سيرة حياة ابي حنيفة

سيرة حياة ابي حنيفة

by محمود عاطف
سيرة حياة ابي حنيفة

الإمام أبو حنيفة النّعمان بن ثابت الكوفيّ، هو إمام الأئمّة الأربعة، وصاحب المذهب الحنفيّ، كان مجتهدًا مرموقًا، وشخصًا موثوقًا، وقادرًا بصدق، وممتنعًا بحكمة، وورعًا.

الإمام أبو حنيفة هو أوّل من حدّد مبادئ الفقه، وسبق الإمام مالك بعشر سنوات، والإمام الشّافعي بجيل، والإمام أحمد بمئة عام. درس الإمام أبو حنيفة مع الإمام جعفر الصّادق، وكان عظماء العلماء يستفيدون من إرثه عندما يأخذون على عاتقهم مهمّة دراسة الفقه.

مولده ونشأته

ولد الإمام أبو حنيفة في الكوفة في العراق، عام 80 للهجرة، الموافق 699 للميلاد. في عهد الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان، كان والده تاجرًا ويبلغ من العمر أربعين سنة عندما ولد له أبو حنيفة. من المُسلَّم به عمومًا أنّ أبا حنيفة من أصل غير عربيّ، ويُسجّل المؤرّخ الخطيب البغداديّ عن حفيده إسماعيل بن حمّاد، أنّ نسبه مثل ثابت بن نعمان بن مرزبان، وادّعى أنّه من أصل فارسيّ.

ولد الإمام أبو حنيفة بعد مرور 67 عامًا على وفاة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ولكنّ بعض الصّحابة كانوا موجودين حتّى فترة شباب أبي حنيفة، مثلًا الصّحابي أنس بن مالك توفّي في عام 93 للهجرة، والصّحابيّ أبو طفيل عامر بن واثلة الذي توفّي عام 100 للهجرة، وكان عُمرُ أبي حنيفة عشرين سنة.

إلّا أنّ أبا حنيفة يعدُّ في كتبه ستّة عشرة من الصّحابة الذين عاصرهم وهم: أنس بن مالك، عبد الله بن أنيس الجهنيّ، عبد الله بن الحارث بن جبل الزّبيديّ، جابر بن عبد الله، عبد الله بن أبي عوفه، واثلة بن الأسقع، معقل بن يسار، أبو طفيل عامر بن واثلة، أمير بن وائل، عائشة بنت عجرد، سهل بن سعد، السّائب بن خلّاد بن سويد، السّائد بن يزيد بن سعيد، عبد الله بن سمرة، محمود بن الرّبيع، عبد الله بن جعفر، أبو أمامة الباهليّ.

صفات ابي حنيفة

كان الإمام أبو حنيفة واحدًا من أعظم المجتهدين، وكان مُخطّطًا عظيمًا للمدينة، وكان مسؤولًا عن تخطيط مدينة بغداد عندما أسّسها المنصور عام 765 للميلاد، كان أبو حنيفة عالم رياضيّات من الدّرجة الأولى، وكان على دراية بمفاهيم الكثافة المحدّدة، والحجم المحدّد، ونفّذها عمليًّا.

بالنّسبة للجانب الفلسفيّ عند أبي حنيفة، قال عنه الفيلسوف الألمانيّ هيغل: إنّه أسّس عمله الجدليّ الهيغليّ قبل أكثر من ألف سنة، من مبادئ الفلسفة الهيغيليّة التي أصبحت معروفة في القرن السّابع عشر. منطلق هذه الفلسفة الرّئيسيّ: تنشأ حقيقة جماعيّة أعلى، عندما تتنافس العديد من الحقائق الفرديّة.

لم يحصر الإمام أبي حنيفة نفسه في حقل ثقافيٍّ واحد، كان ناسكًا، وأكاديميًّا، ويعتكف في المساجد، ورجلًا ثريًّا، وتاجرًا ناجحًا، وإنسانًا رائعًا عاش بين عامّة النّاس بحماس وإيمان، وساهم في المجتمع الذي عاش فيه.

مسجد أبي حنيفة

يقع مسجد أبي حنيفة على ضفّة نهر دجلة، الآن على بعد ستّة كيلومترات تقريبًا، من وسط بغداد، وتحديدًا في منطقة الأعظميّة، ويجذب الزّوار إليه من تركيا، والبوسنة، وآسيا الوسطى، وأفغانستان، وباكستان، والهند، وبنغلادش، بل من جميع أنحاء العالم الإسلاميّ.

تحيط بالمسجد المقبرة القديمة، التي كانت تُسمّى خلال فترة الدّولة العبّاسيّة “مقبرة الخيزران”، سمّيت بهذا الاسم على اسم أمّ الخليفة هارون الرّشيد، وهناك العديد من المقابر للخلفاء العبّاسيّين والشّخصيّات المهمّة.

على الضّفّة المقابلة لمسجد أبي حنيفة يقع قبر الإمام موسى الكاظم، أحد علماء المسلمين، وهو الإمام السّابع عند الفرقة الشّيعة الثّانية عشرة وسمّيت الضّفّة الغربيّة لنهر دجلة الكاظميّة على اسمه.

شيوخ أبي حنيفة

الإمام جعفر بن محمد الصّادق، وعامر بن شُرحبيل الشّعبي، عديّ بن ثابت، علقمة بن مرثد الحضرميّ، منصور بن عمر، محمد بن المنكدر المدنيّ، شعبيّ الكوفيّ، سماك بن حرب، قتادة البصريّ، قيس بن مسلم الكوفيّ، زياد بن علاقة.

تلاميذه

كان للإمام أبي حنيفة آلاف من الطُّلّاب، وكان الإمام أبو يوسف القاضي، والإمام محمد بن مبارك، أشهر طُلّاب. كان للإمام أبي حنيفة مجلس فيه أربعين طالبًا، وقد ورَدَ أنّه تحدّث في 83 ألف قضيّة فقهيّة.

اعتاد طُلّاب أبي حنيفة مناقشة أيّ قضيّة ترِدُهُم لشهورٍ عديدة، والتّوصّل إلى نتيجة بالإجماع، واعتاد المجلس على حلّ مشاكل المجتمع، وفقه الإمام أبي حنيفة متوافق مع العصر الحديث.

أصبح ثمانية وعشرون طالبًا من تلاميذ أبي حنيفة، قضاة في مدن وبلدان مختلفة، وأصبح ثمانية منهم يصدرون أحكامًا قانونيّة وفقًا للقرآن والسّنّة.

من تلاميذه المشهورين:

عبد الله بن مبارك، أبو بكر بن عيّاش، حمّاد ابن أبو حنيفة، محمد ابن حسن، جعفر بن عون، عبد الله بن موسى، يونس ابن إسحاق، داود الطّائيّ، عمرو بن ميمون، زهير بن معاوية، القاسم بن معن، أبو سعيد يحيى بن زكرّيا، محمد بن حسن الشّيبانيّ.

وفاته

توفّي الإمام أبي حنيفة عن عمر يناهز سبعين عامًا، في شهر رجب من عام 150 للهجرة، وذكر آخرون أنّه يمكن أن تكون وفاته في شهر شعبان أو شوّال.

المراجع

  1. http://islamichistory.org/imam-abu-hanifa/
  2. https://ilmfeed.com/40-students-of-imam-abu-hanifah/
  3. http://www.inter-islam.org/Biographies/4imam.htm

 

 

You may also like

Leave a Comment