صلاة قيام الليل هي سنة مستحبة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وهي من أعمال عباد الله الصالحين، وتبدأ صلاتها من أول الليل عقب صلاة العشاء، أو في أوسط الليل، أو في أخره، ولقد خصصنا هذا المقال لنجيب على سؤال كيف تكون صلاة قيام الليل ؟
صلاة قيام الليل
- قيام الليل سنة مشروعة عن النبي صل الله عليه وسلم، كما أنه من أعمال الصالحين، ومن الصلوات التي حافظ عليها الرسول الحبيب، فلقد قال الله عزوجل: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) موجها كلامه لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
- كما قال الله سبحانه وتعالي: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ)، كما قال الله عن عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)
- ولقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في صفة عباده المؤمنين: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
- لذلك فإن قيام الليل هي صلاة سنة مؤكدة عن الحبيب المصطفي، وتكون في أول الليل، أو أوسطه، أو آخره، لكنها تكون أفضل في آخره.
- فصلاة قيام الليل تكون أفضل في الثلث الأخير إلا إذا شقت على المسلم، لذلك عليه أن يوتر بأول الليل بواحدة، أو بثلاث، أو بخمس، أو بسبع، أو بأكثر، ولكن يجب أن يسلم بعد كل إثنتين، كما يصلي إثنتين إثنتين.
وقت صلاة قيام الليل
- يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد فراغ المسلم من صلاة العشاء، ويستمر وقتها حتى طلوع الفجر.
- واجتمع العلماء على أن الوقت الأفضل له هو الثلث الأخير من الليل؛ لأن الله تعالى ينزل في هذا الوقت إلى السماء الدنيا، ويقول: (هل من سائل يُعطى؟ هل من داعٍ يُستجاب له؟ هل من مستغفر يُغفر له؟ حتى يطلع الفجر). رواه مسلم وأحمد.
- هذا وفي أي وقت من الليل صلى العبد فيه قيام الليل فقد أصاب السنة، وسينال الأجر إن شاء الله.
عدد ركعات صلاة قيام الليل
- عدد ركعاتها مطلق حيث يمكن للمرء أن يصلي ما يقدره الله عليه؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى). متفق عليه.
- ولو اقتصر المسلم في صلاته على 11 ركعة مع الوتر فهذا أفضل؛ لأنها كانت صلاة الرسول صل الله عليه وسلم، ولقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها، التي قد سئلت عن صلات الرسول بالليل في ليالي رمضان فقالت: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره عن إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تَسلْ عن حسنهنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي أربعًا فلا تسلْ عن حسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثم يصلي ثلاثًا. قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ فقال: يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي). رواه البخاري.
- هذا كما أن صلاتها ثلاث عشرة ركعة يعتبر سنة، بحسب ما روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين). متفق عليه.
كيف تكون صلاة قيام الليل ؟
- يجب على المسلم أن يجتهد في ترتيل القراءة، كما عليه أن يوتر بواحدة، ويمكنه أن يقرأ ما تيسر له من أول القرآن الكريم، أو من أوسطه، أو من آخره، أو يمكنه أن ينظم ختمه.
- حيث يبدأ صلاته من أول القرآن حتي يختم ثم يعود، ولكن السنة عن النبي أن يقوم بالترتيل، وذلك كما قال الله عزوجل: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، لذلك كان الرسول صل الله عليه وسلم يقرأ قراءة واضحة، حيث كان يرتلها ليستفيد كل من يسمعها.
- يستحب للمسلم أن يسأل الله عند آية الرحمة، ويتعوذ عند آية الوعيد، ويسبح عند آية التسبيح في وقت تهجده؛ مثلمها كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام.
- ومن السنة النبوية أن يسلم السلم من كل ركعتين، وفقا لقوله ﷺ: (صلاة الليل مثنى مثنى يعني: ثنتين ثنتين فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى).
- هذا ومن المستحب أن يقرأ في الركعة الأخيرة سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، ثم يقوم بالقنوت بها عقب الركوع، بالقنوت الشرعي الحسن الذي علمه لنا النبي.
- ومن السنة أيضا أن يطمئن المسلم ولا يتعجل في ركوعه، أو في سجوده، أو عند قراءته؛ حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام، يصلي وهو مطمئن، كما كان ترتيله للقراءة بخشوع بالسجود، والركوع.
- لذلك يجب أن لا يعجل المؤمن في صلاته بل عليه أن يطمئن في ركوعه، وفي سجوده، وكذلك يطمئن ولا يعجل في قراءته، ويخشع فيها كذلك، تأسيًا بالرسول عليه الصلاة والسلام.
- ولا حرج عله إن أوتر بواحدة، بثلاث، بخمس، بأكثر، حيث أن صلاة الليل ليس فيها حد محدود، لكن أفضل صلواتها أن تكون إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، تأسيًا بالحبيب المصطفي ﷺ، حيث يسلم من كل ركعتين إثنتين، ويوتر بواحدة.
- ومن المستحب أن يقوم المسلم بختم صلاة الليل بالوتر، وفقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام، المتفق عليه: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا)، (وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان أحيانًا يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس، كما روت عنه ذلك عائشة رضي الله عنها في ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه).
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني