كيف تكون صلاة الخوف… تعرف على كل ما يخص صلاة الخوف وكيفية صلاتها
صلاة الخوف هي صلاة مشروعة في الإسلام صلاها النبي صل الله عليه وسلم هو وأصحابه عدة مرات بصفات مختلفة.. ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على كيف تكون صلاة الخوف
ما هي صلاة الخوف ؟
- صلاة الخوف صلاة مشروعة وفقا لقول الله سبحانه وتعالى: ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً.
- صلاها الرسول هو وأصحابه عدة مرات بصفات مختلفة.
- قال عنها الإمام ابن القيم: ” أُصُولُهَا سِتّ صِفَات، وَأبَلَغَهَا بَعْضهمْ أَكْثَر، وَهَؤُلاءِ كُلَّمَا رَأَوْا اِخْتِلاف اَلرُّوَاةُ فِي قِصَّةٍ جَعَلُوا ذَلِكَ وَجْهًا مِنْ فِعْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ اِخْتِلاف اَلرُّوَاةِ “
- قَالَ عنها الْخَطَّابِيُّ : ” صَلاة الْخَوْف أَنْوَاع صَلاهَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّام مُخْتَلِفَة، وَأَشْكَال مُتَبَايِنَة، يَتَحَرَّى فِي كُلّهَا مَا هُوَ أَحْوَط لِلصَّلاةِ، وَأَبْلَغ فِي الْحِرَاسَة ” شرح مسلم للنووي.
كيف تكون صلاة الخوف ؟
صفات صلاة الخوف
لصلاة الخوف 3 صفات سنذكرها فيما يلي:
-
العدو بغير اتجاه القبلة:
- هنا يقوم قائد الجيش بتقسيم جيشه لطائفتين، أحداهما تصلّي معه، والأخرى تكون أمام العدو لكيلا يهجم على المسلمين، فيصلّي القائد بالطائفة الأولى ركعة، وعند اقامة الركعة الثانية يتموها لأنفسهم أي : ينوون الانفراد وأتمامها لأنفسهم، ولايزال الإِمام قائماً.
- وإذا إنتهوا من الإتمام لأنفسهم ذهبوا للطائفة الثانية ووقفوا مكانها أمام العدو، وتأتي الطائفة الثانية وتدخل مع الإِمام في الركعة الثانية، وهنا يطيل الإِمام في الركعة الثانية أكثر مما في الركعة الأولى حتي تتمكن الطائفة الثانية من إدراكه.
- هنا تدخل الطائفة الثانية في الصلاة مع الإِمام من أجل أن يصلي بهم الركعة الباقية، ثم يجلس الإمام للتشهد.
- وإذاا جلس الإمام للتشهد فتقوم الطائفة الثانية من السجود لتكملة الركعة الباقية ثم تدرك الإِمام في التشهد حتي يسلم بهم .
- توافق هذه الصفة ظاهر القرآن، حيث قال الله سبحانه وتعالى: ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا – أي : أتموا الصلاة – فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى – وهي التي أمام العدو – لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُم ) ” الشرح الممتع (4/298) بتصرف يسير.
- كما روى البخاري (413)، ومسلم (842) عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَمَّنْ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذَاتِ الرِّقَاعِ صَلَّى صَلاةَ الْخَوْفِ: ( أَنَّ طَائِفَةً صَفَّتْ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ وِجَاهَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّتِي مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ثَبَتَ قَائِمًا، وَأَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْصَرَفُوا فَصَفُّوا وِجَاهَ الْعَدُوِّ، وَجَاءَتْ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى فَصَلَّى بِهِمْ الرَّكْعَةَ الَّتِي بَقِيَتْ مِنْ صَلاتِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ جَالِسًا، وَأَتَمُّوا لأَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ ).
-
العدو بجهة القبلة:
- هنا يقوم الإِمام بصف الجنود صفين، ويصلي بهم جميعاً الصلاة، كما يركع بهم جميعاً، وكذلك يرفع بهم جميعاً، أما عند السجود فيسجد معه هنا الصف الأول فقط، ثم يبقى الصف الثاني قائماً كي يحرس، فإذا قام الإمام قام معه الصف الأول، عند السجود يسجد معه الصف المؤخر.
- وإذا قاموا يتقدم الصف المؤخر، ويتأخر الصف المقدم، ثم يصلّى بهم الإمام.
- في الركعة الثانية كمثلها يقوم الإمام بهم جميعاً، ويركع بهم جميعاً، وعند السجود يسجد مع الإمام الصف المقدم الذي كان مؤخرا في الركعة الأولى، وعند جلوسه للتشهد سجد معه الصف المؤخر، فإذا جلسوا جميعا للتشهد سلم بهم الإمام جميعاً.
- فلقد روى مسلم، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَصَفَّنَا صَفَّيْنِ: صَفٌّ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّجُودَ وَقَامَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ وَقَامُوا، ثُمَّ تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، ثُمَّ رَكَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ الَّذِي كَانَ مُؤَخَّرًا فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السُّجُودَ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ، فَسَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا ) .
-
صفة الخوف الشديد:
- هي الصفة التي لا يمكن للإمام أن يقوم بصف المسلمين، والصلاة جماعة بهم، ويكون ذلك عند تلاحم الصفين، ووقت نشوب القتال.
- في هذه الصفة يمكن لكل مسلم أن يصلي بمفرده، عندما يقاتل، أو وهو ماشيا على قدميه، أو وهو راكباً، سواء أكان مستقبلا القبلة، أو كان غير مستقبلها، وهنا ينحني المسلم عند الركوع، والسجود بحيث يجعل السجود أخفض قليلا من الركوع.
- حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: ( فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً ).
- كما روى البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ( وَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَلْيُصَلُّوا قِيَامًا وَرُكْبَانًا ).
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني