سيرة حياة احمد بن حنبل

سيرة حياة احمد بن حنبل

اسمه

أبو عبد الله احمد بن حنبل الشّيبانيّ، من مواليد بغداد عام 780 للميلاد الموافق 164 للهجرة، درس الكثير من المواضيع المختلفة في بغداد، وسافر إلى أماكن بعيد طلبًا للعلم والمعرفة.

كان أحمد بن حنبل يتيمًا منذ صغره، وتوفّي والده وهو شابٌّ، وكان والده داعيًّا إلى الإسلام. ووالدته هي من أرسلته لتعلّم الدّين، ولعبت دورًا مهمًّا في إرساله إلى مراكز التّعليم خارج بغداد.

علمه

كان يهتمّ بشكل رئيسيّ باكتساب علوم الحديث الشّريف، وسافر من أجل هذا إلى العراق، وسوريا، والجزيرة العربيّة، وأماكن أخرى في الشّرق الأوسط لدراسة الدّين وجمع أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. احتلت أسفاره عدّة سنوات من حياته المبكّرة، وحقيقة أنّه كان عالمًا في الحديث، كانت بسبب تفانيه العميق للبحث عن النّصوص  الأصليّة للحديث، ومعارضته للابتكار من أيّ نوع.

بعد عودته إلى بغداد، أصبح تلميذًا للإمام الشّافعيّ الذي علّمه موضوع الفقه الإسلاميّ وأساسيّاته.

رأي العلماء به

في كتاب الحافظ أبو عبد الله شمس الدّين الذّهبيّ، سير أعلام النّبلاء، وصف ابن حنبل بقوله: هو شيخ الإسلام الحقيقيّ، وزعيم المسلمين في وقته، وسيّد الحديث الشّريف وإثبات الدّين. ذكر الإمام الذّهبيّ الكثير من إشادات العلماء على أحمد بن حنبل، وسيرته تمتد على 113 صفحة، في كتاب سير أعلام النّبلاء، وهذا يدلّ على شعبية أحمد بن حنبل، وكثرة علمه.

  • يقول ابنه عبد الله: سمعت الرّازي يقول: أبوك يحفظ مليون حديث.
  • يقول عنه علي بن مديني أحد أكابر شيوخ الحديث: عزّ الله الدّين بأبي بكر يوم حروب الرّدّة، وعزّ الله الدّين بأحمد بن حنبل يوم المحنة.
  • يقول الإمام الشّافعي: غادرت بغداد ولم أترك خلفي أي شخص أكثر فضلًا، وأكثر تعلّمًا، وأكثر اطّلاعًا من أحمد بن حنبل.
  • يقول أبو عبيد القاسم بن سلاّم الهروي: ذروة المعرفة موجودة عند أربعة أشخاص، وكان الأكثر دراية من بينهم أحمد بن حنبل.
  • قال يحيى بن معين: أرادوا أن أكون مثل أحمد بن حنبل، والله لا يمكن أن أكون مثله أبدًا.
  • قال أبو همّام السّكونيّ: لم أرَ أبدًا رجلًا مثل الإمام أحمد.
  • قال ابو ثور الكلبيّ: كان أحمد بن حنبل أكثر دراية من سفيان الثّوريّ.

شيوخه

تعلَّم أحمد بن حنبل على يد الإمام الشّافعيّ، وإبراهيم بن سعد أحد العلماء الثّقات، وكان قاضي المدينة المنوّرة، وهشيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار السّلميّ الواسطيّ، هو أحد الرّواة الثّقات، وروى عنه أصحاب الكتب السّتّة، ويحيى بن سعيد بن القطّان، والحافظ يزيد بن هارون، والإمام والمحدّث سفيان بن عينية، والعالم الحافظ يحيى بن أبي زائدة، وذكر في كتابه المسند أكثر من 280 شيخًا له.

تلاميذه

كان الإمام أحمد معروفًا على نطاق واسع، وبدأ الكثير من النّاس يرسلون أبنائهم عنده لتعليمهم. أحب النّاس تعاليمه؛ لأنّه كان يمتلك معرفة واسعة عن الإسلام، وكان معروفًا بأنّه رجل تقيّ للغاية، ولم يدّخر أيّ جهد في البحث عن المعرفة ونشرها.

ذكر الذّهبيّ في كتابه سير أعلام النّبلاء، أنّ ستّة وستيّن طالبًا، قد تعلّموا قوانين إسلاميّة مختلفة مثل الفقه، والحديث، والفتاوى من الإمام احمد، ذكر أيضًا أنّ أكثر من خمسين طالبًا من طلّابه أصبحوا مُفتين. أبرز طلّاب أحمد بن حنبل هم:

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ، ومسلم بن الحجّاج المعروف بالإمام مسلم، أحد أهمّ علماء الحديث، وأبو داود سليمان بن الأشعث المشهور بأبي داود، وأبو زرعة الرّازي، وابنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وغيرهم.

رواية الحديث

عندما كان عمر حمد بن حنبل أربعين سنة في عام 204 للهجرة، أصبح الإمام أحمد شخصية بارزة في مجال الحديث والفتوى. بدأ الكثير من النّاس يتوافدون إليه من المدن المجاورة لتعلّم الأحكام الإسلاميّة والحديث. استمر الإمام أحمد في عمله ورواية الحديث والفتاوى حتى عام 218 للهجرة، ولم يغادر بغداد حتى زمن المحنة.

زمن المحنة

في زمن الخلفاء العبّاسيّين المأمون، والمعتصم بالله، والواثق بالله، تمكّن المعتزلة من إقناعهم بأنّ القرآن مخلوق، وعوقب علماء الإسلام الذين قالوا بغير ذلك، ومن بينهم الإمام أحمد الذي بقي مصرًّا على خطأ اعتقاد المعتزلة، واستمرّت هذه المحنة خمسة عشرة عامًا.

عندما أصبح هارون الثّاني ابن المعتصم بالله خليفة، أُفرج عن الإمام أحمد بن حنبل بشرط عدم مغادرة بغداد، وبقي الإمام معتزلًا النّاس في بيته حتّى وفاته. من بين الأشياء التي قالها في زمن المحنة: إذا بقي العالم صامتًا على أساس الاسترضاء، ولا يُعلم الجهل، متى ستظهر الحقيقة؟

وطول فترة المحنة لم يروِ أيّ حديث، ولكنّه لم يتخلّ تمامًا عن مناقشة القضايا المعرفيّة، وأمضى حياته يناقش الفقه، والسّيَر الذّاتيّة لرواة الحديث، حتّى وفاته يوم الجمعة، 12 ربيع الأوّل، من عام 241 للهجرة، وكان عمره وقتها 77 عامًا.

مؤلّفات أحمد بن حنبل

لدى الإمام أحمد بن حنبل الكثير جدًّا من المؤلّفات، وهذان مثالان عليها:

المسند: جمع فيه العديد من الأحاديث المستندة إلى قائمة أسماء الرّواة من جيل الصّحابة، يحتوي هذا الكتاب على 30.000 حديث.

كتاب المسائل: هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من الفتاوى التي أصدرها الإمام أحمد من أسئلة ابنه وطلّابه، والكتاب مقسّم بحسب أسماء المسائل، على سبيل المثال: مسائل عبد الله، يتضمّن أسئلة عبد الله وأجوبة الإمام أحمد، ومسائل أبي داود، ويليه إجابات الإمام أحمد عليها، وهكذا.

المراجع

  1. http://sunnahonline.com/library/biographies/364-ahmad-ibn-hanbal
  2. https://whatisquran.com/717-biography-of-islamic-scholar-imam-ahmad-ibn-hanbal-164-241-h.html
  3. https://www.islamicfinder.org/knowledge/biography/story-of-imam-ahmad-bin-hanbal/

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *