سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد .. الفراهيدى مؤسس علم العروض كيف نشأ ؟ وأبرز مؤلفاته

الخليل بن أحمد الفراهيدي ؛ ولد عام 718 وعرف بالفراهيدى أو آل خليل ، كان عالمًا مختصًا في علم اللغويات وقائدًا للنحويين في مدينة البصرة ، أنتج أول قاموس للغة العربية وقدم نظام حروف العلة في النص العربي ، كما كان عالم وأكاديمي ورجلاً ذا فكر أصلي حقيقي . إليك سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد :

سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد

نشأته وحياته :

ولد الفراهيدى في عُمان جنوب الجزيرة العربية لأبوين متواضعين وإنتقل إلى البصرة صغيرا ، درس الخليل التقاليد والفلسفة الإسلامية في عهد أبي عمرو بن العلا ، وقد أقنعه معلمه أيوب بالتخلي عن المذهب الإباضي والتحول إلى العقيدة السنية حيث إشتهر بتقواه و إقتصاده وكان رفيقا لجابر بن زيد مؤسس الإباضية
قيل أن والديه كانا متحولين إلى العقيدة الإسلامية ، وأن والده كان أول من أطلق عليه اسم “أحمد” بعد زمن النبي محمد ، وكان لقبه الفراهيدى حيث إختلف عن اسم قبيلته ، كانت أحفاد قبيلته هى قبيلة زهران المعاصرة والمقيمة بشكل أساسي في منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية
رفض الهدايا الهائلة من الحكام ، أو الإنغماس في التشهير والثرثرة مع العلماء العرب والفارسيين المتنافسين فكان زاهدا يؤدى فريضة الحج السنوية فى مكة المكرمة ، وعاش في منزل صغير في البصرة حيث درس علم اللغة ، وأصبح بعض طلابه معلمين أثرياء ، وكان الدخل الرئيسي للفراهيدي هو تربية الصقور وحديقة موروثة من والده .

قد لاحظ عدد من كتاب السيرة الذاتية تحاشي الفراهيدي للثروة المادية ، وفي شيخوخته عرض عليه ابن حبيب بن المهلب حاكم المحمدون أن يتقاعد ويعلم له إبنه لكن سرعان ما رفض الفراهيدى عرضه قائلاً إنه ثري رغم أنه لا يملك المال لأن الفقر الحقيقي لا يكمن في نقص المال بل في الروح

وقد ظهر إفتقار الفراهيدى إلى الثروة المادية في عادته نقلاً عن مقطع أختال الشهير : “إذا كنت تريد الكنوز ، فإنك لا تجد أي شيء مساوٍ لسلوك فاضل” ، لذلك إتفق المؤرخون والفلاسفة على أخلاقه السامية وتأثيره الإيجابي على الناس فى الفكر والإسلوب ، حيث وصفه سفيان بن عيينة قائلا “من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد”

سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد
سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد

وفاته :

قيل عن الفراهيدى أنه كان يريد وضع نوعا من الحساب قائلا “أريد أن أعمل نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البقال فلا يظلمها” حيث كان فى طريقه إلى المسجد محاولا إيجاد طريقة لهذا الحساب ومشتت الإنتباه فإصطدم بعمود المسجد فى رأسه ومات سنة 170هـ .

سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد

 سيرته الأدبية :

في العالم العربي ، أصبح الفراهيدي اسما مألوفا عند وفاته ، وأصبح شبه أسطوري فهو أول من قام بتدوين الكلمات المعقدة من الشعر العربي كما كان يتميز بعبقرية بارزة في العالم الإسلامي ، وكان سيبويه من بين تلاميذه حيث كان مدينًا بالفضل للفراهيدي أكثر من أي معلم آخر 

كان الفاراهيدي أيضا على دراية جيدة في الفلك والرياضيات والشريعة الإسلامية ونظرية الموسيقى والتقليد النبوي المسلم ، وقيل أن مهارته في اللغة العربية كانت مرسومة بالتقاليد النبوية الإسلامية وكذلك تفسير القرآن .
سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد

أعماله الأدبية :

كتب الفراهيدى معجم العين وكان أول معجم للغة العربية حيث يجمع أعمق حرف باللغة العربية وقد تعني كلمة “عين” أيضًا مصدرًا للمياه في الصحراء ويعكس معناها هدف الفراهيدى من إستنباط أصول مفردات اللغة العربية . من أبرز مؤلفاته : 

نبذة عن ما كتبه في معجم العين للغة العربية : 

الذعذعة : تحريك الريح الشيء حتى تفرقه وتمزقه ، يقال : قد ذعذعته وذعذعت الريح التراب : فرقته وسفته فتذعذع، قال النابغة :
غشيت لها منازل مقويات : تذعذعها مُذعذعة حنون

كتب الفراهيدى العديد من أبيات الشعر أيضا فقال عن البحر الكامل : 

أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ

وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ
سَخّى بِنَفسي أَنّي لا أَرى أَحَدًا

يَموتُ هَزلاً وَلا يَبقى عَلى حالِ
وَإِنَّ بَينَ الغِنى وَالفَقرِ مَنزِلَة

مَخطومَةً بِجَديدٍ لَيسَ بِالبالي
الرِزقُ عَن قَدَرٍ لا الضَعفُ يَنقُصُهُ

وَلا يَزيدُكَ فيهِ حَولُ مُحتالِ
إِن كانَ ضَنُّ سُلَيمانَ بِنائِلِهِ

فَاللَهِ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤالِ
وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ

وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ
وَالمالَ يَغشى أُناساً لا خَلاقَ لَهُم

كَالسيلِ يَغشى أُصولَ الدَندَنِ البالي
كُلُّ اِمرِىءِ بِسَبيلِ المَوتِ مُرتَهِنٌ

فَاِعمَل لِنَفسِكَ إِنّي شاغِلٌ بالي

سيرة ذاتية عن الخليل بن أحمد

المراجع

المصدر1

Exit mobile version