كيف تكون صلاة المريض.. تعرف على صلاة المريض وكيف تكون ؟
الصلاة هي عماد الدين، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس، ولقد فرضها الله على المسلم خمس مرات في اليوم والليلة، ومن يقيمها سعد ورزق بالخير، ومن تركها أصابه الشقاء والهم، وغضب من الله عزوجل، لذلك وجب الحفاظ عليها في حالة الصحة والمرض، والإلتزام بها يكون أوجب في حال المرض… ولقد خصصنا هذا المقال لنجيب على سؤال كيف تكون صلاة المريض ؟.
صلاة المريض
- لقد أجمع أهل العلم على وجوب الإلتزام بالصلاة حتي في حال المرض حيث قالوا من لا يستطيع أن يصلي قائما، يمكنه أن يصلي جالسا، وإن عجز الفرد عن أن يصلي جالسا فيمكنه أن يصلي على جنبه، ويكون مستقبلا القبلة بوجهه، ولكنه من المستحب أن يكون الفرد على جنبه الأيمن.
- وإذا لم يتمكن الإنسان من الصلاة على جنبه يمكنه الصلاة مستلقي، وذلك لقول الرسول صل الله عليه وسلم لعمران بن حصين: (صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) رواه البخاري، وزاد النسائي: (فإن لم تستطع فمستلقيا).
- أما إذا نام الشخص المريض عن صلاته، أو نسيها فيجب عليه أن يؤديها حال تذكره لها، أو حال استيقاظه، ولا يجوز تركها لدخول وقت مثيلتها حتي يصليها فيه.
- وذلك لقوله الرسول صل الله عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك) رواه البخاري في (مواقيت الصلاة) برقم 562، ورواه مسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم 1102 ، 1104.
- لا يجوز للمسلم أن يترك الصلاة في أي حال حتى في حالة المرض، بل يجب على الشخص المريض الحرص على تأدية الصلاة في أيام مرضه أكثر بكثير من حرصه على تأديتها بأيام صحته.
- حيث لايجوز للمريض ترك صلاته في حالة ثبات عقله، لذلك يجب عليه تأديتها بوقتها إن استطاع، حيث أن تركه للصلاة متعمدا وهو ذو عاقل راجح فإن هذا يعد كفر حسب ما أجمع عليه أهل العلم، وكذلك لقول الرسول صل الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه ابن ماجه في (كتاب إقامة الصلاة)، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، والترمذي في (الإيمان) برقم
- ولقول النبي عليه الصلاة والسلام: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) رواه الترمذي في (الإيمان) برقم ( 2541 )، وأحمد في (مسند الأنصار) برقم ( 21008 ، 21054 ).
- كما يجوز للمريض الجمع بين الصلوات إن شق عليه الصلاة بوقتها، حيث يجوز له الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، والجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، سواء أكان جمع تقديم، أو كان جمع تأخير وذلك بحسب ما تيسر له.
- فإن شاء قدم المريض صلاة العصر مع صلاة الظهر، وإن شاء المريض تأخير صلاة الظهر مع صلاة العصر، وإن شاء المريض تقديم صلاة العشاء مع صلاة المغرب، وإن شاء المريض تأخير صلاة المغرب مع صلاة العشاء.
- ولكن لايجوز بتاتا الجمع بين صلاة الفجر مع ما قبلها من صلوات، ولا الجمع مع ما بعدها من صلوات، لأن وقت صلاة الفجر يكون منفصل عما قبلها من صلوات، وكذلك عما بعدها .
كيف تكون صلاة المريض ؟
هناك أسس وقواعد تحكم صلاة المريض والتي تتمثل فيما يلي:
- يجب على الشخص المريض أن يقوم بأداء صلاة الفريضة قائماً، ولو بشكل منحني، أو عن طريق اعتماده على جدار، أو اعتمادة على عصا.
- فإن كان المسلم لا يستطيع الصلاة قائما فيمكنه الصلاة جالسا، ومن الأفضل أن يكون الشخص جالس متربعا بموضع الركوع.
- فإن كان الشخص المريض لا يستطيع أن يصلي وهو جالس فيمكنه الصلاة وهو على جنبه في اتجاة القبلة ويكون على الجانب الأيمن.
- فإن كان المسلم المريض لا يستطيع أن يصلي على جنبه فيمكنه الصلاة مستلقياً بشرط أن تكون رجلاه بإتجاه القبلة، والأفضل له أن يقوم المريض برفع رأسه قليلاً فقط ليتجه للقبلة، ولكنه إن لم يستطع أن يجعل رجلاه في اتجاة القبلة فيمكنه أن يصلي حيث كانت، ولا يجب عليه الإعادة.
- وجب على المريض أن يقوم بالركوع، والسجود بصلاته، فإن لم يتمكن من ذلك يمكنه أن يومأ برأسه، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن تمكن من الركوع دون السجود، فعليه الركع حال الركوع، وأن يومأ بالسجود، ولكنه إن استطاع يسجد دون الركوع، فعليه السجد حال السجود، وأومأ بالركوع.
- فإن كان المريض لا يستطيع أن يومأ برأسه في الركوع، أو السجود، فيمكنه أن يشير بعينه في السجود، حيث يغمض عينيه قليلاً للركوع، ويغمضهم تغميضاً كاملا للسجود، بالنسبة لما يفعله بعض المرضى من لإشارة بالإصبع فهو أمر غير صحيح، ولا يوجد علم له من الكتاب، أو السنة.
- فإن كان الشخص المريض لا يستطيع أن يومأ برأسه، ولا أن يشير بعينه فعليه أن يصلى بقلبه، حيث يكبر ويقرأ، ويقوم بنوي الركوع، وكذلك السجود، والقيام أيضا، والقعود بقلبه: فكما قال الحبيب المصطفي “ولكل امرئ ما نوى”.
- يجوز للمريض المسافر للعلاج بخارج بلده أن يجمع بين الصوات سواء أكان جمع تقديم، أو جمع تأخير، كما يمكنه قصر الصلاة الرباعية حيث يمكنه أن يصلي صلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة العشاء ركعتين، لحين رجوعه لبلده سواء طالت أو قصرت مدة سفره.