تتعدد مظاهر حب الله لعباده، ولقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز وفي سنة الحبيب المصطفي، ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على أثار محبة الله للعبد.
مظاهر حب الله لعباده
- تتعدد مظاهر حب الله لعباده، فمنها ما ذكر في الحديث الشريف الذي قد رواه البخاري، عن أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
- قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، أن الله تعالي قال: (من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته.
- وفي رواية أخرى: “فإذا أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً”.
و اشتمل الحديث السابق على عدد كبير من مظاهر حب الله عزوجل لعبده، والمتمثلة فيما يلي:
1- توفيق العبد للطاعات، وعصمته من السيئات.
2- كراهة الله مساءة العبد بالموت.
3- إجابة الله لدعاء عبده، والعمل على إعاذته مما يستعيذ منه.
4- إعطاء العبد ما سأل والحصول على تأييد الله.
5- كما إذا أحب الله عبدا أمر أهل السماء أن يحبوه، ووضع له القبول في الأرض، حسب ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: (إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض).
أثار محبة الله للعبد
تتعدد العلامات التي يمكن للعبد التعرف منها على حب الله له، والتي تتمثل فيما يلي:
- يوفق الله العبد لطاعته، كما يصرفه عن معصيته، وكذلك يجيب دعائه.
- يثبت الله العبد عند الإيتلاء، فالله إذا أحب عبدا إبتلاه، ولكن يظن بعض الناس أن الله سبحانه وتعالى إذا لم يرزقه السعه في الرزق، والصحة والعافية، فإن الله لايحبه، ولكنه إعتقاد خاطئ، فرد الله تعالى على أحاب هذا الإعتقاد في كتابه العزيز بقوله: فَأَمَّا الْأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا…….
- هذا كما رد عليهم في السنة النبوية بالحديث الشريف الذي رواه الترمذي وحسنه: (وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط).
- كما قال (أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه” فقد روى الترمذي وصححه، وصححه ابن حبان والحاكم عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة).
- حسن التدبير للعبد، فالله إذا أحب عبدا فإنه يربيه على أحسن نظام من الطفولة، كما يكتب الإيمان بقلبه، ويرزقه بنور العقل، ويجتبيه لمحبته، ويشغل لسان العبد بذكره، كما يشغل جوارح عبده بطاعته.
- إن الله إذا أحب عبدا رفق به، أي أخذ بحسن صنيعه وعامله بلطف ولين.
- إذا أحب الله عبدا رزقه القبول في الأرضبمعني رزقه محبة الناس وثناءهم، بحسب ما جاء في الحديث أن الرسول – صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.
- إذا أحب الله عبدا وفقه للقيام بالعملٍ الصالحٍ قبل الموت، فلقد جاء في الحديث عن أن الرسول – صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: “إن الله إذا أحب عبداً استعمله، قالوا: كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال: يوفقه لعملٍ صالحٍ قبل الموت”.
دعاء طلب محبة الله
(فاللهم أرزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك)
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني
المصدر الثالث