سيرة ذاتية عن ديكارت .. إليك مقتطفات من حياة ديكارت وأفكاره الفلسفية تعرف عليها
(أنا أفكر إذا أنا موجود ) مقولة ارتبطت بالفيلسوف الفرنسي ديكارت الذي برع في الفلسفة والرياضيات والفيزياء, وقد ذاع صيته وتأثرت به كل القوانين الفلسفية الغربية التي ظهرت بعده, ولمزيد من المعلومات حول سيرة ذاتية عن ديكارت تابع معنا المقال التالي .
سيرة ذاتية عن ديكارت
نشأته
-ولد ديكارت في مدينة لاهاي إن تورين الفرنسية , وكان ذلك في 31 مارس عام 1596 رغم أن أصوله هولندية في الحقيقة ؛ فأسرته تنتمي إلي طبقة النبلاء حيث كان والده مستشارا برلمانيا في إقليم بريتانيا الفرنسي أما جده لأبيه فقد امتهن الطب , وبالنسبه لجده من ناحية أمه فقد كان حاكما لإقليم بواتيه .
– قرر ديكارت الإلتحاق بمدرسة لافلشي عام 1604 التي كانت معروفة بإنتمائها لطائفة اليسوعية الدينية , وقد تعلم ديكارت في مدرسته الأساليب الفلسفية الراقية فضلا عن دراسته لمباديء الأدب والمنطق والأخلاق .
– تخرج في كلية الحقوق جامعة بواتيه عام 1612 كما حصل علي شهادة الليسانس في القانون المدني في عام 1616
حياته الشخصية
– كان لديه ابنه واحدة تدعي فرانسين وقد قرر أن تتلقي تعليمها في فرنسا لتحيا مع أقاربها لكنها توفت عن عمر يناهز 5 سنوات بعد إصابتها بالحمي .
– استثمر أمواله في تجارة السندات المالية لذلك وفر له دخلا مريحا وفي عام 1620 أخذ يتنقل بين العديد من البلدان الأوربية وخلال جولاته باع أملاكه التي ورثها عن أمه وفضل أن يعيش منعزلا رغم أن والده عرض عليه أن يتوسط ويشتري له وظيفة حاكم عسكري .
العوامل التي شكلت أفكاره الفلسفية
التحق بالجيش الهولندي بناءا علي نصيحة والده الذي يعد من أفضل الجيوش الأوروبية نظاما وخبرة لذا قرر الرحيل إلي هولندا, وهناك التقي مع الطبيب الفرنسي اسحق بيكمان الذي شجعه علي التعمق في دراسة العلوم كما ساعده علي الإهتمام بالفيزياء والرياضيات فقد كانا يبحثان معا علي نظريات جديدة في الميتافيزيقا ,وتطبيقها علي الرياضيات مما كان له أثرا إيجابيا داعما لرؤيته الفلسفية .
إنجازات رينيه ديكارت
– لقب ديكارت بأبو الفلسفة الحديثة حيث سعي لإستخدام منهجا عقلانيا للكشف عن معني العالم الطبيعي من خلال نظريات العلم والرياضيات سائرا علي نهج فرانسيس بيكون الذي قدم أطروحاته قبل ديكارت بعدة عقود .
– رغم كونه من أبرز الفلاسفة إلا أنه قدم العديد من الأبحاث في مجال الفيزياء مما جعله من أبرز الرياضين الذين أبدعوا الهندسة الديكارتية .
– تركزت فلسفته علي تأمل طبيعة الوجود وثنائية العقل والجسد حيث قادته أفكاره لمفهوم فكرة الثنائية ,وعرفها بأنها نقطة التقاء المادة باللامادة .
أهم أفكاره الفلسفية
– نظرية المعرفة
تنوعت مجالات الشك لديه فشك في المعرفة الحسية كما شك في قدرة العقل علي الوصول للمعرفة الكاملة حيث ربط بين الشك والوجود قائلا ( كلما شككت ازددت تفكيرا فازددت تفكيرا بوجودي ) .
– المنهج الديكارتي
هو المنهج الفلسفي الحديث الذي اخترعه ديكارت نتيجة تأثره بالمنهج الرياضي ومنه استقر علي فكرة وجود الأنا أفكر وقد سار علي المنهج الإستنباطي الموجود في الرياضيات ليتحقق من فكرة وجود الإله وخلود النفس
تشكل البداهة والإستنباط أساسيات المنهج الديكارتي حيث عرف البداهة بأنها الرؤية أو التصور الذي ينشأ في نفس سليمة عن الأنوار العقلية أما الإستنباط هو العملية العقلية التي تعمل علي نقلنا من الفكرة البديهية إلي نتيجة أخري .
– قاعدة اليقين
وضع ديكارت في كتابه ( مقال عن المنهج ) مجموعة من القواعد الخاصة بالفلسفة وتنص القاعدة الأولي علي ( ألا أقبل أي شيء علي أنه حق مالم أتحقق يقينا بأنه كذلك ) , وتسمي تلك القاعدة بقاعدة اليقين التي تشير إلي ضرورة تجنب الحكم علي الأشياء من مظهرها فقط وأن تقترن الأحكام بالمشاهدات التي تتضح أمام العقل فقط حتي نقضي علي أي شكوك .
-علم الأخلاق
وضع ديكارت علم الأخلاق علي قمة العلوم الأخري ونظر إليه بإعتباره رأس الحكمة كما أشار إلي ضرورة الإطلاع علي كافة العلوم قبل التعمق في دراسة الأخلاق وقد كان دائما يقول أن الفلسفة جذورها الميتافيزيقا وجذعها العلوم الطبيعية وتتنوع أغصانها بين بقية العلوم الأخري كالطب والميكانيكا والأخلاق العليا .
أبرز مؤلفاته
قام ديكارت بتأليف عدد من الكتب إلا أن كتابه تأملات في الفلسفة الأولي الذي صدر عام 1641 من أشهر أعماله الفلسفية حيث يعتبر مرجعا أساسيا لأقسام الفلسفة بالكليات ويشتمل الكتاب علي ستة تأملات :
– يرصد فيه الأشياء التي يمكن وضعها في نطاق الشك ومبرراته لذلك.
– الوصول إلي اليقين الأول بوجود اختلاف بين الفكر الإنساني والجسد.
– بعد أن يثبت وجود الفكر ينطلق متأملا لإثبات وجود الإله مقدما 3 براهين لوجوده.
– يسعي للتمييز بين الصدق والكذب والوضوح وعدم الوضوح .
– يتناول ماهية الأشياء المادية وماورائها ويصل في هذا التأمل إلي ثنائية ديكارت الشهيرة.
– يميز بين النفس الخالدة والجسد الفاني.
مؤلفات أخري لديكارت
– علم الهندسة (1637)
– مبادىء الفلسفة (1644)
– كتاب العالم
– قواعد لتوجيه التفكير
معتقداته عن وجود الإله
كان ديكارت يعتقد دائما أن الإله يشبه العقل لكن ليس له وجود مادي ولكن اختلافه عن العقل يكمن في أن وجود الإله لاحدود له كما أنه لايعتمد علي خالق آخر وفقا لقوله ( إنني أدرك دائما حقيقة وجود إله قدير ) .
أشهر أقوال ديكارت
– لايكفي امتلاكك عقلا سليما فمن الأفضل استخدامك له علي النحو المناسب.
– أعظم العقول قادرة علي أكبر الرذائل فضلا عن أعظم الفضائل.
وفاة ديكارت
انتقل ديكارت إلي ستوكهولم بالسويد ليعلم الملكة كريستينا مبادىء الفلسفة لكنه توفي هناك بعد أن أصابه الإلتهاب الرئوي وكان ذلك في عام1650