وجب على الإنسان أن يعظم الله، كماعليه ألاّ يتكبر على الله وأن يحمده ويشكر نعمه حتى لا يكون ممن يخرجون من رحمة الله… سنتعرف معا على كيف يكون تعظيم الله
تعظيم الله
- يعد تعظيم الله سبحانه وتعالي، هو أصل وحقيقة العبادة، فلقد أمر الله تعالي عباده بتعظيمه؛ حيث قال في كتابه العزيز: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).
- هذ والعظمة الكاملة هي لله عزوجل ولا تتحقق إلا له، ومن يجرؤ على منازعة الله فيها فسيكون جزاؤه جهنّم، والدليل على ذلك ما ذكر في الحديث القدسي: (الكبرياءُ رِدائِي، والعَظمةُ إِزارِي، فمَنْ نازعَنِي واحِدًا مِنهُما قذَفْتُهُ في النارِ).
- هذا لأن الله عزوجل عظيمٌ في ذاته، في صفاته، في أسمائه، في سلطانه، في ملكه، وفي كل ما خلق من مخلوقات.
كيف يكون تعظيم الله
- تعظيم الله سبحانه وتعالى يعد من أسمى العبادات القلبية، لذلك وجب على كل مسلم أن يتيقن، ويعتقد بأن تعظيم الله يكون أساس العبادة؛ حيث أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى يكون متوقّفٌ على تعظيمه؛ فقال الله تعالى في كتابه العزيز: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا).
يتحقّق تعظيم الله سبحانه وتعالى بعدّة أمورٍ، من أهمها:
- يتحقق التعظيم لله تعالى عن طريق إثبات صفات الله له بشكل يليق بوجهه الكريم، ويكون ذلك بدون تحريفٍ، أو تمثيل، أو تكييف، أو تعطيلٍ.
- حيث أن إنكار بعض صفات الله عزوجل يكون عدم تقديرٍ لله كما يجب، وكذلك عدم معرفة به.
- كما أنّ من بين أسماء الله الحسنى: العظيم، المجيد، والكبير، فهذه الأسماء تدلّ على صفات الله بالكبرياء، والعظمة، والمجد، فالله أعظم و أكبر من كل شئ.
- معرفة وتذكر نعم الله سبحانه وتعالى على مخلوقاته، فالله سبحانه وتعالى قد عظّم الإنسان بالكثير من المواضع، من بينها:
- حيث حفظ عرض الإنسان بتشريعه حدّ القذف.
- كما حمى مال الإنسان بوضعه حدّ السرقة على السارق.
- كما أسقط عنه جزءاً من الصلاة، وذلك بسبب المشقّة.
- يعتبر تعظيم القرآن الكريم من الوسائل المهمة لتعظيم الله سبحانه وتعالى، ويكون ذهذه التعظيم عن طريق تلاوة آيات القرآن الكريم، بالإضافة لتدبّر معانيها، وكذلك العمل بما نصت عليه هذه الأيات من أوامر، ويكون في ذلك اقتداء بالحبيب المصطفي، والسلف الصالح.
- تعظيم الرسل والأنبياء، وكذلك تعظيم الحبيب المصطفي صل الله عليه وسلّم، وكذلك تعظيم ما ذكره الحبيب في السنّة النبويّة.
- حيث ذكر الكثير من العلماء على تعظيم الله لرسوله، ومن بين هؤلاء العلماء: شيخ الإسلام ابن تيمية؛ حيث أكد على أنّ الله تعالى قد أمر بتوقير وتعزير النبيّ، حيث قال تعالى: (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ).
- والمقصود بالتعزير هنا؛ هو نصرة الرسول صل الله عليه وسلم، والحرص على تأييده، والقيام بمنع كلّ ما يؤذيه.
- أمّا التوقير؛ فهو الحرص علي تواجد كل الصفات التي تحقق للحبيب المصطفي الإجلال، والسكينة، والطمأنينة، والإكرام.
- تعظيم الرسول لابد وأن يكون بما يرضاه ويحبّه الله سبحانه وتعالى، ويأمر به كذلك، ويثني على فاعله.
مظاهر تعظيم الله تعالى
- تكبير الله كل يوم 5 مرات عند رفع الأذان.
- الحرص على أداء الصلوات الخمس المفروضة، وكذلك الحرص على ذكره، تحميده، وتسبيحه، وتقديسه بعد كل صلاة.
- يكون بإحترام، وتعظيم كل ما له صله بالله عزوجل، من دّين، وأنبياء، وقرآن.
- الحرص كذلك على حماية كل مخلوقات الله، ويكون ذلك بالحفاظ عليها وعدم التعرض لها بأي سّوء، أو فساد، وذلك لأن كل ما وجد في الكون يكون من صنع الرّحمن الذي وجب تقديره.
- التعرّف كذلك على أسماء وصفات الله سبحانه، وتعالى، وكذلك الحرص على محاولة استشعار معاني هذه الصفات والأسماء، حيث أن من عرف الله حق المعرفة فإنه سيستشعر عظمة الله المطلقة، وكذلك سيخشي الله ويحبه، ويطيعه.
- ضرورة الالتزام الكامل بأوامر الله سبحانه وتعالى في المعاملات، والعبادات، فأوامر الله هي الطريق السليم لسعادة المرء بالدنيا، والآخرة، كما أن الالتزام بها يعد دليل على تعظيم الإنسان لله تعالى وخشيته كذلك، والحرص على نيل رضاه.
- كذلك من خلال الابتعاد عن كل أنواع وأشكال المحرّمات بشكل كامل، حيث أن في ذلك دليل صريح على مدى حب الإنسان لربه وتعظيمه له.
- الحرص دائما على طلب نوعي العلوم الدينية منها، والدنيوية، حيث أن كل ما ازداد علم الإنسان كلما ازداد يقينه بالله واطمئنان قلبه بأن الله وحده هو من يستحق التعظيم ومن يجب أن تكون له العظمة المطلقة.
- التأثر كذلك بما ذكر في آيات القرآن الكريم، وأيضا التفاعل بكل الجوارح مع كتاب الله؛ حيث أن القرآن الكريم هو الأفضل في ادخال العظمة لنفس الإنسان.
- تواضع دائما في كل الأوقات والأحوال؛ حيث أنك بتواضعك تثبت مدى معرفتك بالله وتيقنك بأنك أصغر من أن تري نفسك عاليا وتتعالى على خلق الله.
- تعظيم الله يكون كذلك بالابتعاد عن كل مجالس السوء، التي يتم فيها ذكر الله تعالى ببعض ما يساء لذاته العليا بالفعل أو بالقول.
- ويعتبر غضبك عند انتهاك أي حد من حدود الله أحد الطرق لتعظيم الله.
- شكر الله على كل نعمه التي أنعم بها عليك، والتي لا تُعَدَّ، ولا تُحصى.
المراجع
المصدر الأول
المصدر الثاني