من رحمة الله تعالى بعباده أن شرع لهم عبادات تقربهم إليه ومن بينهم أفضل هذه العبادات وهي عبادة التوبة التي يتوسل فيها العبد المذنب لربه، يطلب منه التوبة والمغفرة، وتتمثل هذه العبادة في صلاة التوبة… ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف عن كيفية صلاة التوبة من الذنب.
كيفية صلاة التوبة من الذنب
سنتعرف معا في هذا المقال عن كل ما يخص صلاة التوبة:
صلاة التوبة
- اتفق العلماء على أن صلاة التوبة موصوفة في الشريعة، (روى أبو داوود (1521) أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: لا يوجد من يرتكب خطية يطهر نفسه ويقف ويصلى ركعتين ، ثم يسأل الله عن الصفح ، ولكن الله يغفر له).
- ثم قرأ هذه الآية: ” وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)”[آل عمران].
- كما روى أحمد (26998) أن أبو الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من توضأ، ثم يقف ويصلى ركعتين أو أربعة، والذي يتذكر الله تعالى ويركز جيدا، ثم يسأل الله عن الصفح، سوف يغفر له) اسناده حسن، كما نقل عنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3398).
2- سبب صلاة التوبة
- والسبب في صلاة التوبة هو إذا وقع المسلم في الذنب أو ارتكب معصية، سواء أكانت كبرى أم صغرى، فعليه أن يتوب عنها مباشرة ويوصى له أن يصلي هاتين الركعتين.
- وعندما يتوب عليه أن يفعل عمل صالح هو واحد من أفضل الأعمال، أي الصلاة، حتى يقترب من الله تعالى على أمل أن يقبل توبته، ويغفر له خطيته.
3- وقت صلاة التوبة
- يستحب تقديم هذه الصلاة عندما يقرر المسلم التوبة من الخطيئة التي ارتكبها، وما إذا كانت هذه التوبة تأتي مباشرة بعد ارتكاب الخطيئة أم لاحقاً.
- يجب على العاصي أن يسارع إلى التوبة، لكن إذا تأخر في ذلك، فسيظل مقبولاً، لأن التوبة مقبولة طالما أن أحد العوائق التالية لا يحدث:
- عندما تصل الروح إلى الحلق (عند الموت)، فلقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “إن الله سيقبل توبته ما دام لم يبدأ الموت بعد”. وصنفه الألباني في صحيح الترمذي ( 3537).
- عندما تشرق الشمس من الغرب، قال النبي صل الله عليه وسلم: “من تائب قبل أن تشرق الشمس من جهة الغرب يقبل الله توبته” رواه مسلم (2703).
- هذه الصلاة موصوفة في جميع الأوقات بما في ذلك الأوقات التي تكون فيها الصلاة غير مسموح بها (مثل بعد صلاة العصر)، لأنها واحدة من الصلوات التي تتم لسبب ما، لذلك يتم وصفها عند وجود سبب وجودها.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الصلوات التي تتم لسبب، مثل سجود التلاوة، تحية المسجد، صلاة الكسوف، الصلاة مباشرة بعد تطهير النفس، كما جاء في حديث بلال، وصلاة الاستخارة لا ينبغي يتأخر إذا جاء السبب في وقت لا يجوز فيه الصلاة، وذلك لأن تأخيرها قد يجعل المرء يفتقده، كما لو أن من يصلي قد يغيب عن الشيء الذي يبحث عن الإرشاد إذا تأخر الصلاة.
- وينطبق الشيء نفسه على صلاة التوبة، إذا ارتكب الإنسان خطيئة، وجب عليه التوبة على الفور، ويوصى له أن يصلي ركعتين، ثم يتوب، كما يقول في حديث أبي بكر الصديق، اقتبس من “مجموع الفتاوى” (23/215).
4- وصف صلاة التوبة
- صلاة التوبة ركعتين، ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه يستحب أن يتم تخصيص قراءات معينة لهاتين الركعتين، لذلك يمكن لمصليها أن يقرأ ما شاء .
- يشرع لمن يتوب الصلاة وحده لأنه واحد من صلاة النافلة التي لا يشرع لها في الجماعة، بعد ذلك يشرع أن يسأل الله عز وجل.
- وثبت أن كعب بن مالك – رضي الله عنه – قال: “إن قبل الله تعالى توبته: يا رسول الله، فإنني سأترك ثروتي بصفتي جزء من تديري كخيالة لله ورسوله”. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حافظ على بعض من ثروتك، لأنه خير لك”. قال: ثم سأبقي حصتي في خيبر. متفق عليه.
- ويستحب أن يقوم التائب بالإجتهاد بعمل الصالحات بالإضافة لهذه الصلاة، فلقد قال الله تعالى: ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ).
- وهذه الصالحات تكون بالإكثار من الصدقة.
1- هذه الصلاة ثبت من النبي صلى الله عليه وسلم.
2- يشرع عندما يتوب المسلم من أي خطيئة، سواء كان خطيئة كبرى أو خطيئة صغرى، وما إذا كانت هذه التوبة تأتي مباشرة بعد ارتكاب الخطيئة أو بعد مرور بعض الوقت.
3- يجوز تقديم هذه الصلاة في أي وقت، بما في ذلك الأوقات التي تكون فيها الصلاة غير مسموح بها.
4- يستحب التائب أن يقوم ببعض الأعمال الصالحة مع هذه الصلاة، مثل الصدقة الخ.