بني أسد العربيّة، ولكنّها ليست قرشيّة.
طفولته
ولد الإمام الشافعي في العام الذي توفّي فيه الإمام أبو حنيفة، عام 150 للهجرة، في عسقلان في غزّة، وعندما أصبح عمره سنتين أخذه والده للعيش مع عائلة أمّه اليمنيّة في الحجاز، وبقي عندهم حتّى بلغ سنَّ العاشرة، ثمّ أخذته عائلته إلى مكّة ليعيش معهم خوفًا من أن يُنسى نسبه الشّريف.
تعليمه
كانت عائلة الإمام الشافعي فقيرة جدًّا في شبابه، ولم تكن قادرة على دفع تكاليف تعليمه، ولم يكن مستوى معلّمه الأوّل جيّدًا بما يكفي، وعندما كان لا يحضر إلى الدّرس كان الإمام الشافعي يغتنم الفرصة ويعلّم الطّلّاب بدلًا من المعلّم، وعندما رأى المعلّم ذلك أصبح يفسح مجالًا للإمام الشافعي حتّى يُعلّم الطّلاب، واستمرّ في التّعلّم والتّعليم، وأتمّ حفظ القرآن الكريم في سنّ السّابعة.
يقول الإمام الشافعي عن تعليمه وهو صغير: بعد أن انتهيت من تعلُّم القرآن، كنت أذهب إلى المسجد، وأجلس مع العلماء، وأستمع لأقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والأمور الدّينيّة، كنت أعيش في مكّة بين سُكّان الخيام في حالة فقر لم أستطع معها حتّى أن أتحمّل ثمن شراء الورق، فكنت أودّ أن أكتب على الجلد.
موقف آخر من أيّام طفولته: اعتاد الإمام أن يتلقّى الحديث في المسجد النّبويّ، وهو في سنّ الثّالثة عشرة، وكان صوت الإمام عذبًا جدًّا، ويقول الحكيم بحر بن ناصر: عندما كنّا نريد أن نبكي عند استماع القرآن، كُنّا نذهب إلى الشّاب المطلبيّ، ويقصد الإمام الشّافعي.
عائلته
تزوّج الإمام الشافعي من حميدة بنت نافع بن عيسى بن عمرو بن عثمان بن عفان، وأوّل أبناءه هو محمد أبو عثمان، وكان قاضيًا في المدينة المنوّرة، ونشأ في سورية. والثّاني والثّالث هما فاطمة وزينب.
شيوخه
مسلم بن خالد الزّنكيّ وهو مفتي مكّة المكرّمة في عام 180 للهجرة، وسفيان بن عينية الهلاليّ وهو أحد العلماء الثّلاثة البارزين في وقته في مكّة، الإمام مالك بن أنس، وكان الإمام الشافعي يُسمّع ما يحفظ من كتاب الموطّأ أمام الإمام مالك، وبقي الشافعي في المدينة المنورّة، حتّى وفاة الإمام مالك عام 179 للهجرة.
بالإضافة إلى المُحدّث إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلميّ، ووكيع بن الجراح بن مليح الرّواسي الكوفيّ، ومحمد بن حسن الشّيبانيّ البصريّ، وهو طالب مميّز من تلاميذ الإمام أبو حنيفة، وحمّاد بن أسامة بن زيد الكوفيّ، وعبد الوهّاب بن عبد المجيد البصريّ، وغيرهم الكثير.
صفاته ورأي العلماء به
كان الإمام الشّافعيّ فصيحًا في الكلام، وعلى معرفة واسعة باللّغة العربيّة، وساعد حفظه للقرآن الكريم وهو صغير، على اطّلاعه على جوانب واحكام إسلاميّة لم يصل غيره من معاصريه إليها.
كان الإمام الشّافعي صاحب نظرة عميقة في مبادئ الحديث، وفهم عميق لتميّيز الحديث الصّحيح من غيره، وكان فهمه عميقًا لمبادئ الفقه.
اعتاد أن يقول الإمام أحمد بن حنبل: كنّا نميل إلى أصحاب أبي حنيفة حتّى رأينا الشّافعي، كان الأكثر دراية في كتاب الله وسنّة نبيّه عليه الصّلاة والسّلام.
يقول عنه الحميدي: كنا نرغب في دحض حجج العشّاب الرّاعي، لكنّنا لم نكن على علم بذلك حتّى جاء الإمام الشافعي وفتح الطريق أمامنا.
سُئل ابن رباحي مرّة: كيف استطاع الإمام الشّافعي على تأليف كلِّ هذه الكتب في سنٍّ مبكّرة، فأجاب: إنّ الله سبحانه وتعالى خصَّه بالذّكاء والنُّضج في شبابه.
مؤلفاته
كتاب الأم
هو واحد من أعمال الإمام الشافعي ولكنّه نسب إلى تلميذه الربيع المرادي.
كتاب الرّسالة
هو أوّل كتاب للإمام الشافعي في موضوع أصول الفقه، وكُتب بناءً على طلب عبد الرّحمن المهدي.
كتاب الإملاء
أشار الإمام النّووي على الإمام الشّافعي أن يكتبه، وموضوعه عن الفقه والاختلاف
اختلاف العراقيّين
هو أحد أعمال الإمام الشافعي، والعراقيّان اللّذان يُشير العنوان لهما: أبو حنيفة، ومحمد عبد الرّحمن أبي ليلى. وهذا الكتاب كان جزءًا من كتاب الأمِّ، وهو بنصف حجمه.
كتاب جماع العلم
نَسبَ ابن السّبكيّ نسختين من جماع العلم إلى الإمام الشّافعي، هما: جماع العلم الكبير، وجماع العلم الصّغير.
وفاته
مرض الإمام الشافعي في آخر حياته مرضًا شديدًا، وتوفّي في مصر ليلة الخميس بعد صلاة العشاء من آخر يوم من رجب من عام 204 للهجرة، ودُفن يوم الجمعة في القاهرة، وله مسجد في حيّ الإمام الشافعي، في القاهرة.
المراجع
- http://www.islamcan.com/islamic-articles/biography-of-imam-shafi-ra.shtml
- https://saaid.net/bahoth/23.htm
- http://shafiifiqh.com/3/48/a-few-important-books-in-shafi-i-fiqh