معلومات عن الكندي أبو الفلسفة العربية .. حياته ونظرته الفلسفية والفلكية
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الصباح الكندي ، هو فيلسوف عربي ورياضى ويعد أول الفلاسفة المتجولين المسلمين حيث أشاد به الجميع ولقب بـ “أبو الفلسفة العربية” لتوليفه وتكييفه وترويجه للفلسفة اليونانية والهيلنستية في العالم الإسلامي . تابع معنا المقال لتتعرف على مجموعة معلومات عن الكندي :
معلومات عن الكندي
- كان الكندي سيدًا في العديد من مجالات التفكير المختلفة وكان يعتبر من أعظم الفلاسفة المسلمين في عصره فكان تأثيره في مجالات الفيزياء والرياضيات والطب والفلسفة والموسيقى بعيد المدى واستمر لعدة قرون
- قد أشاد ابن النديم في كتابه الفهرست بالكندي وعمله قائلاً : أفضل رجل في عصره ، فريد في معرفته بكل العلوم القديمة يطلق عليه فيلسوف العرب ، تتعامل كتبه مع مختلف العلوم مثل المنطق ، الفلسفة ، الهندسة ، الحساب ، علم الفلك
- ساهم الكندي في تأسيس الفلسفة في العالم الإسلامي وحاول جاهدا فى تحقيق الإنسجام بين الفلسفة واللاهوت الإسلامي والعقيدة
- تم ترجمة الكثير من النصوص الفلسفية تحت إشرافه لتكون النصوص المعيارية في العالم الإسلامي لقرون ، حتى بعد أن طغت على تأثيره الفلسفى بعض الفلاسفة الذين جاءوا من بعده
- كان الكندي شخصية مهمة في أوروبا في القرون الوسطى ، وقد ترجمت العديد من كتبه إلى اللاتينية مما تأثر المؤلفين الغربيين مثل روبرت جروسيتستي و روجر بيكون
حياته :
ولد الكندي في الكوفة لعائلة أرستقراطية من قبيلة كندة من أصول زعيم آل الأشعث بن قيس ، حيث تنتمي عائلته إلى أبرز عائلات النبلاء في الكوفة في بداية العصر الإسلامي إلى أن فقدت الكثير من سلطتها بعد ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث . كان والد الكندي إسحاق حاكم الكوفة
وتلقى الكندي تعليمه الإبتدائي بمدينة الكوفة ثم ذهب بعد ذلك لإكمال دراسته في بغداد تحت رعاية المأمون و آل معتصم أحد الخلفاء العباسيين ، وبسبب معرفته وإستعداده للدراسة عينه المأمون في بيت الحكمة وهو مركز كان مؤسس حديثًا لترجمة النصوص الفلسفية والعلمية اليونانية في بغداد ، كما كان معروفًا عن الكندي خطوطه الجميلة لذلك عمل فى إحدى المراحل كخطاط
عندما مات المأمون أصبح شقيقه المعتصم الخليفة ، ولم يتردد أبدا عن تعزيز مكانة الكندي حيث عينه كمدرس لإبنه ، لكن عند سيطرة الواثق بالله على الحكم لمدة 4 سنوات ومن بعده المتوكل على الله لمدة 14 سنة تضاءلت مكانة الكندي حيث يقول البعض أن سبب ضعف مكانته يرجع إلى كثرة المنافسات العلمية في بيت الحكمة ، ويشير آخرون إلى إضطهاد المتوكل على الله للكندي في كثير من الأحيان وثبت أن في مرحلة ما تعرض الكندي للضرب وصودرت مكتبته مؤقتًا .
الكندي وعلم الفلسفة والفلك :
عمل الكندي على تطوير الفلسفة الإسلامية لذلك ترجم الفكر اليوناني ليكون متاحًا ومقبولًا لدى المسلمين كما ترجم العديد من النصوص الهامة مثل المفردات الفلسفية القياسية
أما على الجانب الفلكى ، فقد أيد الكندي النظام الشمسي من وجهة نظر بطليموس ، الذي وضع الأرض في مركز سلسلة من الكرات المختلفة والتي تدور فيها الأجسام السماوية المعروفة القمر ، عطارد ، الزهرة ، الشمس ، المريخ ، المشتري وغيرها من الكواكب والنجوم
وفي إحدى مقالاته حول هذا الموضوع يقول “إن هذه الأجسام ماهى إلا كيانات عقلانية تكون حركتها الدائرية طاعة الله وعبادة له” كما إعتقد الكندي أن دور النجوم والكواكب كأدوات للرعاية الإلهية وقدم أدلة تجريبية على نظريته وهى تميز الفصول المختلفة بترتيبات معينة للكواكب والنجوم وأبرزها الشمس ؛ حيث يختلف مظهر وطريقة الناس وفقًا لترتيب الأجسام السماوية المطلة على منطقة معيشتهم .
بعض أعماله الفلكية :
- كتاب دينونة النجوم ويناقش فيه الفصول الأربعة وأشعة النجوم
- رسائل الطقس والأرصاد الجوية
- دراسة الكسوف
- دراسة حول سيادة العرب ومدة حكمهم
- رسالة حول روحانية الكواكب
الكندي وعلم البصريات :
كان الكندي أول كاتب رئيسي في علم البصريات منذ العصور القديمة حيث وضعه روجر بيكون فى المرتبة الثانية بعد بطليموس ككاتب في هذا الموضوع . طور الكندي نظرية إقليدس وأيدها والتى تقول أن كل شيء في العالم يصدر أشعة في كل اتجاه تملأ العالم كله ، وكان لهذه النظرية تأثيرا كبيرا على العلماء فيما بعد مثل ابن الهيثم .
وفاته :
توغى الكندي عام 866 عن عمر يناهز ال 65 عام ، وبعد وفاته سرعان ما وقعت أعماله الفلسفية وفقد الكثير منها لأسباب غامضة ، حيث يقترح فيليكس كلاين عدداً من الأسباب أولا نتيجة العقيدة المتشددة للخليفة لمتوكل على الله مما دفع المغول لتدمير عدد من المكتبات لا يحصى خلال فترة الغزو ، والسبب الأخر والأكثر إحتمالا هو أن كتاباته لم تجد شعبية بين الفلاسفة الذين جاءوا من بعده مثل الفارابي وابن سينا .