سيرة ذاتية عن ابن رشد : نبذة عن حياته الشخصية والمهنية وأبرز أعماله

أبو الوليد محمد ابن احمد ابن رشد الأندلسي وأطلق عليه الأوروبيون اسم Averroes ، كان فيلسوفًا ومفكرًا أندلسيًا مسلمًا ، كتب عن العديد من الموضوعات بما في ذلك الفلسفة واللاهوت والطب والفلك والفيزياء والفقه الإسلامي والقانون واللغويات ، وتشمل أعماله الفلسفية العديد من التعليقات على أرسطو ، كما عمل كقاض وطبيب محكمة للخلافة الموحدية . إليك سيرة ذاتية عن ابن رشد :

سيرة ذاتية عن ابن رشد

نشأته وملامح حياته :

ولد ابن رشد في قرطبة عام 1126م لعائلة من القضاة البارزين ، وكان جده رئيس القضاة في المدينة وإمام جامع قرطبة ، أما والده أبو القاسم فكان فقيها يدرس فى جامع قرطبة . في عام 1169م قدم ابن رشد إلى الخليفة أبو يعقوب يوسف من قبل صديقه ابن طفيل حيث أعجب الخليفة بمعرفته ، وأصبح راعيه

في عام 1182م ، تم تعيين ابن رشد كطبيب ورئيس محكمة قرطبة ، وبعد وفاة الخليفة أبو يعقوب في عام 1184م بقي في مكانه الملكي حتى وقع إثر تهم مختلفة عام 1195م حيث تم إتهامه لأسباب سياسية مختلفة لذلك تم نفيه ، من ثم عاد إلى صالحه الملكي قبل وفاته بفترة وجيزة في 11 ديسمبر 1198م

كان ابن رشد داعما قويا للفكر الأرسطي ، فحاول إستعادة ما اعتبره تعاليم أرسطو الأصلية وعارض الإتجاهات النيوبلاطونية للمفكرين المسلمين الأوائل ، مثل الفارابي وابن سينا ، كما دافع عن السعي وراء الفلسفة ضد إنتقاد علماء الدين مثل الغزالي

وجادل ابن رشد بأن الفلسفة جائزة في الإسلام حتى إن بعضها يكون إلزامي ، كما جادل بأن النصوص الكتابية يجب تفسيرها بطريقة مجازية إذا بدا أنها تتناقض مع الإستنتاجات التي توصل إليها العقل والفلسفة ، فكان ما تركه من تأثير في العالم الإسلامي متواضعاً وبسيطا لأسباب جغرافية وفكرية

في الغرب عرف عن ابن رشد تعليقاته الواسعة عن أرسطو ، والتي تمت ترجمة الكثير منها إلى اللاتينية والعبرية ، مما أحيت ترجمات أعماله إهتمام أوروبا الغربية بأرسطو والمفكرين اليونانيين حيث خلق أفكار محل جدل في اللاتينية المسيحية وأثار حركة فلسفية تدعى Averroism مستندة على كتاباته

واقترح أن جميع البشر يشتركون في نفس الفكر وقدم واحدة من العقائد الأكثر شهرة ومثيرة للجدل في الغرب ، حيث أدانت أعماله الكنيسة الكاثوليكية في عام 1270م و1277م ، وعلى الرغم من إضعاف أعماله من قبل الإدانات والنقد المستمر له إلا أن كتاباته واصلت جذب الفكر البشري حتى القرن السادس عشر .

سيرة ذاتية عن ابن رشد
سيرة ذاتية عن ابن رشد

حياته المهنية والعلمية :

بحلول 1153م كان ابن رشد في مراكش (المغرب حاليا) عاصمة الخلافة الموحدية ، لأداء الملاحظات الفلكية ودعم المشروع الموحد لبناء الكليات الجديدة ، فكان يأمل في إيجاد قوانين مادية للحركات الفلكية بدلاً من القوانين الرياضية المعروفة في ذلك الوقت ولكن هذا البحث لم يكن ناجحًا

وخلال إقامته في مراكش إلتقى على الأرجح بالفيلسوف المشهور ابن طفيل الذي كان يعمل أيضاً طبيب البلاط في مراكش ، حتى أصبح ابن رشد وابن طفيل صديقين على الرغم من الإختلافات في فلسفتهما

تم كتابة أول أعمال ابن رشد على تعليقات أرسطو في عام 1169م وفي العام نفسه تم تعيينه  كقاضى في إشبيلية ، وفي عام 1171م أصبح قاضي في مسقط رأسه في قرطبة فكان يقرر القضايا ويعطي الفتاوى على أساس الشريعة الإسلامية

زاد معدل كتاباته خلال هذه الفترة على الرغم من الإلتزامات الأخرى وسفراته داخل الإمبراطورية الموحدية ، كما أغتنم الفرصة من أسفاره لإجراء أبحاث فلكية حيث تم تأريخ العديد من أعماله التي أنتجت بين عام 1169م و 1179م في إشبيلية بدلاً من قرطبة .

سيرة ذاتية عن ابن رشد

أعمال ابن رشد :

كان ابن رشد كاتبًا غزير الإنتاج  ، وقيل أن أعماله غطت مجموعة متنوعة من الموضوعات أكثر من تلك التي شارك بها أي من أسلافه في الشرق ، بما في ذلك الفلسفة والطب والفقه القانوني واللغويات ، وكانت معظم كتاباته عبارة عن تعليقات أو إعادة صياغة لأعمال أرسطو التي عادة ما تحتوي على أفكاره الأصلية

وفقا للمؤلف الفرنسي إرنست رينان ، كتب ابن رشد ما لا يقل عن 67 عمل أصلي  بما في ذلك 28 عمل في الفلسفة ، و 20 في الطب ، و 8 في القانون ، و 5 في اللاهوت ، و 4 فى القواعد بالإضافة إلى تعليقاته على معظم أعمال أرسطو و تعليق على أفلاطون ، ولم ينج العديد من أعمال ابن رشد باللغة العربية ولكن وجدت أعماله باللغة العبرية واللاتينية .

سيرة ذاتية عن ابن رشد

كتب ومؤلفات ابن رشد :

سيرة ذاتية عن ابن رشد

مرجع1

Exit mobile version