سيرة ذاتية عن بشير الحافي .. الحافي لماذا سمى بذلك الإسم وأشهر أقواله
بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن عبد الله المروزي أبو نصر ولقبه بشير الحافي؛ كان صوفيا مسلما ، تحول من حياة التبدد إلى دراسة الإسلام وكرس حياته إلى الله وأصبح مشهورا كواحد من أعظم القديسين في المنطقة . إليك سيرة ذاتية عن بشير الحافي :
سيرة ذاتية عن بشير الحافي
نشأته وحياته :
ولد بشر في مرو سنة 179 هـ واستقر في بغداد حيث أمضى أيامه فى الضوضاء والخمور والموسيقى والرعونة ، قال الخطيب البغدادي أن بشر الحافي كان لديه ثلاثة أخوه وهما مضغة ، مخة ، زبدة .
توبه بشر الحافي :
حصل موسى الكاظم على عنوان منزله في بغداد وفي هذه الأثناء رأى الكاظم فتاة رقيق تخرج من منزله تحمل بعض الكناسات ، فإلتفت إليها وسألها “هل صاحب هذا البيت حر أم خادم” أجابت : “إنه حرأنت على حق” ، فقال موسى الكاظم “إذا كان خادما ، فإنه يخشى ربه”.
عادت فتاة الرقيق إلى المنزل بينما كان بشير على طاولة النبيذ ، فسألها “ما الذي أخرّك؟” فقدمت له وصفاً لما حدث بينها وبين الإمام موسي الكاظم وإذا به وقف بسرعة على قدميه وتوجه إلى الباب حافي القدمين ولكن موسي الكاظم كان قد غادر بالفعل ، فذهب الحافي يبحث عنه فى المكان.
وعندما وجده طلب منه أن يكرر كلماته وأجبره على ذلك ، فتفاجأ بشر بكلماته التى قالها للجارية لدرجة أنه سقط على الأرض ووضع جده على التراب وبدأ في البكاء قائلا “لا أنا عبد أنا عبد” وكان يمشي بدون حذاء فى ذلك الوقت فبدأ الناس ينادونه ب بشر الحافي ، وعندما سئل عن سبب عدم ارتدائه للأحذية أجاب قائلاً : “هداني الرب إلهي عندما كنت حافي القدمين وسأبقى في هذه الحالة حتى الموت”.
تمت رواية قصة أخرى عن تحوله من حياة التبدد والسفه إلى الطاعة والتقرب إلى الله رواها العطار في تذكار القديسين ، حيث روى عطار أن بشر عاش حياة تبدد وذات يوم حيث كان مذهولا على طول الطريق في حالة سكر وجد قطعة من الورق مكتوب عليها “بسم الله الرحمن الرحيم”.
يقال إن بشر قد اشترى بعضا من الورود ووضع عليها الورقة ، ثم وضعها في بيته ، في تلك الليلة كان هناك رجل حكيم كان يحلم حلما غريبا عن بشر وفى الحلم يقول “أنت تعطي اسمي فاعطيتك ، أنت رفعت اسمي لذلك قد رفعت إليك ، أنت تطهر إسمي فطهرتك .
كان الرجل الموقر متحيراً بسبب الحلم ، حيث كان يعرف أن بشر ماجنا ومفسدا ، لذا عاد إلى النوم ومع ذلك ، حلم الرجل نفس الحلم مرتين أخريين خلال تلك الليلة ، فعندما جاء الصباح ذهب بحثا عن بشر ليخبره عن ذلك الحلم.
وجد الرجل الموقر بشر في حفل مخمور لكنه حذره من أن لديه رسالة من الله وأخبر بشر عن أحلامه ، أدرك بشر على الفور وأخبر أصحابه : لقد تلقيت مكالمة انا ذاهب وودعهم وقال لهم لن ترونى مرة أخرى في ذلك المكان ، ومنذ ذلك اليوم عاش بشر بطريقة دينية مقربا إلى الله .
أقوال بشير الحافي :
- لا تعمل لتذكر ، اكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك
- صحبة الأشرار تورث سوء الإختيار
- لو أن لي دجاجة أعولها خفت أن أكون عشارًا على الجسر
- احذر أن تمر فى حاجتك ، فيأخذك وأنت لا تدرى
- أما تستحي أن تطلب الدنيا ممن يطلب الدنيا ، أطلبها ممن بيديه الدنيا
- يأتى على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم
- ما ظنكم بقوم وقفوا بين يدي الله عز وجل مقدار خمسين ألف عام ، لم يأكلوا ولم يشربوا حتى محلت أجوافهم من الجوع ، وتقطعت أكبادهم من العطش ، واندقت أعناقهم من التطاول ورجوا الفرج ، أمر بهم إلى النار
وفاته :
توفي الحافي في بغداد سنة 227 هـ ، وكانت جنازته حافلة جدًا بالناس حيث أخرج من بيته بعد صلاة الفجر ولم يرقد في قبره إلا بعد صلاة العشاء . دفن بشر في مقبرة عرفت بإسم مقبرة قريش وهى قرب باب حرب في بغداد . يقال عنه أن البعض قد رآه في المنام فقالوا : ما فعل الله بك ؟ فقال الحافي : غفر لي ولكل من أحبني حتى يوم القيامة .