قصص السلف عن الشكر… تعرف على بعض قصص شكر السلف الصالح لله عزوجل
السلف الصالح هم صحابة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام والتابعين من بعدهم، وللسلف الصالح العديد من الخصال والصفات الحسنة فهم من تشبعوا برؤية النبي، وعاشوا معه وإهدتوا بهدية، واتبعوا سنته على خير وجه… ومن بين خصالهم الحمد والشكر على النعم… ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف معا على قصص السلف عن الشكر:
من هم السلف ؟
السلف اصطلاحا: يعرف السلف الصالح بأنهم الصحابة، والتابعون، وتابعيهم من الأئمة المقتدى بهم، كالأئمة الأربعة، والبخاري، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم الكثير من الأئمة الأعلام الأجلاء الذين شُهد لهم الجميع بالإمامة في الورع، والدين، والتقوى.
قصص السلف عن الشكر
رويت العديد من الأحاديث التي توضح طريقة السلف الصالح في شكر الله عزوجل والتي سنتعرف عليها فيما يلي:
1. ما ذكر عن سفيان بن عيينة أنه قال: الشاكر الذي يعلم أن النعمة من الله تعالى: أعطاه إياها، لينظر: كيف يشكر، وكيف يصبر.
حلية الأولياء(7/ 287)
2. كما قال سفيان بن عيينة بأن: مطرت مكة مطراً، تهدمت منه البيوت، فأعتق ابن رواد جارية: شكراً لله، إذ عافاه من ذلك.
حلية الأولياء(8/ 191)
3. عن عمرو بن السكن قال: كنت عند سفيان بن عيينة، فقام إليه رجل من أهل بغداد؛ فقال: يا أبا محمد، أخبرني عن قول مطرف: لأن أعافى، فأشكر؛ أحب إلي: من أن أبتلى، فأصبر؛ أهو أحب إليك، أم قول أخيه أبي العلاء: اللهم، رضيت لنفسي ما رضيت لي؟ قال: فسكت سكتة؛ ثم قال: قول مطرف: أحب إلي؛ فقال الرجل: كيف، وقد رضي هذا لنفسه ما رضيه الله له؟ قال سفيان: إني قرأت القرآن، فوجدت صفة سليمان مع العافية التي كان فيها: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ووجدت صفة أيوب مع البلاء الذي كان فيه: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}، فاستوت الصفتان، وهذا معافى، وهذا مبتلى؛ فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر؛ فلما اعتدلا: كانت العافية مع الشكر، أحب إلي، من البلاء مع الصبر. حلية الأولياء(2/ 212 – 213)
4. قال رجل لأبي حازم – سلمة بن دينار -: ما شكر العينين؟ فقال: إن رأيت بهما خيراً، أعلنته؛ وإن رأيت بهما شراً، سترته.
– قال: فما شكر الأذنين؟ قال: إن سمعت بهم خيراً، وعيته؛ وإن سمعت بهما شراً، دفنته.
– قال: ما شكر اليدين؟ قال: لا تأخذ بهما ما ليس لك، ولا تمنع حقاً لله هو فيهما.
– قال: وما شكر البطن؟ قال: أن يكون أسفله طعاماً، وأعلاه علماً.
– قال؟ وما شكر الفرج؟ قال: كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ).
– قال: فما شكر الرجلين؟ قال: إن رأيت ميتاً غبطته، استعملت بهما عمله؛ وإن رأيت ميتاً مقته، كففتهما عن عمله؛ وأنت شاكر لله عز وجل؛ فأما من يشكر بلسانه، ولم يشكر بجميع أعضائه؛ فمثله: كمثل رجل له كساء، فأخذ بطرفه، ولم يلبسه؛ فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد، والثلج والمطر. حلية الأولياء(3/ 243)
5. عن عبد الله بن أبي نوح قال: قال رجل لي في بعض السواحل: كم عاملته ـ تبارك اسمه ـ بما يكره، فعاملك بما تحب؟ قلت: ما أحصي ذلك كثرة؛ قال: فهل قصدت إليه في أمر كربك فخذلك؟ قلت: لا والله، ولكنه أحسن إلي، وأعانني.
– قال: فهل سألته شيئاً قط، فما أعطاك؟ قلت: وهل منعني شيئاً سألته؟ ما سألته شيئاً قط، إلا أعطاني، ولا استعنت به إلا أعانني.
– قال: أرأيت، لو أن بعض بني آدم: فعل بك بعض هذه الخلال، ما كان جزاؤه عندك؟ قلت: ما كنت أقدر له على مكافأة، ولا جزاء.
– قال: فربك تعالى أحق وأحرى: أن تدأب نفسك في أداء شكر نعمه عليك، وهو قديماً وحديثاً يحسن إليك؛ والله، لشكره أيسر من مكافأة عباده؛ إنه تبارك وتعالى: رضي بالحمد من العباد شكراً. حلية الأولياء(6/ 298 – 299).
6. عن سلام بن أبي مطيع قال: أتينا الجريري وكان قدم من الحج؛ فجعل يقول: أبلانا الله في سفرنا كذا، وأبلانا في سفرنا كذا؛ ثم قال: كان يقال: إن تعداد النعم من الشكر. حلية الأولياء(6/ 200)
7. مر أبو معاوية – الأسود – يوماً، فوجد خمس عشرة حبة فول ـ قال: فلقطها، ثم ولى وجهه إلى القبلة، فحمد الله، وأثنى عليه؛ ثم قال: أي رب، ارزقني شكر ما رزقتني، فإني لو حمدتك من يوم خلقت الدنيا، إلى أن تقوم الساعة؛ ما أديت شكر هذا اليوم.
حلية الأولياء(8/ 272)
8. عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني، قال له: أنا أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير؛ يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة، فأحببت بقائها ودوامها: فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله عز وجل قال في كتابه: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}
– وإذا استبطأت الرزق: فأكثر من الاستغفار، فإن الله تعالى قال في كتابه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}، يا سفيان، إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره، فأكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج، وكنز من كنوز الجنة؛ فعقد سفيان بيده، وقال: ثلاث، وأي ثلاث؟ قال جعفر: عقلها والله أبو عبد الله، ولينفعنه الله بها. حلية الأولياء(3/ 193)