صلاة المسافر هي الصلاة التي يؤديها المسلم المسافر وقت سفره، والتي يباح له فيها القصر أو الجمع بين الصلوات، ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على كيف تكون صلاة المسافر ؟
ما هو السفر ؟
- السفر لغة: هو قطع المسافة.
- السفر إصطلاحا: هو عبارة عن خروج الإنسان من بلده متجها لمكان أخر يستغرق الوصول إليه مسافة اختلف الفقهاء ، والأئمة في تقديرها.
جاء في “فتاوى اللجنة الدائمة” (8/99):
- نوع السفر هو السفر الذي تبلغ مسافته حوالي ثمانين كيلومترًا.
- حيث أن من يسافر هذه المسافة أو يزيد عليها قد يستفيد من امتيازات الصلاة للمسافرين، مثل المسح على جواربه لمدة ثلاثة أيام وليلتين، أوالجمع بين الصلوات، أو تقصيرها.
- أما إذا كان المسافر ينوي البقاء في مكان لأكثر من أربعة أيام، فلا يجب عليه ان يستفيد من امتيازات المسافرين من جمع وقصر الصلوات.
- أما إذا كان ينوي البقاء في مكان ما لمدة أربعة أيام أو أقل، فإنه قد يستفيد من امتيازات المسافرين.
- إذا بقي المسافر في مكان ما ولكنه لا يعرف متى سينتهي من عمله ولا يمكنه تحديد مدة معينة للإقامة، فيجوز له الاستفادة من امتيازات للسفر حتى لو بقي لفترة طويلة.
- لا فرق إذا كان يسافر براً أو بحراً.
كيف تكون صلاة المسافر ؟
-
قصر الصلاة للمسافر:
- صلاة المسافر يُتم فيها تقلَّيص عدد الركعات في الصلوات الرباعية المكوّنة من 4 ركعات، مثل الظهر، والعصر، والعشاء، لتصبح ركعتين بدلا من 4 ركعات وبذلك تعود لأصل مشروعيتها؛ فلقد فرضت كذلك في البداية ثم زيدت لاحقاً.
- و تبقى صلاة المغرب، والفجر على حالهما دون حدوث أي تغيير بهم، ودون حدوث أي تقليل، أو تقليص بعدد ركعاتهما، وهذا ما يُعرف فقهياً بإسم قصر الصلاة وهو تخص المسافر.
-
جمع الصلاة للمسافر:
- يجوز للمسافر أن يجمع بين صلاة الظهر، وصلاة العصر، وكذلك يجمع بين صلاة المغرب، وصلاة العشاء معاً، ويكون ذلك بوقت أحدهما؛ فيمكن للمسافر أن يجمعهما جمع تقديم، أو يجمعهم جمع تأخير؛ بمعنى أن المسافر يمكنه تُقدّيم صلاة العصر وصلاتها مع الظهر، أو تقديم صلاة العشاء وصلاتها مع المغرب.
- أو يمكنه تأخير صلاة الظهر وصلاة مع صلاة العصر، وتأخير صلاة المغرب من أن يصليها مع صلاة العشاء.
- الأمر السابق يعرف بالجمع بين الصلوات، وهو لا يخص المسافر فقط؛ حيث من المُمكن أن يتم الجمع بين الصلوات بسبب المطر، أو بسبب تساقط الثلوج، كما أنه من الممكن أن يكون بأحوال أخرى كالحج، أو لعذر مرض.
شروط القصر والجمع في السفر
- أن يكون هذا السَّفر مُباحاً حلالا، فلا يجوز أن يتم القصر أو الجمع في سفر من أجل معصية.
- أن يَكون السفر يبلغ مسافة القَصر، والتي تُعدّ هنا بما يُعدَّ سفرا في العُرف، والذي اختلف الفُقهاء أنفسهم في تقديرها.
- حيث قال الحنفيّة: (إنّ مسافة القَصر تُعتبر بما يساوي مسير ثلاثة أيامٍ، قياساً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تُسافِر المَرأَة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم).
- أما عند المالكيّة مسافة القصر تقدر بـ (أَربَعةُ بُرُد؛ أي ثمانيةٌ وَأربعونَ مِيلًا، وَحَدُّهَا بالزَّمان سَفَر يوْم وليْلة).
- وعند الشافعيّة (مَسِيرَةُ يومين كاملين، وهو قول ابن عباس وابن عمر والليث).
- أما مسافة القَصر عند الحنابلة( مَسيرَةُ يومٍ تام )
حكم قصر الصلاة في السفر
- قصر الصلاة في السفر سنة مؤكدة، لا ينبغي للمسلم تركها، حيث أن النبي صل الله عليه وسلم كان قد قصر الصلاة بجميع أسفاره، كما لم يثبت عنه إتمامها في السفر .
- هذا كما أن صلاة الجماعة تكون واجبة على المسلم المسافر مثلما هي واجبة على المسلم المقيم، فليس للمسافر أن يترك صلاة الجماعة من أجل صلاة القصر، إذا أقيم فترة في مكان سفره.
حكم جمع الصلوات في السفر
- الجمع بين الصلوات للمسافر، أمر جائز، ومن الأفضل له ألا يجمع بين الصلوات إلا إذا وجد مشقة في فعل كل صلاة منفردة.
فروق بين القصر والجمع في الصلوات للمسافر
- حكم القصر، والجمع في الصلوات للمسافر ليس واحداً، فالقصر هنا هو سنة مؤكدة للمسافر، والجمع هنا هو جائز، وليس سنة عن النبي، ولكن يكون الجمع سنة مستحبة إذا كان تركه فيه مشقة .
- حيث أن الرسول صل الله عليه وسلم قد قصر بجميع أسفاره، مما دل على أن القصر سنة للمسافر.
- أما بشأن الجمع فإنه قد ثبت عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه جمع في السفر، كما ثبت عنه أيضا عدم الجمع، مما دل على أن الجمع أمر جائز و ليس سنة.
- كما أن المسافر ليس مخيراً في أمر القصر، حيث يتأكد له حكم قصر الصلاة إلا إذا قام المسافر بالصلاة خلف إمام، حيث يجب أن يتم خلفه.
- أما الجمع في الصلاة، يكون المسافر مخير به، فله أن يجمع، وله أن لا يجمع، حيث أنه أمر جائزٌ، فالجمع بحق المسافر يكون مستحباً وقت احتاج إليه.
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث