خلد التاريخ اسم طارق بن زياد بإعتباره أحد أشهر القادة العسكرين المسلمين وقد تجلت بطولاته في توليه قيادة أول جيش إسلامي في شبه جزيرة أيبيريا وإليه ترجع تسمية جبل طارق بهذا الإسم ولمزيد من المعلومات حول موضوع سيرة ذاتية عن طارق بن زياد تابع معنا المقال التالي .
سيرة ذاتية عن طارق بن زياد
نشأته وحياته
شهدت الجزائر وتحديدا منطقة خنشلة ميلاد فاتح الأندلس طارق بن زياد وكان ذلك عام 50 للهجرة , وقد نشأ نشأة إسلامية حيث تربي علي حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي تركت أثرها علي أخلاقه ولكنه رغم ذلك ظل يتحدث بلهجته الأمازيغية.
– ينتمي طارق بن زياد إلي أصول غير عربية فهو من أبناء قبيلة نفزة البربرية الذين استقروا في بلاد المغرب العربي .
صفاته الإنسانية
– تميز طارق بن زياد بعدة صفات جعلت منه انسانا مثاليا فقد كان متواضعا وراضيا وقنوعا فلم يتناحر من أجل الدنيا ,وظل دائما وفيا لأصدقائه فلم يخلف وعده قط ومن أبرز الدلالات علي ذلك إلتزامه بعهد الأمان الذي أعطاه لبعض المدن أثناء فتحه للأندلس كما أعاد أملاك الأمراء لهم والتي كانت تعرف بصفايا الملوك .
– قدم خدمات جليلة لليهود الأيبيرين بعد أن أصدرت قبائل القوط أمرا بتنصير كل أبناء اليهود عند بلوغهم سن السابعة فضلا عن عزمهم علي مصادرة أموال اليهود ,وأملاكهم بعد أن اكتشفوا وجود مؤامرات يهودية ضدهم فجاء فتحه للأندلس وسيلة لإنقاذ اليهود .
سماته الشكلية
كان طارق بن زياد يمتلك جسدا ضخما فضلا عن قامته الطويلة, وتمتعه ببشرة شقراء وهذه السمات مشتركة لدي الأمازيغ .
جهاده
كان طارق بن زياد من الموالين لموسي بن نصير الذي كان واليا لأفريقيا في ذلك الوقت وقد أعجب موسي به و توسم فيه خيرا فقام بتعيينه أميرا علي حكم برقة بعد مقتل حاكمها زهير بن قيس عام 76 ه في طبرق ولكنه لم يستمر كثيرا في هذا العمل فقد اختاره موسي لتولي قيادة جيشه فكان نعم القائد والفارس الشجاع المغوار.
وأحرز انتصارات عظيمة على أعدائه مما زاد من إعجاب موسي به فولاه قيادة جيوشه بالمغرب الأوسط ووجد الأمويون الفرصة سانحة أمامهم للسيطرة علي حصون المغرب الأقصي حتي المحيط الأطلسي .
وقد برز دور طارق بن زياد في إرساء دعائم الأمن بالمغرب حتي وصل لمدينة الحسيمة التي تعد بمثابة قصبة بلاد المغرب ووضعها تحت الحصار حتي فتحها ودخل أهلها في الإسلام وبهذا تمكن طارق من فتح مدن شمال أفريقيا بالكامل وقد كوفىء علي إخلاصه للإسلام وبسالته وعين واليا علي طنجة عام 89ه .
فتح الأندلس
بعد أن وجد موسي بن نصير طريقة لدخول الأندلس أشار علي طارق بن زياد بضرورة تجهيز الجيش والتوجه نحو جبل طارق وبالفعل نجح في إجتياز المرحلة الأولي وقام بفتح حصن قرطاجنة وسيطر علي المناطق المجاورة لجبل طارق.
غضب لذريق حاكم الأقليم القوطي فور علمه بما فعله طارق وأصدر أوامره للجيوش بالتحرك إلا أن طارق قضي عليهم نهائيا وكانت المعركة الحاسمة بين المسلمين والقوط علي سهل الفلنتيرة في شهر رمضان في عام 92 للهجرة وظلت المعركة متواصلة لمدة ثمانية أيام .
– من الجدير بالذكر أن تلك المعركة السابقة لم تكن المعركة الوحيدة التي خاضها طارق بن زياد في سبيل الأندلس فقد خاض معركة وادي لكة وحقق فيها انتصارا كبيرا وكتب فيها نهاية ملك القوط حيث لاذ بالفرار ولم يتركه ورائه أي أثر
– انطلق طارق في طريقه فاتحا عدد من المدن أثناء توجهه لفتح الأندلس ومن هذه المدن طليطة وغرناطة ومالقة حتي أستطاع فتح الأندلس في النهاية .
أمور جدلية حول علاقة موسي بطارق
– مائدة الذهب
تعددت الروايات حول علاقة موسي بن نصير بطارق بن زياد لكن أكثرها انتشارا قصة تتعلق بمائدة من الذهب تنسب للنبي سليمان بن داود كان طارق قد حصل عليها من غنائم غزواته وقام بإنتزاع إحدي أقدامها مما دفع موسي لإتهام طارق في تلك القدم إلا أن طارق نفي صلته بذلك.
أصدر موسي أوامره بوضع قدم أخري من الذهب ودخل متباهيا بتلك المائدة علي الخليفة الدمشقي مدعيا أنه من قام بالعثور عليها إلا أن طارق أعلن كذب موسي وأظهر القدم الأصلية .
– حرق الأسطول الإسلامي
رواية أخري متعلقة بقيام طارق بحرق أسطول السفن التي عبر بها للأندلس حتي يغلق الطريق علي جنوده فلا يستطيعون العودة حتي يدفعهم لمقاتلة العدو حتي النهاية حيث ذكرت المصادر أنه قال في الناس مخاطبا
أيها الناس, أين المفر ؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضسع من الأيتام علي مائدة اللئام .
مظاهر تكريمه
سميت كثير من المواقع بإسم طارق بن زياد تكريما له فقد أطلق اسمه علي أكاديمية طارق بن زياد في إنفر غروف , هايتس بالولايات المتحدة كما قام البنك المركزي البريطاني لحكومة جبللا طارق يإصدار عملة ورقية من فئة 5 جنيهات استرليني مطبوع عليها صورة طارق ين زياد يحمل سيفا .
وفاته
تباينت الآراء حول وفاة طارق بن زياد حيث يري البعض أنه بمجرد وصوله إلي دمشق مع موسي بن نصير انقطعت أخباره بينما يري لآخرون أنه سجن بدمشق إلي أن تدخل الخليفة الوليد وأطلق سراحه وقد ذكر رأي آخر بأن طارق بن زياد فضل التفرع لعبادة الله إلي أن توفي عام 101 ه