أبو الحسن علاء الدين على بن أبى الحزم القرشي الدمشقي نسبة إلى قبيلة قريش المعروف بإسم “ابن النفيس” ، هو عالم وطبيب عربى مسلم من دمشق ، وأول من عرف الدورة الدموية الصغرى وواحد من رواد علم وظائف الأعضاء فى جسم الإنسان ، وبصرف النظر عن الطب درس ابن النفيس الفقه والأدب واللاهوت وكان خبيراً في الفقه الشافعي ، وتقدر عدد الكتب الطبية التي كتبها بأكثر من 110 مجلد . إليك سيرة ذاتية عن ابن النفيس :
سيرة ذاتية عن ابن النفيس
نشأته وملامح حياته :
ولد ابن النفيس عام 1213م لأسرة عربية ، على الأرجح في قرية بالقرب من دمشق حيث درس اللاهوت والفلسفة والأدب ، ثم في سن السادسة عشرة بدأ دراسة الطب لأكثر من عشر سنوات في مستشفى النوري في دمشق الذي أسسها الأمير التركي نور الدين محمد بن زنكي في القرن الثاني عشر ، فكان معاصرا للطبيب الدمشقي الشهير ابن أبي أصيبعة وكانا يدرسان من قبل مؤسس مؤسسة الطب في دمشق ابن الدخوار
لم يذكر ابن أبي أصيبعة ابن النفيس على الإطلاق في كتابه السيرة الذاتية “حياة الأطباء” يمكن أن يكون تعمد ذكر اسمه بسبب العداء الشخصي أو ربما التنافس بين الطبيبين
في عام 1236م إنتقل ابن النفيس مع بعض زملائه إلى مصر بناء على طلب من السلطان الأيوبي وتم تعيين ابن النفيس في مستشفى الناصري ثم مستشفى المنصوري الذي أسسها السلطان قلاوون كرئيس أطباء وهو يناهز ال 74 عام ، حيث قام بتدريس وممارسة الطب لعدة سنوات حتى بقية حياته ، وكان ابن القف الكركي الطبيب والجراح المسيحى الشهير واحد من أبرز طلاب ابن النفيس
كما قام ابن النفيس بتدريس أصول الفقه في المدرسة المسرورية المصرية حيث تم العثور على أسمه من بين مجموعة علماء آخرين ، مما يعطي فكرة عن مدى تأثيره في دراسة وممارسة الشريعة الدينية
عاش ابن النفيس معظم حياته في مصر ، وشهد العديد من الأحداث المحورية مثل سقوط بغداد وصعود المماليك ، حتى أصبح الطبيب الشخصي للسلطان بيبرس وغيره من القادة السياسيين البارزين ، وبالتالي عرض نفسه كسلطة بين ممارسي الطب
توفي ابن النفيس في القاهرة سنة 1288م بعد أيام من مرضه ، وألف تلميذه الطالب صافي أبو الفتح قصيدة عنه ، وقبل وفاته تبرع بمنزله ومكتبته إلى مستشفى قلاوون التى عمل بها .
أشهر كتابات ابن النفيس فى الطب :
كتب ابن النفيس كتاب “شامل فى الطب” وكان أضخم عمل كتبه فى مسيرته ، حيث كان مخططًا ليكون موسوعة تضم 300 مجلد ومع ذلك ، تمكن ابن النفيس من نشر 80 مجلد منه فقط قبل وفاته ، وترك العمل غير مكتمل ، وعلى الرغم من عدم إكتماله يعتبر العمل واحدا من أكبر الموسوعات الطبية التي كتبت على الإطلاق
حيث قدم ملخصًا كاملاً للمعرفة الطبية في العالم الإسلامي في ذلك الوقت ، كما ترك ابن النفيس موسوعته جنبا إلى جنب مع مكتبته التي تبرع بها لمستشفى المنصوري ، ومع مرور الوقت فقد الكثير من مجلدات الموسوعة الطبية وتم توزيعها في جميع أنحاء العالم مع وجود مجلدين فقط لا يزالان موجودين في مصر
كتب ابن النفيس أيضا عن التشريح وأشهر كتبه كتاب ” شرح تشريح قانون ابن سينا ” الذي نشر عندما كان ابن النفيس يبلغ من العمر 29 سنة فقط ، ولا يزال يعتبره الكثيرون أشهر وأهم أعماله في حين أنه لم يتمتع بشعبية كبيرة مثل موسوعته الطبية في الأوساط الإسلامية ، إلا أن الكتاب يحظى بإهتمام كبير اليوم خاصة بالنسبة لمؤرخي العلوم الذين يهتمون في الغالب بإكتشاب الدورة الدموية
يناقش كتاب تشريح قانون ابن سينا المفاهيم التشريحية لدى ابن سينا ، ويبدأ بمقدمة يتحدث فيها ابن النفيس عن أهمية المعرفة التشريحية للطبيب ، وعن العلاقة الحيوية بين علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء ، ثم يشرع في مناقشة تشريح الجسم الذي يقسم إلى نوعين وهما التشريح العام وهو تشريح العظام والعضلات والأعصاب والأوردة والشرايين ؛ والتشريح الخاص الذي يتعلق بالأجزاء الداخلية للجسم مثل القلب والرئتين
لذلك كان ابن النفيس واحدا من الأطباء القلائل في العصور الوسطى إن لم يكن الوحيد الذي ساهم بشكل ملحوظ في علم وظائف الأعضاء وحاول دفعه وتطويره إلى ما وراء التقليد اليوناني الروماني .
مؤلفات ابن النفيس فى الطب :
- كتاب الشامل فى الطب
- كتاب تشريح قانون ابن سينا
- كتاب شرح فصول أبقراط
- كتاب المهذب فى الكحل
- شرح تشريح جالنيوس
- المختار فى الأغذية
مؤلفات ابن النفيس فى اللغة والفقه والمنطق :
- طريق الفصاحة
- شرح كتاب التنبيه
- شرح الإشارات لابن سينا
- شرح الهدايه لابن سينا