شكر الله على نعمه يجلب الخير والبركة والرحمة للإنسان، فكما أنعم الله علينا بكل نعمه الظاهر منها والباطن وجب علينا شكره وحمده عليها.. سنتعرف معا هنا على كيف أشكر الله حق شكره:
شكر الله على نعمه
يتعين على الإنسان أن يشكر الله ويحمده على كل ما رزقه به، والشكر لابد أن يكون بكل الجوارح حتي يكون وافي لقدر النعمة والذي سنتعرف عليه في التالي ذكره:
- يكون الشكر بالقلب استكانة، وخضوع كما قال ابن القيم في المدارج.
- ويكون الشكر باللسان اعترافا، و ثناءا.
- كما يكون الشكر بالجوارح انقيادا، وطاعة.
- وحسب ما ذكر ابن القيم فإن الله تعالى قد أمرنا بالشكر ونهانا عن النكران، كما أثنى الله تعالى على أهل الشكر، ووصفهم بأنهم خواص خلقه، كما وعدهم بأحسن الجزاء، هذا وجعل الله الشكر سببا في زيادة النعم، وكالحارس لها.
- والشكر اسم مشتق من أسماء الله الحسنى، فالله عزوجل هو الشكور، والشكر هو أهم غايات الله من عباده, وأهل الشكر يمثلون القليل من عباد الله حيث قال الله تعالى : (وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
أيات قرأنية عن الشكر لله على نعمه
- كما قال: (وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) وقال الله تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ)
- وقال تعالى عن سيدنا نوح عليه السلام: (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا)
- كما قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
- وقال تعالى: (وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
- كما قال تعالى: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)، وقال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
- وقال الله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ).
- هذا كما أكد الله على رضاه عن عبده الشكور بقوله تعالى: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)
- هذا وذكر الله تعالى في كتابه العزيز أن قلة فقط من عباده هم الشاكرين حيق قال تعالى: (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
الشكر في حياة النبي ومما ذكر في السنة النبوية
- في الصحيحين عن الرسول صل الله عليه وسلم: (أنه قام حتى تورمت قدماه فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا).
- وقال الرسول الحبيب لمعاذ : (والله يا معاذ إني لأحبك، فلا تنس أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
- ومن حديث ابن عباس رضي الله عنه، قال أن الرسول صل الله عليه وسلم كان دائم الدعاء بهذه الكلمات : (اللهم أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك رهابا لك مطاوعا لك مخبتا إليك أواها منبيا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري)
قواعد الشكر
يبنى الشكر على 5 قواعد هما:
- وجوب خضوع الشاكر التام للمشكور.
- حب الشاكر للمشكور.
- اعتراف الشاكر بنعمة المشكور.
- ثناء الشاكر على المشكور بما أنعم عليه به.
- أن لا يستعمل الشاكر نعم المشكور فيما يكره.
كيف يكون شكر الله حق شكره
يكون شكر العبد لله من خلال ما يلي:
- أداء العبد للفرائض، فالعبد بهذا يكون قام بأعظم أيات الشكر لله، حيث روى الإمام البخاري في صحيحه عَنْ سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).
- أداء النوافل: تعد واحدة من خطوات شكر الله حق شكره ومن أسهلها وأعظمها، وأخفها على اللسان هي ذكر الله سبحانه وتعالى، (فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ)، رواه الترمذي، وأحمد وابن ماجه، وصححه، وحسنه الألباني.
- كما قال الحبيب المصطفي، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى). رواه الترمذي، وبن ماجه، وصححه الألباني.
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني
