سيرة ذاتية عن الجاحظ ..إليك ماترغب في معرفته عن صاحب كتاب البخلاء وأبرز صفاته
أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري من مواليد البصرة عام 776 ه (ديسمبر 868 / يناير 869) ويعتبر من أبرز كتاب النثر العربي وله العديد من الأعمال الأدبية كاللاهوت المعتزلي ، والجدل السياسي والديني , ولمزيد من المعلومات حول موضوع سيرة ذاتية عن الجاحظ تابع معنا المقال التالي .
سيرة ذاتية عن الجاحظ
حياته المبكرة
كثيرون منا لايعرفون سوي معلومات قليلة عن الحياة المبكرة للجاحظ ،فقد ولد بمدينة البصرة في أوائل عام 160 / فبراير 776 وطالما عانت عائلته من الفقر الشديد وتعود أصوله إلي قبيلة بنو كنانة .
كفاحه
من أجل مساعدة أسرته قام الجاحظ ببيع الأسماك علي إحدي القنوات المائية في البصرة إلا أن الصعوبات المالية لم تمنعه من السعي باحثا عن المعرفة حيث كان يجتمع مع مجموعة من الشبان الآخرين في مسجد البصرة الرئيسي لمناقشة العديد من المواضيع العلمية كما حرص علي حضور العديد من المحاضرات التي قدمها أقطاب الشيوخ في فقه اللغة ، والمعاجم الشعرية والشعر.
منبع ثقافته
علي مدى خمسة وعشرون عاما تابع الجاحظ دراسته خلالها حيث اكتسب معرفة كبيرة بالشعر العربي ، والفلسفة العربية ، والتاريخ العربي الإسلامي.
درس القرآن والأحاديث. بالإضافة إلى حرصه على قراءة كتب مترجمة عن العلوم اليونانية والفلسفة الهلنستية ، لا سيما تلك التي كتبها الفيلسوف اليوناني أرسطو.
تيسر تعليمه بسبب النهضة الثقافية والفكرية التي عمت أرجاء الخلافة العباسية في ذلك الوقت حيث أصبحت الكتب متاحة بسهولة وبالتالي أصبح التعلم متاحا .
بدايته المهنية
أثناء وجوده في البصرة ، كتب الجاحظ مقالا عن مؤسسة الخلافة. ويعد هذا المقال بمثابة بداية حياته المهنية ككاتب ، والذي سيصبح مصدر رزقه الوحيد فيما بعد, ويقال إن والدته عرضت عليه ذات مرة صينية مليئة بالدفاتر وأخبرته أنه سيكسب رزقه من الكتابة.
قام بكتابة مائتي كتاب في حياته يحتوى علي مجموعة متنوعة من المواضيع ، بما في ذلك قواعد اللغة العربية ، علم الحيوان ، الشعر ، المعجم ، والبلاغة مع العلم أن كتاباته لم ينج منها سوي ثلاثين كتابا .
من الجدير بالذكر أن نعرف بأن الجاحظ من أوائل الكتاب العرب الذين اقترحوا إجراء مراجعة شاملة للنظام اللغوي للغة ، على الرغم من أن ذلك لم يتم حتى يتولى زميله اللغوي ابن معاش هذه المسألة بعد مائتي عام .
انتقاله إلى عاصمة الخلافة
في عام 816 م انتقل الجاحظ إلى بغداد ومنها إلي عاصمة الخلافة ، حيث حرص الخلفاء العباسيين على تشجيع العلم والعلماء وأسسوا بيت الحكمة بسبب رعاية الخلفاء رغبة في الوصول إلى جمهور أوسع .
بقي الجاحظ في بغداد (ثم سامراء) ، حيث كتب عددًا كبيرًا من كتبه وقد أراد الخليفة المأمون أن يقوم الجاحظ بتعليم أبنائه ، لكن بعد ذلك غير رأيه عندما خاف أطفاله من عيون الجاحظ لجحوظ عينيه.
عاش الجاحظ تحت رعاية الفتح بن خاقان ، رفيق الخليفة المتوكل ، ولكن بعد مقتله في ديسمبر عام 861 غادر سامراء إلى مسقط رأسه (البصرة) واستقر بها إلى أن توفي هناك في أواخر عام 868 عندما انهارت عليه كومة كتب من مكتبته الخاصة وفقا لإحدي الروايات .
أهم كتبه
– كتاب الحيوان
عبارة عن موسوعة من سبعة مجلدات يضم عدد من الحكايات والأوصاف الشعرية والأمثال تصف أكثر من 350 نوعا من الحيوانات. وقد اعتبر هذا العمل من قبل العالم الإسلامي “الخطيب البغدادي” في القرن الحادي عشر “أكثر من مجرد سرقة من كتاب أرسطو الذس حمل إسم ( كتيب الحياة )
ولاحظ الباحثون في وقت لاحق أنه لم يكن هناك سوى تأثير أرسطي محدود في عمل الجاحظ ، وأن البغدادي ربما كان غير مصاب بعمل أرسطو .
يخرج الفأر لطعامه ، وهو ذكي في الحصول عليه ، لأنه يأكل كل الحيوانات التي تكون أقل قوة منه فكل حيوان ضعيف يلتهم تلك الأضعف من نفسه
– كتاب البخلاء ( كتاب الأخطاء ) ( أفاريس )
يضم الكتاب مجموعة من القصص عن الجشع. حيث سيطرالأسلوب الساخر المضحك علي نثر الجاحظ .حيث ركز علي السخرية من تلاميذ المدارس والمتسولين والمغنين والكتّاب لسلوكهم الجشع ويعتبر الكتاب من أفضل أعمال الجاحظ .
– كتاب البيان والتبيان (كتاب البلاغة والتظاهر)
كان البيان والتبيان من أعمال الجاحظ اللاحقة ، حيث ركز فيه على الألفاظ والخطب البلاغية والقادة الطائفيين والأمراء. على الرغم من أنه لم يكن شاعرًا ولا عالمًا لغويًا بالمعنى الصحيح ، فقد اهتم الجاحظ بالكتابة في أي موضوع يمكن تخيله .
بدأ الجاحظ في إرساء دعائم النظرية العربية الأدبية بطريقة رسمية ونظامية. كما جاء تعريف الجاحظ للبلاغة بأنها كقدرة المتكلم على إيصال رسالة فعالة مع الاحتفاظ بها كإيجاز أو تفصيل في الإرادة وقد لاقي هذا التعريف قبولا واسعا من قبل النقاد الأدباء العرب.
وفاته
عاد الجاحظ إلى البصرة بعد إصابته بشلل نصفي وذلك بعد أن أمضى أكثر من خمسين عاما في بغداد حتي توفي في البصرة في الشهر العربي من محرم في عام 255 / ديسمبر 868 – يناير 869 م لكن السبب الدقيق للوفاة غير واضح حيث تعددت الروايات في هذا الشأن لكن الافتراض الشائع هو أن الجاحظ توفي في مكتبته الخاصة بعد أن سقطت عليه أحد أكوام الكتب الكثيرة ، مما أدى إلى مقتله على الفور.