كيف أشكر الله على استجابة الدعاء ؟.. تعرف على طرق شكر الله على فضل استجابة الدعاء

شكر الله على نعمه هو واحد من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلم، ومن بين النعم التي أنعم الله بها على المؤمن هي إجابة دعائه، ولقد خصصنا هذا المقال لنجيب على سؤال كيف أشكر الله على استجابة الدعاء ؟.

الشكر

  • هو عباراة عن مجازاة الشخص على ما قدمه لنا من إحسان، ويعرف أيضا بأنه الثناء الجميل على كل من يقوم بتقديم الإحسان والخير لنا.
  • والله سبحانه وتعالى هو أجل من يستحق الثناء والشكر من عباده، لما لله عزوجل من نعم عظيمه على عباده في الدنيا، هذا ولقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بوجوب شكره على نعمه عليهم، وعدم جحودها، حيث قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُون).
  • ويعد الرسل والأنبياء عليهم السلام هم أعظم من قام بشكر الله عزوجل على نعمه، فلقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
  • كما قال تعالى: ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ).
الدعاء منهج حياة - كيف أشكر الله على استجابة الدعاء
الدعاء منهج حياة – كيف أشكر الله على استجابة الدعاء

نعم الله على عباده من القرأن والسنة

ذكر الله سبحانه وتعالى  في كتابه العزيز بعض النعم التي أنعم الله بها على عباده، وأمرهم بشكره عليها، ومن بين هذه الأيات:

  1. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ).
  2. ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ ).
  3. ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
  4. ولايمكن حصر نعم الله على عباده حيث قال تعالى في كتابه العزيز( وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ )، كما قال( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ).
  5. دلائل من السنة عن فضل شكر النعم، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ : ( يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، فَقَالَ : أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ) رواه أبو داود ( 1522 ) والنسائي ( 1303 )، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .
  6. شكر الله على النِّعَم يكون سبب رئيسي في زيادتها، فلقد قال الله سبحانه وتعالى: ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).

كيف أشكر الله على استجابة الدعاء ؟

شكر الله على النعم العظيمة التي وهبنا الله بها واجب على كل مسلم ومن بين هذه النعم هي نعمة استجابة الدعاء.. أسس الشكر تكون كالتالي:

  • قال ابن القيم  رحمه الله في تعريفه لشكر الله على نعمه:
  • “والشكر يكون بالقلب: خضوعاً واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافاً، وبالجوارح: طاعةً وانقياداً ” مدارج السالكين ” ( 2 / 246 ) .
  • وتفصيل ذلك:
  1. شكر القلب معناه، إستشعار القلب بقيمة ما أنعم الله به على عباده من نعم، وأن يعترف بها، قال تعالى: ( وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ).
  • هذا الاعتراف يعد واجب على العبد، لأن من ينسب هذه النعم لغير الله  تعالى يعتبر كفر .
  1. شكر اللسان يكون بالإعتراف لفظاً بأن الله هو المنعَم على عباده، وكذلك اشتغال اللسان بشكر الله والثناء عليه.
  • حيث قال تعالى ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ).
  • فلقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم في حديث شرف قوله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ) رواه مسلم ( 2734 ) .
  • ولقد قال بعض السلف: ” مَن كتم النعمة: فقد كفَرها، ومن أظهرها ونشرها: فقد شكرها ” .
  • هذا وعلق ابن القيم على الأمر بقوله: ( إن الله إذا أنعم على عبد بنعمة: أحب أن يَرى أثر نعمته على عبده ) ” مدارج السالكين ” ( 2 / 246 ) .
  1. شكر الجوارح يكون بتسخير العبد كل جوارحه في طاعة الله، وتجنيبها ارتكاب المعاصي وما نهى الله عنه من أثام.
  • ولقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ).
  • هذا وكما ذكر في الحديث الشريف عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ فَقَالَ : ( يَا عَائِشَةُ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ) رواه البخاري ( 4557 ) ومسلم ( 2820 ) .
  • كما قال أبو هارون: دخلتُ على أبي حازم، فقلت له: يرحمك الله، ما شكرُ العينين ؟ قال: إذا رأيتَ بهما خيراً: ذكرته، وإذا رأيتَ بهما شرّاً: سترته، قلت: فما شكر الأذنين ؟ قال: إذا سمعتَ بهما خيراً: حفظته، وإذا سمعتَ بهما شرّاً: نسيتَه .
  • هذا كما قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
  • “الشكر على درجتين : إحداهما واجب، وهو أن يأتي بالواجبات، ويتجنب المحرمات، فهذا لا بد منه، ويكفي في شكر هذه النعم”.
  • قال بعض السلف في شرح الأمر بأن: ” الشكر: ترك المعاصي “، وقال بعضهم: ” الشكر أن لا يُستعان بشيءٍ من النعَم على معصيته “.
  • أما الدرجة الثانية من الشكر بحسب شرح ابن رجب الحنبلي: الشكر المستحب، وهو أن يعمل العبد بعد أداء الفرائض، واجتناب المحارم: بنوافل الطاعات، وهذه درجة السابقين المقربين.” جامع العلوم والحكم ” ( ص 245 ، 246 ) .
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء
كيف أشكر الله على استجابة الدعاء

المراجع

المصدر الأول

المصدر الثاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *